بهاء الخزعلي||

قامت طائرات تابعة لجيش الاحتلال الصهيوني بإستهداف مجموعة اهداف في مدينة الحديدة بتاريخ ٢٠/٧/٢٠٢٤، معتبرة تلك العملية رداً على استهداف المقاومة اليمنية هدفاً في مدينة تل أبيب، وكانت السردية الصهيونية قد وضحت طريقة الاستهداف بمشاركة مجموعة من طائرات نوع F15 و F35 وكذلك طائرات لتزويد الوقود للطائرات المشاركة في العملية، وحددت أن مسارها كان عبر الاراضي السعودية متجهة صوب مدينة الحديدة ونفذت عمليتها العسكرية ثم انسحبت، ومن الجدير بالذكر أن في السردية الصهيونية بأن الطائرات أقلعت في تمام الساعة الثالثة ظهراً من يوم السبت الماضي ووصلت ونفذت العملية في تمام الساعة السادسة عصراً من نفس اليوم.

تحليل/

أن ما ذكر في السردية الصهيونية ما هو إلا نوع من الكذب و الخداع الواضحين، ورغم تنفيذ العملية على أهداف مدنية في اليمن الحبيب لكن تحليل الواقعة وفق المنطق يوضح لنا عدة أمور أهمها....

1- أن المسافة بين اليمن والأراضي المحتلة في فلسطين تبلغ 2211كم وتبلغ سرعة الطائرات القتالية لدى الكيان الصهيوني 2400كم في الساعة وبذلك لا تستغرق ثلاث ساعات للوصول إلى الحديدة بل تستغرق ساعة للوصول فقط، ولو افترضنا أن الكيان الصهيوني كان يخشى أن يتم رصد طائراته من قبل الرادارات و الدفاعات الجوية اليمنية وقامت طائراته بالطيران على شكل سرب منظم يشكل في الرادارات شكل طائرة مدنية كبيرة فقد تستغرق في طيرانها ساعتين فقط للوصول لأن سرعة الطائرة المدنية تبلغ 1000كم في الساعة، وبذلك نفهم أن ما أعلن عنه من قواعد عسكرية للطيران الصهيوني انطلقت منه الطائرات هو عبارة عن كذب فاضح و أن الطائرات انطلقت من قواعد غير تلك القواعد المعلن عنها في تلك العملية.

2- أيضاً لو كانت الطائرات انطلقت من قواعد عسكرية في داخل الأراضي المحتلة لماذا لم تتخذ مسارها فوق البحر الاحمر علماً أن كل الاهداف التي تم استهدافها كانت محاذية للبحر الأحمر فلماذا يكون المسار من فوق الأردن والسعودية باتجاه اليمن رغم أنه لا يخفى على الجميع أن المقاومة اليمنية عين في المعركة وعين على حدود السعودية تحسباً لأي حالة نقض بالهدنة وبذلك يكون الرصد على الحدود السعودية اليمنية اهم لأن الهجوم منه قد يكون اجتياح بري لاتباع عبد ربه منصور فيجب يكون في الرصد أكثر استعدادا من البحر الأحمر الذي قد تهاجم منه اليمن بقصف جوي أو بحري رغم علمنا أن المقاومة اليمنية لم تمتلك منظومة دفاعية جوية إنما مجموعة من أسلحة مقاومة الطائرات.

3- وفق ما أعلنته القناة 14 العبرية بأن نتنياهو استدعى المجلس العسكري الصهيوني لاجتماع طارئ وعند دخولهم وسؤالهم عن سبب الاجتماع ابلغهم أن الطائرات قد أقلعت لقصف اليمن، وبهذه السردية الصهيونية و رغم أضعاف دور القادة العسكريين أمام رغبة نتنياهو وكأنهم خدم لديه لا يمتلكون اي قرار سوى التوقيع و الاختام لاتمام الإجراءات الرسمية لتنفيذ العملية فقد يكون هذا الهراء أيضا كذب وان الطائرات الحربية الصهيونية لم تنطلق في تمام الساعة الثالثة ظهراً وقد تكون انطلقت في تمام الرابعة والنصف أو الخامسة عصراً.

*ما هي اهداف السردية الصهيونية بعد استهداف الحديدة؟

1-بعد ما صرح الجانب السعودي عن عدم مرور الطائرات الصهيونية من اجوائه لاستهداف اليمن، يتضح لنا أن الهدف الحقيقي هو دفع المقاومة اليمنية لاستهداف السعودية أو الاردن لضمان ثلاثة أمور الأول الهاء اليمن بحرب مع دولة عربية لتخفيف الضغط على الكيان، الثاني الضغط على السعودية للتنازل عن شرط أقامت دولة فلسطينية لعقد اتفاقية سلام (تطبيع)، الثالث كسب حلفاء أقليميين عسكرياً بالميدان ضد محور المقاومة.

2-اخفاء المكان الحقيقي لانطلاق تلك الطائرات والتي قد تكون انطلقت من اليونان التي تبعد مسافة 3684كم عن اليمن وبذلك تتوافق المسافة مع الزمن في حال انطلقت الطائرات الساعة الثالثة، وقد تكون الطائرات انطلقت من إثيوبيا والتي تبعد عن اليمن مسافة 1125كم وذلك يتوافق مع انطلاق الطائرات في تمام الساعة الرابعة والنصف، وقد تكون الطائرات انطلقت من جيبوتي والتي تبعد عن اليمن مسافة 762كم وذلك يتوافق مع انطلاق الطائرات في تمام الساعة الخامسة عصراً ، وبذلك نحن أمام ثلاثة احتمالات هي الأقرب وفق التوقيت من انطلاق الطائرات من قواعد صهيونية في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك إن القواعد الجوية العسكرية في كل من اليونان وجيبوتي وإثيوبيا تعتبر أهداف حيوية قد يتم استهدافها اذا ما تم التعرف على مصدر انطلاق الطائرات لاستهداف الحديدة، وكذلك قد تتعرض تلك الدول لمسائلات قانونية دولية بعد قرار محكمة العدل الدولية بأن غزة أرض محتلة وهذا يضفي الشرعية على المقاومة الفلسطينية وقد يكون الأمر مشابه بالنسبة للمقاومة اليمنية بحق المقاومة ضد أي دولة انطلقت منها الطائرات لاستهداف مدينة الحديدة.