منظمة الصحة العالمية تعلن
منوعات
منظمة الصحة العالمية تعلن "جدري القردة" كحالة طوارئ صحية عامة
15 آب 2024 , 10:50 ص

أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم أمس الأربعاء حالة طوارئ صحية دولية بشأن تفشي مرض جدري القردة المتزايد في إفريقيا، لتنضم بذلك إلى الهيئة العليا للصحة العامة في القارة، محذرة من أن المرض قد يتفاقم بشكل كبير ما لم تتخذ خطوات فورية لاحتوائه، مما يثير المخاوف من إمكانية حدوث جائحة أكثر فتكاً من جدري القردة في المستقبل.

اجتمعت لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء وأعلنت أن جدري القردة يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً، وهي "أعلى مستوى من الإنذار بموجب القانون الصحي الدولي"، وفقاً لما قاله الدكتور تيدروس غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي، وهذه هي المرة الثانية التي تعلن فيها الوكالة عن تفشي عالمي لجدري القردة، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية العامة في تموز 2022 ورفعت هذا التصنيف بعد حوالي عام في شهر أيار 2023، وقال تيدروس: "بالإضافة إلى تفشي سلالات أخرى من جدري القردة في أجزاء أخرى من إفريقيا، من الواضح أن استجابة دولية منسقة ضرورية لوقف هذه التفشيات وإنقاذ الأرواح".

مدى خطورة التفشي في إفريقيا؟

أبلغت 13 دولة إفريقية على الأقل عن حالات إصابة بجدري القردة من السلالة الأولى، ومنذ بداية عام 2024، تم تسجيل 2,863 حالة إصابة و517 حالة وفاة، ومعظم هذه الحالات كانت في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حسب ما ذكره مركز مكافحة الأمراض الإفريقي، ونظراً للقدرات المحدودة على إجراء اختبارات وراثية لتأكيد الإصابات، فإن الحالات المؤكدة لا تعطي إلا صورة محدودة عن التفشي، وفي الواقع، عدد الحالات المشتبه بها في القارة تجاوز 17,000 حالة حتى الآن هذا العام، بزيادة عن حوالي 15,000 حالة خلال عام 2023 وحوالي 7,150 حالة في عام 2022، وأفاد مركز مكافحة الأمراض الإفريقي أن "هذا لا يمثل سوى قمة جبل الجليد" نظرًا "للعديد من نقاط الضعف في مراقبة المرض، والاختبارات، وتعقب المخالطين".

ما هو جدري القردة وكيف يمكن إيقافه؟

تشمل أعراض جدري القردة الحمى، وتورم الغدد الليمفاوية، وطفح جلدي مميز، وينجم المرض عن الإصابة بفيروس جدري القردة، عادة من خلال الاتصال الوثيق مع أشخاص أو حيوانات مصابة أو مواد ملوثة مثل أغطية الفراش، وعادة ما يكون المرض خفيفًا ولكنه قد يكون قاتلاً، حيث يكون الأطفال الصغار والأشخاص ذوو المناعة الضعيفة هم الأكثر عرضة للخطر، والفيروس قريب من فيروس الجدري، الذي يعد من أكثر مسببات الأمراض البشرية فتكًا والمرض المعدي الوحيد الذي تم القضاء عليه، رغم أنه أقل شدة بكثير (كان الجدري يقتل حوالي ثلث المصابين في أفضل الحالات).

يوجد نوعان رئيسيان من فيروسات جدري القردة التي تسبب عدوى جدري القردة، وتشير البيانات إلى أن معدل الوفيات بين المصابين بالسلالة الأولى يبلغ حوالي 10٪، بينما تقل نسبة الوفيات في السلالة الثانية عن 1٪، والعلاجات المعروفة للعدوى محدودة ولم يتم اختبارها بشكل كافي، خاصةً بالنسبة لحالات الإصابة بالسلالة الأولى، والمستشفيات تقتصر بشكل كبير على تقديم الرعاية الداعمة في أسوأ الحالات.

لقد ثبت أن لقاحات الجدري توفر بعض الحماية على الأقل من الإصابة، رغم أن البيانات المتاحة حول ذلك محدودة، لا سيما بالنسبة للسلالة الأولى، وبما أن الجدري تم القضاء عليه عالميًا في عام 1980 وتم القضاء عليه في العديد من البلدان في وقت أبكر، فإن الكثير من الأشخاص الأحياء اليوم لم يتلقوا لقاحًا للفيروس، أو إذا تلقوه، فقد كان ذلك منذ فترة طويلة، وتشمل التدابير الوقائية الأخرى تجنب لحوم الطرائد، وتجنب الحيوانات المحتمل أن تكون مصابة، وتجنب الاتصال الوثيق غير المحمي مع الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة أو مع المواد التي كانوا على اتصال بها.

المصدر: صحيفة فوربس