أكدت دراسة جديدة أن حوالي 14% من النساء يصبن بمرض السكري أثناء الحمل، وهي حالة تُعرف بسكري الحمل، ويرتبط هذا المرض بالسمنة والتقدم في العمر، وعدد الحالات في تزايد رغم أنها عادة ما تختفي بحلول وقت الولادة.
قدمت الدراسة الجديدة أخبارًا مطمئنة للنساء اللاتي يعانين من سكري الحمل، وهي أن هذه الحالة لن تزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي على المدى الطويل.
قادت الدراسة الدكتور ماريا كريستنسن من مركز ستينو لمرض السكري في مستشفى جامعة أودنسه في الدنمارك، حيث تعقب فريقها النتائج لأكثر من 708,000 امرأة دنماركية أنجبن بين عامي 1997 و 2018، بمتوسط عمر 28 عاماً.
لم يكن لأي من النساء تاريخ من مرض السكري أو سرطان الثدي قبل حملهن، وتم تشخيص 24,140 امرأة (3.4%) بسكري الحمل خلال واحدة أو أكثر من حالات الحمل، وتمت متابعة صحة النساء لمدة متوسطها 12 عاماً تقريباً، وخلال هذه الفترة أصيبت 7,609 امرأة بسرطان الثدي.
وجد فريق كريستنسن أن النساء اللاتي أصبن بسكري الحمل لم يكن لديهن احتمالات أعلى للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بأولئك اللاتي لم يُصبن بالمرض، وكان ذلك صحيحًا بالنسبة لسرطان الثدي بشكل عام، وسرطان الثدي قبل انقطاع الطمث وبعده.
وظل هذا الاكتشاف صحيحاً حتى بعد أخذ عدة عوامل في الاعتبار مثل العمر، حالة التدخين، الوزن قبل الحمل، عدد الأطفال، الدخل، المهنة، التعليم والمشكلات الصحية الموجودة سابقاً مثل ارتفاع ضغط الدم.
وقالت كريستنسن في بيان صحفي: "سيكون من المطمئن للنساء اللاتي أصبن بسكري الحمل أن يعرفن أنهن لسن في خطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي".
ومن المقرر أن يعرض فريقها النتائج في شهر أيلول القادم في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري في مدريد.
وأكدت كريستنسن أنه رغم أن سكري الحمل ليس له علاقة بسرطان الثدي، إلا أن النساء اللاتي يعانين منه يجب أن يواصلن الاهتمام بصحتهن.
وأضافت: "يجب أن يكونوا على دراية بأنهم في خطر أعلى للإصابة ببعض الحالات الأخرى، بما في ذلك مرض السكري من النوع الثاني".
وأشارت المعلومات المقدمة من الباحثين إلى أن سكري الحمل مرتبط أيضاً بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، ومتلازمة الأيض، وأمراض الكلى المزمنة، والحالات النفسية بما في ذلك اكتئاب ما بعد الولادة.
ونظراً لأن النتائج الجديدة ستُعرض في اجتماع طبي، يجب اعتبارها أولية حتى تُنشر في مجلة علمية محكمة تخضع لمراجعة الخبراء.