سُبات الأمة
مقالات
سُبات الأمة
د. علي حكمت شعيب
11 آب 2024 , 19:52 م

*بماذا ستعتذر النخب العربية وكثير من النخب الإسلامية* من علماء دين وأكاديميين ومثقفين وفعاليات اجتماعية واقتصادية وسائر أفراد الأمة أمام الله والناس جميعاً *جراء عدم قيامهم لنصرة أهل فلسطين وغزة.*

ما هي المقولة التي سيخرجون بها إلى العالم لتبرير عدم قيامهم بوجه الظالم الأمريكي والصهيوني الذي يهلك الحرث والنسل في غزة في *إبادة جماعية قل نظيرها في التاريخ الإنساني.*

كيف سيجيبون صوت الضمير الذي يعلو في داخلهم لأن *القيم الإنسانية تنتهك يومياً.*

كيف سيرد علماء الدين العرب والمسلمون على مسألة *فرط نشاطهم في الفتنة المذهبية والحرب التكفيرية* التي طالت سوريا *لأنها تواجه الأمريكي وتدعم خط الجهاد العسكري ضد الصهاينة* مقابل جلوسهم في منازلهم في حرب غزة.

هل سيجد الحكام العرب وكثير من الحكام المسلمين عذراً ليخرجوا به أمام الناس من *الذل والحقارة والاستكانة والاستسلام والخشوع والخضوع أمام السيد الأمريكي والصهيوني.*

*فلا علاقات مع الكيان الصهيوني المؤقت قطعت* ولا سفارات قد أغلقت ولا عمليات طرد لدبلوماسييه قد حققت ولا ضغوط من أي نوع قد مورست.

*هل هذا هو تطبيق الإسلام عملياً الذي يدعو إلى عدم الركون إلى الظالم* لكي لا تمسنا نار الدنيا والآخرة فنصبح مهزومين مخذولين.

"وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّـهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ"

إنها فعلاً *ظاهرة اجتماعية شاذة نشهدها ستحفر عميقاً في ذاكرة الأجيال.*

وهي *جديرة بالبحث والتحليل* لتقصي أسباب انهزام وتخاذل واستسلام غالبية الأمة العربية والإسلامية أمام الأمريكي والصهيوني.

فاذا كانت *العصبية للقيم الإنسانية* قد خبت عندها فهذا مؤشر على *طول مدة سباتها في ظلمات الذل والضعف والظلم وضياع الحقوق.*

د. علي حكمت شعيب 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري