العدوان على أي منطقة في لبنان خط أحمر؛ وتُعرف الرجال عند الشدائد
مقالات
العدوان على أي منطقة في لبنان خط أحمر؛ وتُعرف الرجال عند الشدائد
عدنان علامه
29 تموز 2024 , 10:58 ص


*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*

*نجح العدو الإسرائيلي أمس في تحويل أنظار العالم عن إنفجار أحد صواريخ القبة الحديدية في ملعب مرة قدم في مجدل شمس مؤديًا إلى سقوط ضحايا أبرياء؛ وإتهام حزب الله مباشرة َ بأنه من أطلق الصاروخ بالرغم من شهادات أبناء القرية والفيديوهات التي تثبت بأن سقوط الصاروخ جاء بعيد إطلاق صافرات الإنذار وتشغيل القبة الحديدية.*

*وكما يقول المثل "الفاجر أكل مال التاجر"؛ فبدأت الماكينات الإعلامية الإسرائيلية والأمريكية ببث التهديدات بالعدوان من خلال عمليات واسعة على لبنان، والويل والثبور وعظائم الأمور لتتقلص بأن العدو سيقوم بعملية رد محدودة ولكن مؤثرة.*

*وفي ذلة لسان لخارجية العدو تبين أن هذا التهويل هو للضغط على لبنان لتطبيق القرار 1701 في ظل عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين؟؟؟!!!*

*وبما أن الرجال تعرف عند الشدائد؛فقد كان موقف وزير الخارجية اللبناني ضعيف جدًا حين قال بأن أمريكا أبلغته بأن التطمينات الدولية حول الرد الإسرائيلي (على حادثة مجدل شمس) سيكون محدودا وكذلك ردّ "حزب الله". فمن الناحية البروتوكولية وزير الخارجية الأمريكية يجب أن يتحدث مع وزير خارجية لبنان؛ كما على الوزير أن لا يقبل أي إتصال دون مستوى وزير الخارجية.*

*ومن جهة أخرى كان على وزير الخارجية اللبنانية أن يرفض التهديد ويبلغ من اتصل بأن لبنان لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي عدوان بدل الإنبطاح أمام البلطجة الأمريكية.*

*ولا بد من تثمين مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط أمس الأحد، مميزة جدًا في الأوقات الصعبة وقد أكد على عدة عناوين في تصريح مقتضب:-*

*1- إسرائيل تكذب في موضوع مجل شمس*

*«الإدعاء الإسرائيلي بأن حزب الله أطلق الصاروخ على مجدل شمس كاذب».*

*2- التأكيد علي حق المقاومة*

*وقال في حديث لـ«الجزيرة» إنه «حان الوقت لأن تفهم إسرائيل أنها لن تستطيع القضاء على روح المقاومة».*

*وأكّد جنبلاط أن «إسرائيل تهاجم وتقتل وتدمر في كل لحظة في لبنان»، مشددًا على أنها لن «تستطيع القضاء على المقاومة»، ولافتا إلى أن «حزب الله يحترم قواعد الاشتباك في العمليات التي ينفذها والحزب يرد عندما تخرقها إسرائيل».*

*3- التأكيد بأن الجولان وبلداتها محتلة بما فيها محجد شمس.*

*وأضاف أنّه «ما من أحد يعطي دروسا لمجدل شمس، فهذه البلدة عربية وأغلب سكانها رفضوا الجنسية الإسرائيلية».*

*4- إبلاغ هوكستين بالوقوف عند حده.*

*ولفت جنبلاط الى ان «المبعوث الاميركي آموس هوكستين قال إن إسرائيل ستقوم بعملية واسعة؛ وأذكره بأنه وسيط وليس ناقلا لتهديدات إسرائيل».*

*وأما الموقف الأمريكي المتحيز دائما للعدو الصهيوني والمتماهي معه؛ فقد عبّر عنه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن غامزًا بأن الجولان وبلداته وقراه هي أراضي إسرائيلية حين قال، "أن كل المؤشرات تقول إن “حزب الله” هو من أطلق صاروخ مجدل شمس، لافتًا إلى أن واشنطن تدعم “حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها في مواجهة الهجمات”.*

*وأعترف بلينكن بأن الهدف من هذا التهويل هو تأمين الهدوء على الحدود الشمالية خدمة لإسرائيل. فقال يوم أمس الأحد، أن وقف إطلاق النار في غزة سيكون فرصة لإحلال هدوء دائم على الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان."*

*وأما وزارة خارجية العدو فقد أكدت ، أن حادثة مجدل شمس بالجولان تشكل تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء، لافتة إلى أن تل أبيب سترد على هذه المجزرة.*

*وآمل التركيز على هذه الفقرة من وزارة خارجية العدو: أن "الطريقة الوحيدة لمنع الحرب، التي ستكون مدمرة أيضًا للبنان، هي إجبار حزب الله على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701. هذه هي اللحظة الأخيرة للقيام بذلك دبلوماسيا".*

*ولا بد من التذكير بالموقف الثابت والحاسم لسيد المقاومة دفاعًا عن لبنان شعبًا وأرضًا. فقد قال سماحة السيد حسن نصر الله بتاريخ 04 كانون الثاني/ يناير 2024 : "نحن حتى الآن نقاتل في الجبهة بحسابات لذلك هناك تضحيات، لكن إذا فكر العدو أن يشن حربًا على لبنان حينها سيكون قتالنا بلا حدود وضوابط وسقوف، ومن يفكر بالحرب معنا سيندم وستكون مكلفة وإذا كنا نداري حتى الآن المصالح اللبنانية، فاذا شُنّت الحرب على لبنان، فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط".*

*وأعلى ما في خيلهم فليركبوه……*

*وإن غدًا لناظره قريب*

*29 تموز/يوليو 2024*

المصدر: موقع إضاءات الإخباري