بقلم :- راسم عبيدات
ليس بالغريب اذا ما رشح وكر الإفتراء العالمي " الكونغرس" الأمريكي،رئيس وزراء الإحتلال نتنياهو،لنيل جائزة "نوبل" للسلام،تقديراً لدوره وخدمته في قتل أطفال غزة وتجويع سكانها،كيف لا،وهذا الكونغرس نظم له حفل استقبال،فيه من التسحيج والتطبيل،ما تفوق به على كل البرلمانات العربية الرسمية ..نتنياهو المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية،بتهم إرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية،يستقبل في "الكونغرس" الأمريكي،بحفل تسحيج صاخب ،وتصفيق ل 80 مرة،ولتصف رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابق نانسي بليوسي ،خطابه بأنه أسوء خطاب لزعيم ليس امريكي امام " الكونغرس" الأمريكي،في حين وصفه زعيم المعارضة " الإٍسرائيلية لبيد بالمشين،اما رئيس وزراء الإحتلال الأسبق يهود بارك،فقال لا تصدقوا نتنياهو فهو مخادع ولا تجعلوه يخدعكم..ما جرى في هذا الوكر الذي يؤكد على أنه مصدر كل الشرور في العالم، فرئيسه مايك جونسون ،ايد فرض عقوبات على رئيس محكمة الجنايات الدولية كريم خان ،لأنه تجرأ على إصدار مذكرة بإعتقال رئيس وزراء الإحتلال نتنياهو ووزير حربه غالانت على خلفية تهم بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة،ولم يكتف جونسون بذلك،بل قال بأن تلك المحاكم أقيمت من اجل محاكمة الأفارقة ودول العالم الثالث والحكام " البلطجية" أمثال الرئيس الروسي بوتين،وليس لمحاكمة الأمريكان والأوروبيين الغربيين واصدقاء أمريكا مثل " اسرائيل".هذا الوكر رفض اجراء حتى مناقشة حول أن " اسرائيل" تنتهك القانون الدولي في قطاع غزة،ومن خلاله جرى تمرير صفقات سلاح كثيرة بمليارات الدولارات ل" اسرائيل"،منذ السابع من أكتوبر،لكي تستمر في حربها "الإسرائيلية" - الأمريكية " المتحضرة" على "التوحش" الشرقي،أطفال غزة ونسائها ...وفي الوقت الذي تفتك فيه الة السلاح الأمريكي بهؤلاء الأطفال، تتباكى فيه كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية على حقوق الإنسان وحياة الأطفال في قطاع غزة،في كذب مفضوح وغير مسبوق ،فمن يتباكى على حقوق الإنسان ويذرف دموع التماسيح على أرواح أطفال غزة ...لا يقوم بتزويد دولة الإحتلال ب 20 الف قنبلة غير موجهة و 2600 قنبلة موجهة و 3000 صاروخ دقيق،عدا الذخائر والطائرات والدفاعات الجوية ...نتيناهو الذين كان يصف المتظاهرين خارج الكونغرس الأمريكي من الطلبة ومن المحتجين على جرائمه في قطاع غزة ومن ضمنهم يهود امريكان والداعين لوقف الحرب عليها،بأنهم ضد السامية،وهم ممولين من ايران ودمى بأيدها ...وليحظى ذلك بتصفيق حار من اعضاء الكونغرس المتشدقين اعضاؤه بالحرية والديمقراطية،في وصمة عار ستلاحقكم حتى مماتهم.
