لحظات الانتظار تزيد احتمالات الانفجار
مقالات
لحظات الانتظار تزيد احتمالات الانفجار
حليم خاتون
9 آب 2024 , 21:33 م

كتب الأستاذ حليم خاتون:

فقط الاغبياء يصدقون أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست شريكا فعليا في كل ما جرى، وفي كل ما سوف يجري...

فقط الاغبياء لا يزالون يتحادثون مع أميركا، وهي رأس الإرهاب الدولي...

"أميركا أم الإرهاب"، ليس مجرد اغنية وطنية...

أميركا هي فعلا رمز إرهاب الدولة وصاحبة مشروع التطهير العرقي للشعب الفلسطيني في صفقة القرن مع النظام الرسمي العربي...

أميركا، هي قائد عملية الإبادة الجارية اليوم في غزة، كما هي الشريك الفعلي لكل الجرائم التي ترتكب في الضفة الغربية...

في تعليقه على مواقف أميركا منذ السابع من أكتوبر، أوضح البروفيسور الأميركي ميرشايمر أن القضية لا تتعلق لا ببايدن، ولا بغير بايدن...

بغض النظر عن شخص الرئيس، لا يستطيع أي كان مخالفة تعليمات منظمة أيباك الصهيونية التي تسيطر بشكل شبه كامل على كل الدولة العميقة في أميركا...

لقد بنت الصهيونية شبكة نفوذ تسيطر على الكثير من البلدان بما في ذلك بلدان الخليج (الذي يدعي العروبة)، وهو منها براء؛ بالإضافة طبعا إلى مصر والمغرب وغيرها...

النظام الرسمي العربي كله؛ ومعه النظام الرسمي الإسلامي وجهان لنفس البؤس الذي يستحق مزبلة التاريخ...

لقد وصل الأمر إلى تدخل السعودية لدى روسيا لمنع تزويد إيران أو محور المقاومة باي إمكانيات عسكرية رغم حاجة روسيا إلى هذا التعاون...

يعرف الكيان إنه أضعف من الوقوف في وجه العاصفة القادمة...

لذلك يقوم بحشد أكبر حلف غربي/ عربي يكون متراس الرمل الذي سوف يحمي كيان الابارتايد فوق أرض فلسطين، وعلى جثث أطفال ونساء وشيوخ فلسطين...

يعتقد الكيان، وهو محق، إنه قادر على تفادي هذه العاصفة...

فمن جهة برهن نفس هذا التحالف الغربي/ العربي إنه استطاع إسقاط أكثر من سبعين في المئة من مقذوفات الهجوم الإيراني على الكيان في نيسان الماضي...

ومن جهة اخرى، استطاع بث بعض القلق في المحور من إمكانية نجاح أي رد من المحور على العربدة الصهيونية...

طبعا، من حق الناس أن تشكك في إمكانية نجاح المحور في الرد على هذا الحشد بعد الذي ظهر من عدم حرفية؛ سواء في استمرار الحوار مع الاميركيين عبر هوكشتاين وتصديق أقواله بأن ضاحية بيروت لن تستهدف...

او من ناحية عدم اتباع سياسات صارمة في التحرك العسكري وفي التعامل مع الواقع اللبناني المخروق بشكل كبير جدا من أكثر من جهة استخباراتية، ناهيك عن الآلاف من العملاء المنتشرين بفضل السياسات الرخوة التي اتبعتها المقاومة بعد تحرير ال٢٠٠٠ وانتصار ال٢٠٠٦ الذي أهداه السيد نصرالله "للي يسوى واللي ما يسواش"...

انها السذاجة العربية التي كانت مع الشريف حسين ومكماهون؛ مع لورنس العرب؛ سذاجة استمرت حتى مع عبد الناصر الذي وثق بدعوات القوى العظمى له عدم بدء الحرب قبل عدوان ٦٧، ما أدى إلى النكسة...

الضاحية الجنوبية التي كان يجب أن تكون حصنا يقوم على مئات الملاجئ بعدة طبقات تحت الأرض بما في ذلك مستشفيات ومستودعات في هذه الطبقات..

الضاحية هذه تم تلزيمها بعد٢٠٠٦ لشركات ربحية لا دخل لها لا بالمقاومة ولا بثقافة المقاومة...

في كل الأحوال، هذه مواضيع مؤجلة بانتظار ما سوف يحدث...

هل كان على المقاومة الانتظار بعد قصف الضاحية؟

هذا السؤال يطرح نفسه بكل شرعية جهادية خاصة مع التهديدات الصهيونية بضربات استباقية للبنان وإيران...

لقد سبق القول أن على المقاومة عدم انتظار الضربة لدراسة الرد عليها...

في هذا ظاهرة من ظواهر عدم الجدية والحزم...

يجب أن تكون هناك خطط جاهزة تجري بشكل تلقائي...

صحيح ان العدو يعاني في هذا الانتظار؛ لكن لو كان جرى الرد تلقائيا بمجرد اغتيال الحاج فؤاد لما كان جرى اغتيال هنية فجر اليوم التالي...

ثم أن الرد التلقائي يجعل الصهاينة يفكرون الف مرة قبل الاقدام على أي خطوة ناقصة...

ماذا اذا حصلت ضربة استباقية اليوم او غدا أو بعد غد، كما يقول الصهاينة؟

هل سوف نضيف هذا إلى الحساب القائم...

عفوا، دون اي ادعاء في الخبرة العسكرية الاستراتيجية؛ لكن يجب وضع الخطط للرد التلقائي بمجرد قيام العدو باي عمل...

أما أميركا واتباعها،

فمن العبث الحديث مع هؤلاء الا عبر فوهة بندقية...

لو كان يجري ضرب مصالح لهم في كل مرة يقومون فيها برذيلة، لحسبوا لهذه الرذيلة الف حساب....

الكل يعرف ان تحالف الاستعمار الغربي مع العمالة العربية قوي جدا...

لكن نقطة الضعف الأساسية هي ايضا في هذه القوة المنتشرة في كل مكان...

يكفي بضعة اكياس موتى بين الحين والآخر من قلب هذا الانتشار لنرى الاساطيل تعود من حيث أتت...

هي لم تعد تهتم كثيرا لتهديداتنا، لأنها اعتمدت على تراجعنا عن ضربها بعد كل مرة ترتكب فيها اعمال إرهابية أو مجازر بحق شعوبنا...

حتى متى يمكن استمرار الانتظار؟

لقد دخلنا مرحلة الانتظار فعلا، وهذا قد يؤدي إلى موت الهمم بدل احياءها...

صراعنا مع كل التحالف المواجه لنا في فلسطين مسألة حتمية...

فلنعد لهم ما استطعنا من رباط الخيل...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري