قوة المنطق لا منطق القوة
مقالات
قوة المنطق لا منطق القوة

    القاص والدان بات يعلم علم اليقين ومنذ إعلان قيامها بوعد بلفور المشؤوم تعتمد السياسة الصهيونية على سياسة (فرق تسد) عبارة عن مصطلح سياسي عسكري يجيز تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة كي تصبح أقل قوة وغير متحدة مع بعضها البعض مما يسهل التعامل معها ومنعها من الإتحاد وتشكيل قوة كبيرة يصعب التعامل معها كما هو معروف عن الفكر الإستراتيجي الصهيوني المبني على منطق القوة معتمدا على موروثه الثقافي الخبيث الساعي إلى تعويض قواه عددا وعدة معتمدا على قوى خفية أخرى تكمن في الغواية الجنسية والجاسوسية والمالوذهب تمريرا لسياستهم الشيطانية ومخططاتهم في إضعاف وشرذمة الأمم

حيث ترفع حكومة الكيان المؤقت شعار

(( إقتل عربيا تصبح صهيونيا )) تطبق على أرض الواقع منطق القوة الذي من خلاله يحقق لها أهدافها التوسعية الإستعمارية وأطماعها في الإستيلاء ليس فقط على فلسطين بل على جميع الدول العربية وحتى غير العربية هذا الذي يحقق لها مآربها في محيط متلاطم من الحقد والدم والكراهية..

لكن من الصعب على من يعتمد على منطق القوة ويمتلك أسبابها أن يعرج إلى سماء قوة المنطق.. فلابد أن تنتصر قوة المنطق على منطق القوة

فرق تسد = فيما بعد فرق تغزو.. لأن إستعباد الشعوب والإستيلاء على أراضيها وثرواتها يتطلب بداية إنهاك قواها العسكرية والإقتصادية بهدف تسهيل العملية وتقليص التكاليف هذا الذي يتحقق من خلال الفتنة الطائفية والتحريض على العنصرية ونشر روح الإنتقام بين الطوائف والطبقات المكونة لهذا الشعب وإشعال وتذكية الحروب الداخلية والخارجية التي تنتهي بإنهاك قوى كافة الأطراف..

َوبشكل سريع كان قد أكد إعلاميين لبنانيين إن ماحصل في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل إما خطأ صهيوني أو فعل متعمد لتوظيفه في الميدان والسياسة.. مؤكدا ان رماة حركة المقاومة الوطنية اللبنانية خبراء وماهرون ومنذ بدء المعارك حرصوا ولازالوا يحرصون على عدم إستهداف المدنيين فكيف الحال بأهالي مجدل شمس السورية العصاة على التهويد”! “

حيث تناولت الصحافة الإسرائيلية المرئية والمسموعة نبأ سقوط صاروخ زاعمة إنطلاقه من الأراضي اللبنانية موجهة أصابع الإتهام وكعادتها إلى المقاومة الإسلامية اللبنانية متوعدة بالرد متعمدة توظيف ذلك تزامنا بتواجد النتن ياهو في واشنطن

وكان قد صرح السيد وليد جنبلاط الرئيس الاسبق للحزب التقدمي الإشتراكي محذرا من محاولات العدو الإسرائيلي إشعال الفتن مؤكدا وقوفه وبحزم إلى جانب المقاومة الوطنية اللبنانية وسيدها حسن نصر الله.. مؤكدا على ضرورة التنبيه لما يعمل عليه العدو الصهيوني من فتن تعود الجميع عليها منذ إعلان قيام دولة الورم السرطاني والكيان الإصطناعي

فوق أرض فلسطين منذ الوعد المشؤوم.. معزيا ذوي الشهداء متمنيا بالشفاء العاجل للمصابين داعيا الجميع في لبنان والجولان السوري المحتل إلى توخي الحيطة والحذر الشديد من أي إنزلاق أو تحريض في سياق مشروع العدو التدميري.. متابعا” لقد أسقطنا المشروع الإسرائيلي في السايق لكنه يطل برأسه من جديد ونحن له بالمرصاد ونقف إلى جانب المقاومة وكل المقاومين “

