عبد الحميد كناكري خوجة : عدو لدود تجاوز الحدود
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة : عدو لدود تجاوز الحدود

إن العمل الإرهابي المتمثل بغتيال الشهيدين القائدين فؤاد شكر واسماعيل هنية اللذان إرتقيا إلى العلا نتيجة هذا الفعل الصهيوني السافر ضد العاصمة طهران والضاحية الجنوبية للبنان لن يذهب أدراج الرياح ودماء الشهيدين برفقة المدنيين الذين فاضت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها ممن كانوا ضمن دائرة الإستهداف في كلا البلدين الشقيقين إيران ولبنان...

وكم كانت كلمة سيد المقاومة حسن نصر الله معبرة صريحة مدوية حين قوله” إننا في معركة مفتوحة في كل الجبهات ودخلنا في مرحلة جديدة من الصراع مع الكيان المحتل“

كما إستوقفتني كلمات صادحة صادقة معبرة عن قلب مفعم بالوطنية وحب الوطن والتفاني والإخلاص له وخصيصا للقضية المركزية الفلسطينية قضية مسلمي ومسيحيي العالم أجمع حيث قال السيد عبد الملك الحوثي” مهما كان مستوى الإجرام الصهيوأمريكي فلن يوهن عزم المجاهدين والشعوب المجاهدة وإن إستشهاد القادة الأبطال لطالما كان له الأثر الكبير في دفع غيرهم وتحفيزهم على مواصلة المشوار وإن الإجرام الصهيوني يقابله تنام لجبهات الجهاد المساندة للشعب الفلسطيني خصيصا في قطاع غزة “

كما تعتبر طهران تلك الجريمة إنتهاكا سافرا وواضحا لكل الأعراف والحرمات وجريمة وقحة مدفوعة بغطرسة واستهانة فاضحة للحكومات الأوروبية وبعض حكام الدول العربية عبر مواقفهم التي لم تصل حتى إلى مستوى التنديد كما أن جريمة الإعتداء السافر على الضاحية الجنوبية لبيروت واستهداف القيادي الشهيد فؤاد شكر كانت عدوانا واضحا وتصعيدا خطيرا حيث بات مؤكدا أن مستوى

التصعيد مرتبط بزيارة النتن ياهو للولايات المتحدة الأمريكية تزامنا أيضا مع تحركات أمريكية في الخليج والبحر الأحمر حيث بات مكشوفا لعشرات الملايين من الشعوب العربية وغير العربية أن الأمريكي شريكا في الحرب ومخادعا مراوغا بنفس الوقت يتحدث عن ضرورة منع توسيع دائرة الحرب؟!

ومن حق طهران إتخاذ كل إجراء تجده مناسبا وضروريا للدفاع عن أمنها القومي وسيادة وحرمة أراضيها..

وما جريمة الاغتيال الغادر لهنية فوق التراب الوطني الإيراني سوى انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة جمهورية عظمى بحجم إيران التي تدفع أثمانا باهضة ومنذ إعلان نجاح ثورتها الإسلامية سنة 1979 ضد نظام التخاذل والعمالة الشاهنشاهي وبسبب وقوفها مع القضايا العادلة والمحقة وخصيصا دعمها ومساندتها للأشقاء الفلسطينيين الذين تخلى عنهم أبناء عمومهم وأبناء

جلدتهم ممن يدعون العروبة والإسلام فيما عدا قلعة الصمود والتصدي سورية والجزائر وأنصار الله الحوثيين في اليمن وأبناء الحشد الشعبي العراقي وأبطال المقاومة الإسلامية الوطنية اللبنانية ودول أخرى...

إن الإنتهاك الصهيوني والعمل الإرهابي السافر المتمثل بانتهاك حرمة التراب الوطني الإيراني يشكل تهديدا جادا للسلام والأمن الإقليميين والدوليين وكان قد عبر عن ذلك وبكل وقاحة المحلل العسكري في صحيفة يدعوت أحرنوت رون بن يشاي” أن عمليتي الإغتيال هما تحد مباشر لإيران ولاستراتيجية الوكلاء التي تتبعها “

ناسيا أومتناسيا أن رحيل كل قائد شهيد سيفتح الباب ليحل محله عشرات القادة كما سيقوي ذلك ذراع المقاومة ويؤدي إلى صعود مؤشر التأييد والوقوف مع أبناءها كما يزيد من إتساع رقعة الكره للكيان الغاصب ويفضح أولائك المنبطحين له كما يسقط أوراق التوت التي يسترون بها عوراتهم... ومن وجهة نظري الشخصية أن الرد تترجمه الجبهتين اللبنانية والفلسطيينية على أرض الواقع من خلال عمليات التصدي والإستبسال والصمود لرجال كلا المقاومتين في القطاع وفي الجنوب وبنفس الوقت سوف تتجرع حكومة الكيان اللقيط كؤوس العلقم شديدة المرارة... وسيبقى خيار المقاومة حتى كنس الغزاة ووقف العدوان على غزة وأهلها.. كما أن إغتيال إسماعيل هنية في طهران حدث فارق وتجاوز خطير وعمل غبي أرعن صادر عن قرارات طائشة وعدو خائب منهزم يحاول تغطيه هزائمه المتكررة بتفعيل سياسة التصفية والإغتيالات

وكما عبر السيد نصر الله أبو هادي أن المقاومة اللبنانية دخلت المعركة إيمانا بأخلاقيتها وأحقيتها وأهميتها كما أنها لم تتفاجأ بأي ثمن يمكن أن تدفعه في هذه المعركة.. كما أن إيران تعد إغتيال هنية مساسا بالشرف.. لقد تجاوزت دويلة الكيان الخطوط الحمر ومضت وذهبت إلى أبعد من ذلك بسبب عنجهية وغباء المتربعين على كراسي تل أبيب وفي مقدمتهم النتن ياهو... ولم ولن يجدي الضغط على الجبهات نفعا كي تستسلم المقاومة في قطاع غزة..

وكما صرح السيد نصر الله أن جبهة الإسناد اللبنانية ستعود إلى ماكانت عليه من صباح الجمعة موضحا أن لاعلاقة لهذا الأمر بالرد على إستشهاد شكر مع التأكيد والتشديد على أن رد المقاومة على الإغتيال والإعتداء على الضاحية واستشهاد المدنيين محسوم.. وبنهاية مقالتي هذه أعبر مؤكدا أن كل ماارتقى شهيدا إلى العلى حل مكانه عشرة وكلنا مشاريع شهادة ومن لم يذق طعم الشهادة فاللموت أنواع عديدة وكلنا سنجرع من كأس المنية يوما...  

المصدر: موقع إضاءات الإخباري