تُستهلك الأعشاب البحرية على نطاق واسع في آسيا، وهي مكون رئيسي في العديد من الأطباق اليابانية والكورية والصينية، وتمنح هذه الأعشاب البحرية نكهة أومامي المميزة للطعام وتضيف مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن إلى الوجبات.

يمكن تصنيف أنواع الأعشاب البحرية بشكل عام وفقاً لألوانها: الأحمر والأخضر والبني، ويتم استهلاك حوالي 145 نوعاً من الأعشاب البحرية حول العالم، وتُقدّر الأعشاب البحرية لخصائصها المضادة للأكسدة التي تساعد في حماية الخلايا من أضرار الجذور الحرة.

تحتوي العديد من الأعشاب البحرية على مركبات الفينول والفلافونويد، وهي مضادات أكسدة مهمة، بالإضافة إلى الأحماض الدهنية أوميغا-3 والأحماض الأمينية والألياف والفيتامينات A وC وE والمعادن مثل النحاس والزنك واليود.

تشمل الأعشاب البحرية التي تتمتع بأعلى قيمة غذائية تلك التي تُعرف غالباً باسم "الركام"، لأنها تمتلك مستويات أعلى من مضادات الأكسدة مقارنة بالعديد من الأعشاب البحرية الأخرى، ومع ذلك، يختلف المحتوى الغذائي حسب نوع الأعشاب البحرية وموقع الحصاد والموسم الذي يتم فيه الحصاد.

وإلى جانب كونها مغذية، تتمتع الأعشاب البحرية بإمكانية أن تكون مصدرًا للعوامل المضادة للميكروبات، وقد أظهرت الأبحاث من جامعة كوينز بلفاست أن بعض أنواع الأعشاب البحرية يمكنها مقاومة نمو الكائنات الدقيقة الضارة في الحيوانات، وخاصة تلك التي بدأت تُظهر مقاومة للمضادات الحيوية.

وبينما يوفر تناول الأعشاب البحرية مجموعة من الفوائد، هناك بعض الأمور التي يجب الانتباه إليها، فنظرًا للمحتوى العالي من اليود في العديد من أنواع الأعشاب البحرية، يمكن أن يزيد استهلاكها من تفاقم حالات الغدة الدرقية أو يتداخل مع أدوية الغدة الدرقية.

وتشير بعض التقارير أيضاً إلى أنه، اعتماداً على البيئة، قد تكون بعض أنواع الأعشاب البحرية غنية جداً بالمعادن الثقيلة مثل الكادميوم، الذي يُعرف بأنه يسبب سمية للكبد والكلى، والزئبق، الذي يُعرف بأنه سم عصبي.

لذا، من المهم التحقق من المستويات القصوى للملوثات في منتجات الأعشاب البحرية في مختلف الدول وشراء تلك التي تم اختبارها وثبت أنها آمنة للاستهلاك.

الحمام بالأعشاب البحرية

لكن النظام الغذائي ليس الطريقة الوحيدة للاستفادة من فوائد الأعشاب البحرية، ففي السنوات الأخيرة، شهدنا ارتفاعاً في الاستحمام بالأعشاب البحرية، والذي يُعتقد أنه مفيد للصحة، وقد لا يبدو حمام مليء بالأعشاب البحرية كخيار مغرٍ، لكن هذه الأعشاب البحرية ذات اللون الزيتوني، التي توجد على طول سواحل بحر الشمال والمحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، أظهرت فوائد كبيرة كعلاج موضعي لمشاكل الجلد المختلفة، من شيخوخة الجلد إلى التئام الجروح.

تم التوصية بحمامات الأعشاب البحرية، التي تُمارس منذ مئات السنين، في الأصل لمرضى التهاب المفاصل لتخفيف الألم وتيبس والتهاب المفاصل، أما في الوقت الحاضر، يتم التوصية بها أيضًا للرياضيين بعد ممارسة تمرين شاق لأن محتوى المغنيسيوم العالي في الأعشاب البحرية يُعتقد أنه مهدئ للعضلات المؤلمة.