تأثير اضطرابات النوم على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
منوعات
تأثير اضطرابات النوم على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
4 آب 2024 , 16:34 م

يعرف الجميع أهمية النوم للصحة العامة، فهو يؤثر على مجموعة واسعة من الوظائف البدنية والنفسية، حيث تشكل الاضطرابات في النوم مثل الأرق، واضطراب التوازن البيولوجي اليومي، توقف التنفس أثناء النوم، والتغيرات في مدة النوم، مخاطر متزايدة على الصحة.

أمراض القلب والأوعية الدموية

تظل أمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تشمل ارتفاع ضغط الدم، النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم، وتشير الأبحاث الناشئة إلى أن الاضطرابات في النوم قد تلعب دوراً في تطور وتقدم الأمراض القلبية والأوعية الدموية.

أفادت الدراسات السابقة بأن النوم الصحي ضروري لوظائف الدماغ الطبيعية، المزاج، الصحة العقلية، الصحة القلبية، الصحة الدماغية، والرفاهية الأيضية، كما أظهرت الدراسات أن نقص النوم المطول، واضطراب إيقاعات النوم البيولوجية، واضطرابات النوم غير المعالجة يمكن أن تكون ضارة بالمزاج، الصحة النفسية والجسدية، وسلامة المجتمع العامة.

تشير الأدلة المتزايدة إلى وجود صلة بين اضطراب إيقاع النوم البيولوجي والأمراض القلبية، ورغم ذلك، لا يزال غير مؤكد ما إذا كان يمكن تعديل هذه العلاقة من خلال مدة النوم أو الاستعداد الجيني للأمراض القلبية.

كيف يمكن أن تؤدي اضطرابات النوم إلى الأمراض القلبية والأوعية الدموية؟

تتوسط عدة آليات فسيولوجية العلاقة بين النوم غير المنتظم والأمراض القلبية والأوعية الدموية، وأهم هذه الآليات:

ضغط الدم

أحد هذه الآليات هو تأثير النوم على ضغط الدم، الذي ينخفض بشكل طبيعي خلال نوم حركة العين السريعة (NREM)، ويُعرف هذا التأثير بـ "الانخفاض الليلي"، ويساعد في تقليل الضغط على النظام القلبي الوعائي، وفي اضطرابات النوم مثل الأرق، يتسبب اضطراب هذا النمط في زيادة ضغط الدم ليلاً، حيث يمكن أن يؤدي الارتفاع المزمن في ضغط الدم إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والذي يمكن أن يعرض الشخص لمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.

الاضطرابات الأيضية

يرتبط نقص النوم بتغيرات في استقلاب الجلوكوز، انخفاض حساسية الأنسولين، وزيادة الشهية، وكلها تساهم في تطوير داء السكري من النوع الثاني، السمنة، واضطراب الدهون، مما يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، التصلب الشرياني، وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى.

الالتهابات

ترتبط الالتهابات الجهازية باضطرابات النوم، وتعتبر عاملاً حاسماً في تطور وتقدم التصلب الشرياني، وتؤدي أنماط النوم المدمرة إلى ارتفاع مستويات السيتوكينات الالتهابية مثل البروتين التفاعلي C، مما يمكن أن يؤدي إلى الالتهابات المزمنة، ويمكن أن تؤدي هذه الالتهابات إلى خلل في البطانة، مما يعزز تطور اللويحات الشريانية، ويمكن أن تسوء هذه الاستجابة الالتهابية الحالات القلبية الوعائية القائمة.

استجابة الإجهاد

يرتبط المحور الوطائي النخامي الكظري بتنظيم النوم، ولذلك يمكن أن يؤدي النوم السيئ الجودة إلى اضطراب تنظيم هذا المحور، مما يؤدي إلى ارتفاع هرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول والأدرينالين، حيث ترفع هذه الهرمونات مستويات السكر في الدم، معدل ضربات القلب، وضغط الدم، مما يساهم في زيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية والأوعية الدموية.

النوم المفرط قد لا يكون أفضل بالضرورة

تظهر الدراسات أن المشاركين الذين يعانون من اضطرابات في مدة النوم كانوا يميلون إلى أن يكونوا أصغر سناً، إناثاً، من وضع اجتماعي واقتصادي أدنى، يعملون على نظام المناوبات، ويميلون إلى زيادة مؤشر كتلة الجسم.

ومن المثير للاهتمام، على الرغم من أن الأشخاص الذين ينامون لفترات قصيرة أظهروا عادةً مزيداً من اضطراب مدة النوم، إلا أن الأشخاص الذين ينامون لفترات أطول كانوا أكثر عرضة لتأثيرات المخاطر السلبية للأمراض القلبية والوعائية بسبب اضطرابات النوم.

المصدر: موقع Gilmore Health