نشرت إيران في التاسع من آب 2024 فيديو على الإنترنت يظهر مراقبة السفن البحرية الأميركية وسفن الحلفاء بواسطة طائرات تجسس شبحية، وعرض الفيديو الذي نشرته وكالة مهر الإيرانية للأنباء، صوراً عالية الدقة لعدة سفن بحرية رئيسية منتشرة حالياً في الخليج العربي.
تظهر لقطات الطائرة الإيرانية سفينة نقل برمائية من فئة سان أنطونيو وسفينة هجومية برمائية من فئة واسب التابعة للبحرية الأميركية، بالإضافة إلى حاملة المروحيات الإسبانية "خوان كارلوس الأول"، وعرض الفيديو، الذي تم تصويره من قبل سرب من أربع طائرات شبحية، مشاهد تفصيلية في الوقت الفعلي للمعدات العسكرية، بما في ذلك الطائرات الحربية الموجودة على أسطح هذه السفن، وتعتبر قدرة الحرس الثوري الإيراني على مراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية بهذه الدقة تذكيرًا صارخًا بالتطور العسكري المتزايد للقوات الإيرانية في المنطقة.
يأتي هذا التطور في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إيران وإسرائيل، وقد عاشت المنطقة حالة من التوتر منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وهي عملية أكدت إيران أن عملاء المخابرات الإسرائيلية هم من قاموا بتنفيذها، وقد تعهدت إيران بالرد على إسرائيل، مما أثار مخاوف متزايدة من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية، وزادت عملية الاغتيال هذه من توتر العلاقات المتوترة بالفعل بين إيران وإسرائيل، حيث تبادلت الدولتان التهديدات والتصريحات النارية، وأثار تعهد إيران بالانتقام القلق في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث تستعد العديد من الدول لاحتمال تصاعد الموقف مما قد يهدد استقرار المنطقة بأكملها.
ومن جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية مؤخراً عن زيادة في نشر السفن البحرية في الخليج العربي، وتُعد هذه الخطوة إجراءً مباشراً لمواجهة النشاطات العسكرية لإيران، ويشمل الانتشار سفن حربية متقدمة وحاملات طائرات قادرة على الرد على مجموعة متنوعة من التهديدات.
يمكن تفسير نشر إيران لهذه اللقطات على أنه إشارة إلى استعدادها وقدرتها على مراقبة القوات الأميركية وقوات الحلفاء في الخليج العربي، وفي حال الضرورة، مواجهتها، ومع التوترات القائمة بالفعل، يؤكد هذا التطور الأخير على هشاشة الوضع في المنطقة، حيث يمكن لأي خطأ في الحسابات أن يؤدي إلى نزاع أوسع، ومع استمرار تطور الأوضاع، يراقب المجتمع الدولي عن كثب على أمل أن تسود الحلول الدبلوماسية على التصعيد العسكري.
يذكر أن سفينة النقل البرمائية من فئة سان أنطونيو التابعة للبحرية الأميركية هي سفينة متعددة الاستخدامات مصممة لدعم العمليات البرمائية، وقادرة على نقل ونشر مشاة البحرية ومعداتهم ومركباتهم عبر الجو والبحر، وهي مجهزة بمرافق متقدمة للقيادة والسيطرة، مما يجعلها أصلًا حيويًا في إظهار القوة والحفاظ على الأمن في المناطق المتنازع عليها مثل الخليج العربي.