إن تاريخ الإحتلال وحاضره ومنذ نشأته مليئ بالمجازر.. كما صرح إعلام المقاومة الوطنية اللبنانية ونفى نفيا قاطعا الإدعاءات التي صدرت عن الإعلام الصهيوني التي حمل من خلاله المقاومة الوطنية اللبنانية مسؤولية هذا الحادث...

حيث سبقت أكاذيب نتنياهو مسيلمة الكذاب بأضعاف...

لقد بات واضحا جليا إفلاس المتربعين على كراسي حكم تل أبيب فبعد الهزائم المتلاحقة في قطاع غزة العزة

وبعد الضربات المتكررة للسفن والقوارب الإسرائيلية وملحقاتها من قبل أنصار الله الحوثيين المساندين لأشقائهم الفلسطينيين وبعد الضربات البطولية من قبل جبهة حزب الله وكذلك الإسناد الصادر عن قوات بواسل الحشد الشعبي العراقي وبعد عمليات الهدهد الثلاث التي فضحت الأهداف الصهيونية وبعد عملية المسيرة الحوثية اليمانية التي كسرت شوكة تل أبيب

وضربت هدفها قرب القنصلية الأمريكية وبعد الوقوف شبه العالمي مع القضية الفلسطينية وبعد وبعد... لم يجد حكام تل أبيب وفي مقدمتهم المعتوه بنيامين نتنياهو سوى العودة لسلاح التفرقة وبث روح الفتن وإشعال وتذكية الصراعات الطائفية والمذهبية بين أبناء الوطن الواحد... ناسيا أو متناسيا أن تلك الأفعال الخبيثة الخسيسة لن تزيد شعوب المنطقة سوى المزيد من التآخي والتعاضد والتماسك والتحابب والتلاحم والإصرار على الوقوف بحزم وعزم وإصرار بوجه مخططات الشيطانين الأكبر والأصغر ومايدور في فلكهما وكلما ازداد التكالب على المقاومة الإسلامية الوطنية اللبنانية ومحاولة الإساءة إليها والسعي في شيطنتها كلما إزدادت دائرة التقدير والاحترام والتوقير والدعم لهذه المقاومة التي تدافع عن شرف الأمة العربية والإسلامية وحتى المسيحية ولن يجني هذا العدو اللدود سوى الخيبة

َوكما يقول المثل العامي المتداول في بلاد الشام

( مجنون يحكي وعاقل يسمع )

وهل يعقل أن يطلق هذا الصاروخ من جانب المقاومة اللبنانية المحقة والعادلة والتي تدافع أصلا ليس فقط عن الأشقاء اللبنانيين والفلسطيينيين بل حتى عن المواطنين الجولانيين القابعين تحت نير الإحتلال الصهيوني والمعارضين للتهويد

فمن وجهة نظر شخصية في كل مرة يحاول من خلالها الصهاينة تلطيخ وتشويه سمعة المقاومة الوطنية اللبنانية كلما ازدادات دائرة التعاطف معها وهاهي معظم الشعوب العربية والإسلامية وحتى الأشقاء من أبناء الطوائف الدرزية والمسيحية تصطف بجانب المقاومة الوطنية اللبنانية وسيدها حسن نصر الله وكل التقدير والاحترام لجميع جبهات الصمود والتصدي والممانعة والإسناد بداية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية سيدة دول المحور ومرورا بأنصار الله الحوثيين والحشد الشعبي العراقي وحزب الله وحركة أمل وجميع من تخندق في خندق الدفاع عن

قدس الأقداس والمسجد الأقصى وبيت لحم مهد نبي المحبة والإنسانية عيسى بن مريم عليه وأمه السلام.... 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري