*بماذا ستعتذر النخب العربية وكثير من النخب الإسلامية* من علماء دين وأكاديميين ومثقفين وفعاليات اجتماعية واقتصادية وسائر أفراد الأمة أمام الله والناس جميعاً *جراء عدم قيامهم لنصرة أهل فلسطين وغزة.*
ما هي المقولة التي سيخرجون بها إلى العالم لتبرير عدم قيامهم بوجه الظالم الأمريكي والصهيوني الذي يهلك الحرث والنسل في غزة في *إبادة جماعية قل نظيرها في التاريخ الإنساني.*
كيف سيجيبون صوت الضمير الذي يعلو في داخلهم لأن *القيم الإنسانية تنتهك يومياً.*
كيف سيرد علماء الدين العرب والمسلمون على مسألة *فرط نشاطهم في الفتنة المذهبية والحرب التكفيرية* التي طالت سوريا *لأنها تواجه الأمريكي وتدعم خط الجهاد العسكري ضد الصهاينة* مقابل جلوسهم في منازلهم في حرب غزة.
هل سيجد الحكام العرب وكثير من الحكام المسلمين عذراً ليخرجوا به أمام الناس من *الذل والحقارة والاستكانة والاستسلام والخشوع والخضوع أمام السيد الأمريكي والصهيوني.*
*فلا علاقات مع الكيان الصهيوني المؤقت قطعت* ولا سفارات قد أغلقت ولا عمليات طرد لدبلوماسييه قد حققت ولا ضغوط من أي نوع قد مورست.
*هل هذا هو تطبيق الإسلام عملياً الذي يدعو إلى عدم الركون إلى الظالم* لكي لا تمسنا نار الدنيا والآخرة فنصبح مهزومين مخذولين.
"وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّـهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ"
إنها فعلاً *ظاهرة اجتماعية شاذة نشهدها ستحفر عميقاً في ذاكرة الأجيال.*
وهي *جديرة بالبحث والتحليل* لتقصي أسباب انهزام وتخاذل واستسلام غالبية الأمة العربية والإسلامية أمام الأمريكي والصهيوني.
فاذا كانت *العصبية للقيم الإنسانية* قد خبت عندها فهذا مؤشر على *طول مدة سباتها في ظلمات الذل والضعف والظلم وضياع الحقوق.*
د. علي حكمت شعيب