لم يساورنا شك للحظة واحدة بأن أمريكا،ليست وسيط نزيه او محايد،بل هي شريك،وهي صاحبة فكرة الحرب على شعبنا الفلسطيني،وكل الشعوب المضطهدة والمظلومة، ويكفي القول بأن امريكا تدخلت في 72 دولة خارج إطار الشرعية الدولية،من أجل دعم أنظمة ديكتاتورية،او التخلص من أنظمة تريد ان تشق عصا الطاعة على العبودية الأمريكة،واستمرار نهب خيرات وثروات بلدانها ،فأمريكا هي تفرض ما يعرف ب"قانون" قيصر" لتجويع الشعب السوري حتى الموت،وهي من تحتل ارضه وتنهب خيراته وثرواته،وهي من تفرض عقوبات مالية واقتصادية على لبنان،وكذلك ترفض الإنسحاب من الأراضي العراقية،وتخضع اليمن لعقوبات ظالمة،وتواصل فرض عقوباتها على ايران منذ أكثر من 40 عاماً،وكذلك حاولت اكثر من مرة قلب نظام الحكم في فنزويلا وغيرها من دول العالم.
خطاب الإستعراض وحفلة الأكاذيب في الكونغرس الأمريكي،أراد منها نتنياهو ان يستقطب دعماً عسكرياً وسياسياً لحربه على قطاع غزة،واختار لها عنوان، بأن ايران هي سبب الشرور في هذا العالم وهي من تدعم كل قوى " الإرهاب" في العالم،لم يتطرق الى وقف إطلاق النار ولا الى صفقة التبادل ولا الى الإستيطان،ولا الى مسار سياسي لحل القضية الفلسطينية.
نتنياهو يدرك تماماً أن الدعم العسكري والمالي ل"اسرائيل" والحماية القانونية والسياسية لها في المؤسسات الدولية،هي من صلاحيات الدولة العميقة،وهذه سياسة ثابتة بغض النظر عن من ساكن بيتها الأبيض ومسيطر على كونغرسها،وبغض النظر أيضاً عن شخص رئيس وزراء حكومة الإحتلال.فلا يستطيع أي رئيس أمريكي ان يضغط عليه لوقف الحرب ،ويمنع تزويد " اسرائيل" بالسلاح والمال،او يسمح بتمرير قرارات في المؤسسات الدولية تدين " اسرائيل" او تفرض عقوبات عليها.
خطاب نتنياهو كان متناقضاً مع مزاج قطاعات ليست بالبسيطة من الشارع الأمريكي،وكذلك الكونغرس الأمريكي الذي تسيطر عليه الإحتكارات والكارتلات المالية والعسكرية،لم يكن موحداً بالنسبة لإستقبال نتنياهو وحضومر خطابه او التوافق الكلي معه،فقد تغيب عن حضوره أكثر من نصف النواب الديمقراطيين،بما فيه كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية للرئاسة،والتي يفترض ان تقود الجلسة،وكذلك 24 من اعضاء مجلس الشيوخ ال 51 .
نتنياهو استغل الكونغرس الأمريكي للهجوم على خصومه،وللدفاع عن دولته بأنها لم ترتكب جرائم حرب،حتى أنه سأل جيشه ،اثناء تسلله لرفح ،كم قتلتم من اعضاء حماس،قالوا 12 الف،وكم مدني قتلتم قالوا لم نقتل أحد.فهؤلاء الأطفال يقتلون بسبب كائنات فضائية خارجية،الذين وثقتهم منظمة " اليونسيف" الدولية التي تعنى بالأطفال ب 15 الف طفل قتيل.وسبب مأسي وتجويع وحصار قطاع غزة وشعبها،ليس عدوانه المستمر على شعبها،بل سرقة حماس للمساعدات وإستخدامها المدنيين كدروع بشرية،وكذلك قال بأن هذه الحرب تقودها "اسرائيل" نيابة عن أمريكا،فحربهما واحدة،حرب " التحضر" على "التوحش" الشرقي،وفق نظريات عنصرية نهاية التاريخ وصراع الحضارات،وكذلك لم ينس "اصدقاءه" من حكام دول النظام الرسمي العربي المطبع،فمصيرهم مرتبط بمصر "اسرائيل" بسبب التحديات الأمنية،وخاصة من ايران.
وكر الإفتراء العالمي لن يكون في يوم من الأيام فلسطينياً ولا عربياً ،ما دامت تسيطر عليه اللوبيات الصهيونية،التي ينطق باسمها ثمناً لدولاراتها التي تدفعها لأعضاءه.
فلسطين – القدس المحتلة