وجدت دراسة حديثة أن الاكتئاب يقلل من فرص البقاء على قيد الحياة لدى النساء المصابات بسرطان الثدي، وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Brain Sciences"، أن خطر الوفاة كان أكثر من ثلاثة أضعاف لدى النساء الأمريكيات اللواتي يعانين من سرطان الثدي والاكتئاب مقارنة بالنساء اللواتي لا يعانين من أي منهما، وفي المقابل، كانت النساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي أو الاكتئاب فقط أكثر عرضة للوفاة بنسبة 1.45 أو 1.43 على التوالي مقارنة بمن لا يعانين من أي منهما.
الدراسة وأهم نتائجها
قال الباحث الرئيسي في الدراسة، جاغديش خوبشاندي، أستاذ علوم الصحة العامة في جامعة ولاية نيو مكسيكو، في بيان صحفي: "إن الجمع بين الاكتئاب وسرطان الثدي هو ما يجعل خطر الوفاة يتزايد بشكل كبير ويؤدي إلى فقدان عدة سنوات من الحياة، وجدنا في دراستنا أن الإصابة بالاكتئاب يقلل بشكل أكبر من البقاء على قيد الحياة لدى النساء المصابات بسرطان الثدي، وللأسف، العديد من النساء المصابات بسرطان الثدي لا يحصلن على الرعاية النفسية اللازمة في الوقت المناسب".
يُعد سرطان الثدي الأكثر شيوعًا بين النساء في الولايات المتحدة، وفقاً لجمعية السرطان الأمريكية، وهناك أكثر من 4 ملايين ناجية من سرطان الثدي في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها، بما في ذلك النساء اللاتي ما زلن يتلقين العلاج، ومن المتوقع أن يموت حوالي 42,250 شخصًا بسبب سرطان الثدي هذا العام.
الدعوة إلى الرعاية التعاونية
أعرب الباحثون عن أملهم في أن تؤدي دراستهم إلى رعاية تعاونية تُعنى بالاحتياجات الصحية الجسدية والنفسية المتعددة للنساء المصابات بسرطان الثدي، وأوصوا بأن تقدم مراكز علاج السرطان خدمات الفحص والإرشاد للأمراض النفسية كجزء من خطط علاج وإدارة المرضى الناجين من سرطان الثدي.
وقال خوبشاندي: "لسوء الحظ، تعاني نسبة كبيرة من النساء المصابات بسرطان الثدي من الاكتئاب، وسوء الحالة النفسية، وانخفاض جودة الحياة، ونحن جميعاً نعرف أو سنعرف شخصاً مصاباً بسرطان الثدي في حياتنا، ومن المحتمل أن تكون لديهم صحة نفسية سيئة أو جودة حياة منخفضة، ويعود ذلك جزئيًا إلى أننا لا نمتلك نهجًا شاملاً للرعاية الصحية للنساء المصابات بالسرطان".
بيانات الدراسة
حللت الدراسة بيانات 4,719 امرأة تبلغ أعمارهن 45 عامًا أو أكثر، ومن بين هذه المجموعة، 5.1% كن مصابات بسرطان الثدي و12.7% كن يعانين من الاكتئاب، وتم أخذ البيانات الصحية من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية من 2005-2010 وربطها بسجلات الوفيات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وأخذ الباحثون في الاعتبار العوامل الاجتماعية والديموغرافية ونمط الحياة والأمراض للتخلص من تأثير هذه العوامل.
