وجدت الأبحاث أن بعض أنواع أدوية السكري من النوع 2 قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة.
تساهم عدة عوامل في زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
تعتبر السمنة أحد عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
يهتم الباحثون باكتشاف استراتيجيات تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة.
وجدت دراسة جديدة أن الأشخاص المصابين بالسكري من النوع 2 الذين تم علاجهم بمنبهات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1RAs) كانوا في خطر أقل للإصابة بعشرة أنواع مختلفة من السرطانات المرتبطة بالسمنة، حيث تعتبر السمنة ومرض السكري من النوع 2 حالات شائعة يمكن أن تشكل خطراً على صحة الناس، وقد تلعب طرق علاج السكري دوراً في المخاطر الصحية المستقبلية، وبدأ الباحثون في الربط بين البيانات في هذا المجال.
الدراسة
نُشرت دراسة في مجلة JAMA Network Open وقارنت بين مجموعات من الأشخاص المصابين بالسكري من النوع 2 الذين يتلقون ثلاثة علاجات: الأفراد الذين يتناولون منبهات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1RAs)، والذين يتناولون الأنسولين، والذين يتناولون الميتفورمين.
أظهرت نتائج الدراسة أن المشاركين الذين تناولوا منبهات GLP-1RAs شهدوا انخفاضاً كبيراً في خطر الإصابة بـ 10 من 13 نوعاً من السرطانات المرتبطة بالسمنة مقارنةً بالمشاركين الذين تناولوا الأنسولين.
السمنة كعامل خطر للإصابة بالسرطان
زيادة الوزن أو السمنة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بحالات معينة، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، البنكرياس، القولون، الثدي، أو الكبد، وهناك ثلاثة عشر نوعاً من السرطان التي يمكن أن يزيد خطر الإصابة بها بزيادة الوزن أو السمنة.
تفسير الأطباء
أوضح الدكتور وائل حرب، أخصائي الأورام وأمراض الدم المعتمد في معهد السرطان MemorialCare في مراكز الأورانج كوست وسادلباك الطبية في مقاطعة أورانج، كاليفورنيا، الذي لم يشارك في الدراسة، أن السمنة تعتبر عامل خطر معروف للعديد من أنواع السرطان، وتتضمن الآليات التي تربط السمنة بالسرطان الالتهاب المزمن، مقاومة الأنسولين، مستويات الأنسولين المرتفعة وعوامل النمو المشابهة للأنسولين، مستويات الهرمونات الجنسية المتغيرة، والأديبوكينات، ويمكن أن تعزز هذه العوامل نمو وتطور الأورام.
وأضاف: "يزيد الوزن الزائد أيضاً من استجابة الجسم المناعية ويمكن أن يخلق بيئة ملائمة لنمو السرطان، وتشمل السرطانات المرتبطة بالسمنة القولون، الثدي، بطانة الرحم، الكلى، والبنكرياس."
دور الأطباء
يمكن للأطباء المساعدة في معالجة مخاطر الأشخاص بالإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة، بما في ذلك مناقشة الطرق التي يمكن للناس اتباعها للحفاظ على نظام غذائي صحي وزيادة النشاط البدني للحفاظ على وزن صحي، ويمكن أن يتضمن ذلك أيضًا الفحص المناسب للسرطان للأشخاص الذين هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة.
استخدام منبهات GLP-1RAs
كانت هذه الدراسة دراسة مراقبة، ولجمع المعلومات من عينة كبيرة، نظر الباحثون في السجلات الصحية الإلكترونية المفصلة التي تضمنت بيانات من أكثر من 1.6 مليون شخص في تحليلهم.
كان جميع المشاركين مصابين بالسكري من النوع 2 ولم يكن لديهم تاريخ لأي من الأنواع الثلاثة عشر للسرطانات المرتبطة بالسمنة، وتم وصف ثلاثة أنواع من الأدوية لإدارة السكري:
منبهات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1RAs) مثل أوزيمبيك
الأنسولين
الميتفورمين
نتائج الدراسة
خلال فترة المتابعة التي استمرت خمسة عشر عامًا، فحص الباحثون معدل الإصابة بكل من السرطانات المرتبطة بالسمنة بين المشاركين، ووجدوا أن المشاركين الذين تم وصف منبهات GLP-1RAs لهم كانوا في خطر أقل للإصابة بعشرة من الأنواع الثلاثة عشر للسرطانات المرتبطة بالسمنة مقارنةً بمستخدمي الأنسولين، وشمل ذلك انخفاضًا في خطر الإصابة بسرطان المرارة، البنكرياس، المبيض، القولون، والمريء.
استنتاجات الباحثين
بشكل عام، لم يجد الباحثون أن مستخدمي GLP-1RAs كانوا في خطر أقل لأي من السرطانات مقارنة بمستخدمي الميتفورمين، وكانوا أيضاً في خطر أعلى للإصابة بسرطان الكلى.
أهمية النتائج
علق الدكتور حرب على الأهمية السريرية للبيانات بقوله: "إذا كانت منبهات GLP-1 RAs بالفعل تحمي من بعض السرطانات المرتبطة بالسمنة، فإن استخدامها قد يكون له الأولوية في إدارة مرضى السكري من النوع 2 الذين هم في خطر مرتفع لهذه السرطانات، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى فائدة مزدوجة من تحسين السيطرة على مستوى السكر في الدم وتقليل خطر الإصابة بالسرطان."