أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم" يوم أمس 9 آب 2024، خلال حفل رسمي، عن تسليم بحرية الحرس الثوري الإسلامي (IRGC) معدات عسكرية جديدة تشمل صواريخ كروز جديدة، طائرات مسيرة قتالية، طائرات استطلاع وهجوم، أنظمة حرب إلكترونية، ورادارات بحرية، ويمتلك الصاروخ الجديد المصنوع في إيران ميزات تخفٍ تجعله غير قابل للكشف بواسطة رادارات العدو.
أفادت وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم" بأن إيران كشفت عن جيل جديد من صواريخ كروز البحرية التي تتميز بتكنولوجيا تخفٍ متقدمة، مما يجعل من الصعب جداً اكتشافها، وقد تم تزويد هذه الصواريخ، التي أصبحت الآن جزءًا من بحرية الحرس الثوري الإسلامي (IRGC)، بقدرات تجنب الرادارات ورؤوس حربية شديدة الانفجار قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بالسفن البحرية الكبيرة، بما في ذلك المدمرات.
مؤخرًا، حققت إيران تقدماً كبيراً في قدرات صواريخ كروز البحرية، حيث كشفت عن عدة نماذج جديدة تظهر تحسناً في التخفي، الدقة، والقوة التدميرية، وأحد التطورات الرئيسية هو دمج الذكاء الاصطناعي (AI) في صاروخ "أبو مهدي"، حيث تم تصميم هذا الصاروخ، الذي يتجاوز مداه 1000 كيلومتر، ليكون دقيقًا للغاية ويمكن توجيهه عن بُعد بعد الإطلاق، مما يجعله إضافة قوية إلى ترسانة إيران، كما تسمح تقنية الذكاء الاصطناعي للصاروخ بتجنب أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية، مما يزيد من فتكه وقدرته على البقاء.
بالإضافة إلى صاروخ "أبو مهدي"، قدمت إيران أنواعًا أخرى جديدة من صواريخ كروز، مثل طرازي "طلائع" و"نصير"، وتُوصَف هذه الصواريخ بأنها "ذكية بالكامل" ومزودة بقدرات تخفٍ متقدمة، وتم تصميمها لتكون غير قابلة للكشف بواسطة أنظمة الدفاع للعدو، وهو ما يجعلها، إلى جانب رؤوسها الحربية شديدة الانفجار، قادرة على إغراق السفن البحرية الكبيرة مثل المدمرات.
تعرضت إيران لعقود من العقوبات والحظر الدولي والتي أثرت بشكل كبير على تطوير الصناعة البحرية الإيرانية، وقد استهدفت هذه القيود، التي فرضتها بشكل أساسي الدول الغربية، قدرات إيران العسكرية، بما في ذلك قدرتها على الحصول على تقنيات بحرية متقدمة من الخارج، ونتيجة لذلك، اضطرت إيران إلى انتهاج استراتيجية الاعتماد على الذات، مما أدى إلى تأسيس صناعة دفاعية محلية قوية.
وعلى مر السنين، حققت الصناعة البحرية الإيرانية تقدماً كبيراً، خاصة في إنتاج السفن والغواصات المحلية وأنظمة الصواريخ المختلفة، ودفعت الحاجة إلى الابتكار المحلي المهندسين والعلماء الإيرانيين إلى تطوير مجموعة واسعة من التقنيات المحلية، بما في ذلك صواريخ كروز المتقدمة، والسفن الشبحية، وأنظمة الحرب الإلكترونية، وهذا التطور هو رد مباشر على الحظر، حيث سعت إيران إلى الحفاظ على قدراتها الدفاعية والهجومية البحرية وتعزيزها على الرغم من انقطاعها عن العديد من الأسواق الدولية.
على سبيل المثال، تبرز التطورات الأخيرة في تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية، مثل تطوير صواريخ كروز المتخفية وأنظمة مدمجة بالذكاء الاصطناعي، قدرة البلاد على إنتاج أنظمة أسلحة متطورة بشكل مستقل، وتُعد هذه التطورات جزءًا من استراتيجية أوسع لضمان بقاء القوات البحرية الإيرانية قادرة على الدفاع عن مصالح الأمة في الخليج الفارسي وما وراءه، حتى في مواجهة الضغط الدولي المستمر.
تشكل التطورات الأخيرة في صواريخ كروز الإيرانية البحرية تهديداً متزايداً لإسرائيل، خاصة في سياق تصاعد التوترات بين البلدين، حيث يمكن لصاروخ "أبو مهدي" الموجه بالذكاء الاصطناعي، الذي يتمتع بقدرات تخفٍ مصممة لتجنب الكشف بالرادار، إيصال حمولة مدمرة للغاية بدقة، مما يجعلها تحدياً كبيراً لأنظمة الدفاع الإسرائيلية، ويسمح لإيران باستهداف مواقع استراتيجية على مسافات كبيرة، ويُعتبر هذا مصدر قلق خاص لإسرائيل، التي تعتمد على الطرق البحرية للنشاطات التجارية والعسكرية، حيث يمكن للنطاق الموسع وميزات التخفي أن تسمح لهذه الصواريخ بتجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية المتقدمة مثل "القبة الحديدية" و"السهم" و"مقلاع داوود"، مما قد يعرض قدرة إسرائيل على الدفاع ضد مثل هذه الهجمات للخطر.