الكنيست قضى بشكل نهائي على أحلام السلطة والمطبعين بحل الدولتين
مقالات
الكنيست قضى بشكل نهائي على أحلام السلطة والمطبعين بحل الدولتين
عدنان علامه
19 تموز 2024 , 10:28 ص


*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*

*بتاريخ 19 تموز/يوليو 2018 أقر الكنيست قانون الدولة القومية لليهود في إسرائيل وأهم بنود القانون إلغاء حق تقرير المصير للفلسطينييي وحصرها باليهود فقط؛ وبالرغم من ذلك، لم تتحرك السلطة او الشعب المقاوم في فلسطين والشتات على هذا القانون الذي قضى على حق تقرير مصير للشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة ، وهذا نصه:-*

*نص القانون*

*المبادئ الأساسيَّة:-*

*1- أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وفيها قامت دولة إسرائيل.*

*2- دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير.*

*3- ممارسة حق تقرير المصير في دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودي.*

*وفي إلتزام إسرائيلي للتواريخ المصيرية؛ صوّت الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، يوم إمس الخميس 18 تموز/يوليو، بالأغلبية لصالح قرار يرفض قيام دولة فلسطينية.*

*ويدَّعي القرار أن "إقامة دولة فلسطينية في قلب "أرض إسرائيل" ستشكل تهديدِا وجوديا لإسرائيل ومواطنيها، وسيؤدي إلى إدامة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وزعزعة إستقرار المنطقة.*

*وقد إختار نِتِن يا هو بعناية فائقة توقيت الإعلان عن إلغاء سراب حل الدولتين؛ فداخليًا نِتِن يا هو مستمر في حربه التوراتية وعمليات الإبادة الجماعية في يومها ال 286 والتي أسفرت عن 38848 شهيد و89459 مصابًا وأكثر من 20000 مفقود.*

*وخارجيًا يأتي القرار قبل أيام من زيارة يجريها نِتِن يا هو إلى واشنطن ويلتقي خلالها بايدن، ويلقي خطابا أمام الكونغرس.*

*وقد تعمّد نتنياهو تفجير قنبلة من العيار الثقيل بوجه بايدن لإحراجه تجنبًا للضغط عليه ؛ فبدلََا من التركيز على نتائج الإبادة الجماعية للفلسطينيين التي يدعمها بايدن؛ فتحول الإهتمام الأساسي لبايدن الآن هو كيف سيقنع العالم مع الدول الأوروبية وماذا سيقولون بمطالبتهم سابقًا بحل الدولتين كحل وحيد لإيقاف عمليات الإبادة الجماعية في غزَّة ورفح.*

*وَلم تتوفر حتى الآن ردود أفعال فلسطينية تتناسب مع هذا القرار الخطير بتصفية القضية الفلسطينية، والذي نسف أي بصيص أمل لحل القضية الفلسطينية على أساس الدولتين.*

*لا يمكن العتب على فلسطينيي الداخل في عدم التحرك لأنهم لا زالوا صامدين صمودََا إسطوريََا بوجه عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي منذ 287 يومًا.*

*ولكن المصيبة الكبرى هي وضع السلطة اليوم؛ فماذا ستقول لشعبها؟ وهي كانت تحلم بالمناصب في سراب الدولة الفلسطينية في ظل الإحتلال؛ وكانت تنسق أمنيََا مع العدو؛ فتعتقل الَمقاومين وترافق قوات الإحتلال في اغتيال المقاومين، وتجاوزت كل الأعراف الوطنية، الإنسانية، الأخلاقية، القانونية والدولية َفتسببت في إستشهاد مقاومين في سجونها. وعلى سبيل المثال لا الحصر إستشهاد الشهيد نزار بنات في سجون السلطة. وقد إعتمدت في تغطية الخبر على صحيفة أجنبية؛ فقد نشرت الغارديان تحقيقًا عن استشهاد الناشط والمعارض نزار بنات في يونيو/ حزيران الماضي، معتبرة أن "مقتله يسلط الضوء على وحشية السلطة الفلسطينية".*

*واعتبرت الصحيفة أن "مقتل الناقد القوي لحركة فتح أبرز تواطؤ السلطة الفلسطينية مع إسرائيل والمدى الذي ممكن أن يذهب (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس إليه لسحق المعارضة".*

*فهل ستبقى السلطة ملتزمة ببنود إتفاقيات أوسلو علمًا بأن العدو الصهيوني قد صادر مؤخرََا أكثر من 43000 دونم من أراضي الضفة الغربية تحت أعين السلطة.*

*وقد أتخذ الكنيست مؤخرا قرارًا بتشريع عدة بؤر إستيطانية في الضفة الغربية؛ ووافق على بناء عشرات الآلاف من الوحدات السكنية خلافًا لبنود إتفاقيات أوسلو وتعديلاتها.*

*فهل ستأخذ السلطة الفاسطينية موقفًا مشرّفًا وتلتحق بالمقاومة؛ او تبقى تنسق مع العدو لمطاردة المقاومين والتفتيش عن عبوات المقاومة لتفجرها؟*

*وإن غدًا لناظره قريب*

*19 تموز/يوليو 2024* 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري