كشف باحثون في جامعة ميشيغان عن وجود رابط بين شدة علاج هرمون الغدة الدرقية وزيادة خطر الوفاة المرتبطة بأمراض القلب. نُشرت هذه الدراسة الرائدة، بقيادة ماريا بابالينتيو، في مجلة JAMA Network Open، مسلطةً الضوء على المخاطر المحتملة المرتبطة بأحد أكثر الأدوية وصفاً في الولايات المتحدة.
تفاصيل الدراسة:
يعد ليفوثيروكسين، وهو هرمون درقي اصطناعي، واحداً من الأدوية الثلاثة الأكثر وصفاً على مستوى البلاد. ورغم أهميته في إدارة صحة الغدة الدرقية، فإن العلاقة بينه وبين صحة القلب لم تكن مفهومة تماماً حتى الآن.
ركزت الدراسة على مجموعة كبيرة من قدامى المحاربين الأميركيين، يزيد عددهم عن 705,000، الذين تلقوا علاج هرمون الغدة الدرقية بين عامي 2004 و2017. وهدفت إلى استكشاف كيفية تأثير شدة علاج هرمون الغدة الدرقية على خطر الوفاة المرتبطة بأمراض القلب.
نتائج الدراسة:
أظهرت الملاحظات أن ما يصل إلى نصف المرضى الذين عولجوا بهرمونات الغدة الدرقية قد يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية الخارجي أو قصور الغدة الدرقية، وهما حالتان تتميزان بمستويات من الهرمون المنشط للدرقية (thyrotropin) التي تكون إما منخفضة جداً أو مرتفعة جداً، على التوالي. وقد وُجد أن هذه الاختلالات تزيد من خطر الوفاة المرتبطة بأمراض القلب.
توصيات الدراسة:
تحديداً، ارتبطت مستويات الهرمون المنشط للدرقية التي تقل عن 0.1 mIU/L أو تزيد عن 20 mIU/L بمخاطر كبيرة. تشير هذه النتائج إلى أن شدة علاج هرمون الغدة الدرقية يمكن أن تكون عامل خطر قابلاً للتعديل في إدارة خطر الإصابة بأمراض القلب.
كما سلطت الدراسة الضوء على أن الأفراد الأكبر سناً الذين يتلقون علاج هرمون الغدة الدرقية هم عرضة بشكل خاص لهذه النتائج السلبية. يمكن أن تستفيد هذه الفئة العمرية من التدخلات المستهدفة لمنع العلاج المفرط أو الناقص.
أهمية التوازن في علاج الغدة الدرقية:
أبرزت الدراسة أهمية الحفاظ على توازن وظيفة الغدة الدرقية، أو ما يُعرف بالـ euthyroidism، لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة لدى المرضى الذين يتلقون علاج هرمون الغدة الدرقية. هذا التوازن ليس ضرورياً فقط للإدارة الفعالة لصحة الغدة الدرقية ولكن أيضاً للحفاظ على صحة القلب لدى هؤلاء المرضى