يعتقد الكثير من الناس بشكل خاطئ بأن الطعام ذي النكهة القوية الحارة هو طعام غير صحي، ونشاهد دائماً في ثقافة الصالات الرياضية مع "وجبة الأخوة" النموذجية من الدجاج البسيط والأرز والبروكلي، إنها وجبة بسيطة، لكنها ليست الألذ، إلا إذا أضفت إليها بعض النكهة، مثال آخر هو كيف أن بعض الأطعمة الأكثر شيوعاً في "الصحة" ليست لذيذة حقاً، مثل الكيل أو السبانخ، وبينما يمكن تقديم هذه الأطعمة بطرق لذيذة، إلا أنها عادةً ما لا يتم الترويج لها بهذه الطريقة، وهذا خلق ثقافة حيث يعتقد الناس أن الطعام الصحي يجب أن يكون بعيدًا عن الطعام الممتع، وإذا كان لذيذاً وممتعاً، فإنه يكون غير صحي، ومن هنا ولد الاعتقاد الخاطئ بأن الطعام الحار غير صحي.

ربما رأينا جميعاً مقاطع فيديو لأشخاص يأكلون "أكثر رقائق حارة على وجه الأرض" أو يشاركون في تحديات الفلفل الحار التي تجعل وجوههم تتحول إلى اللون الأحمر، وأعينهم تدمع، ويتراكم العرق على جباههم، وهذه بعض العلامات الواضحة على عدم الارتياح الذي، إذا لم يتم التحقق منه، يمكن أن يؤدي إلى ردود فعل أكثر ضررًا.

في عام 2023، كان هناك تحدي إسمه "باكي شريحة واحدة" يطلب من الناس تناول شريحة واحدة مبهرة بفلفل كارولينا ريبر وناغا فيبر، وهما من أكثر الأنواع حرارة، وللأسف، توفي مراهق يبلغ من العمر 14 عاماً جراء التحدي، ولم تعد الشريحة تباع الآن.

تعتبر حالة مثل هذه حالة متطرفة جداً، لأن معظم الناس لا يأكلون الفلفل الأحر في العالم، بل يتناولون بضع حبات من الهالبينو أو قطرات من الصلصة الحارة بينما يخبرهم خبراء الصحة بأن ذلك سيئ، لكن الطعام الحار ليس غير صحي، إنه فقط يتعلق بمعرفة تحمّلك لتناول هذه الأطعمة بشكل معقول.

عندما تتناول الطعام الحار، يولد جسمك استجابة طبيعية، حيث يوجد في الفلفل مركب يسمى كابسيسين، الذي يسبب الحرق/التهيج عندما يتلامس مع الأعصاب مثل اللسان، تشير الأبحاث إلى أن بعض أنواع الفلفل تطورت بهذه الطريقة لمنع الثدييات من أكلها، لكن تناول الأنواع الألطف يعطيك القدر المناسب من النكهة ويجعل الطعام أكثر متعة، بينما تناول الفلفل الحار أو الأنواع الألطف بكميات كبيرة يمكن أن يُحفِّز مستقبلات الحرارة لديك، وهذا يخدع جسمك ليعتقد أنه يزداد حرارة، مما يمكن أن يؤدي إلى تأثير الدومينو في الحالات الشديدة مثل حالة المراهق.

أما بالنسبة لفوائد الصحة المحتملة من التوابل، أظهرت الدراسات أن الكابسيسين قد يكون له تأثيرات مضادة للالتهابات، ويساعد في تخفيف الألم، ويزيد من الشعور بالشبع، وهناك اعتقاد خاطئ بأن الطعام الحار يسبب قرحة المعدة، لكن هذا غير صحيح أيضاً.

لذا، إذا كنت تفكر في التوقف عن عادتك في تناول الصلصة الحارة، فلا تفعل، فإذا كنت تستطيع تناول مستوى التوابل الذي تفضله بشكل مريح، فلا يوجد شيء يدعو للقلق، وإذا كنت تفكر في تناول المزيد من الأطعمة الحارة في نظامك الغذائي، فافعل ذلك ببطء وانتبه لكيفية تفاعل جسمك، وفيما عدا ذلك، لا يوجد شيء ضار بشكل جوهري في تناول التوابل والاستمتاع بالنكهات اللذيذة.