أعلنت السلطات الصحية في السويد عن تأكيد أول حالة إصابة بفيروس جدري القردة من المتحور الجديد للسلالة الأولى خارج أفريقيا، وذلك بعد يوم واحد من إعلان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن تزايد حالات الإصابة بفيروس جدري القردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وعدد متزايد من البلدان الأفريقية يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً.
تم اكتشاف فيروس جدري القردة، الذي يسببه فيروس أورثوبوكس، لأول مرة لدى البشر في جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 1970، ويعتبر هذا المرض متوطنًا في بلدان وسط وغرب أفريقيا، لكن تفشي المتحور 2 من الفيروس في عدة دول أدى إلى إعلان حالة طوارئ صحية في شهر تموز 2022، حيث انتشر بسرعة من خلال الاتصال الجنسي في دول لم تشهد حالات سابقة، وتم إنهاء هذا الإعلان في أيار 2023 بعد انخفاض مستمر في عدد الحالات على صعيد العالم.
شهد العام الماضي زيادة كبيرة في أعداد الحالات، وقد تجاوز عدد الحالات المبلغ عنها هذا العام بالفعل إجمالي العام الماضي، حيث تم تسجيل أكثر من 15,600 حالة و537 وفاة، ويعتبر ظهور وانتشار سلالة جديدة من الفيروس في الكونغو الديمقراطية، "السلالة 1ب"، واكتشافها في البلدان المجاورة للكونغو الديمقراطية مقلقًا بشكل خاص، حيث تم تسجيل أكثر من 100 حالة مؤكدة مخبريًا من هذه السلالة في أربع دول لم تبلغ عن حالات سابقة وهي بوروندي، كينيا، رواندا وأوغندا.
بالنسبة للحالة المسجلة في السويد، فإن الشخص المصاب قد عاد مؤخرًا من منطقة في أفريقيا تشهد تفشياً كبيراً للسلالة الأولى، وعلى الرغم من أن السلالة الثانية تنتقل بشكل أساسي عبر الاتصال الجنسي، فإن السلالة الأولى يمكن أن تنتقل عبر طرق اتصال أخرى، وخصوصًا بين أفراد الأسرة الواحدة، وغالباً ما تنتقل للأطفال، وبالإضافة إلى ذلك، ترتبط السلالة الأولى بمخاطر أعلى لسير أكثر حدة للمرض وزيادة في معدل الوفيات مقارنة بالسلالة الثانية.
وقال تيدروس: "ظهور فئة جديدة من فيروس جدري القردة وانتشاره السريع في شرق الكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى تسجيل حالات في عدة دول مجاورة، يثير القلق بشدة"، وأضاف: "مع انتشار السلالات الأخرى من الفيروس في الكونغو الديمقراطية وبلدان أخرى في أفريقيا، من الواضح أن هناك حاجة إلى استجابة دولية منسقة لوقف هذه الفاشيات وإنقاذ الأرواح".
خلال الأسبوع الماضي، أطلق تيدروس عملية إدراج الاستخدام الطارئ للقاحات جدري القردة، مما سيُسرّع من إتاحة اللقاحات للدول ذات الدخل المنخفض التي لم تُصدر بعد موافقتها التنظيمية الوطنية، كما يُمكّن الإدراج للاستخدام الطارئ الشركاء، مثل التحالف العالمي للقاحات والتطعيمات (Gavi) واليونيسف، من شراء اللقاحات لتوزيعها.
تعمل منظمة الصحة العالمية مع الدول ومصنعي اللقاحات على التبرعات المحتملة، كما تنسق مع الشركاء من خلال الشبكة المؤقتة للتدابير الطبية لمواجهة الأوبئة لتسهيل الوصول العادل إلى اللقاحات والعلاجات والتشخيصات وغيرها من الأدوات، وتتوقع المنظمة الحاجة الفورية إلى تمويل مبدئي بقيمة 15 مليون دولار أمريكي لدعم أنشطة المراقبة والاستعداد والاستجابة.
وقال البروفيسور ديمي أوغوينا، رئيس اللجنة التي أوصت بتصنيف حالة الطوارئ الصحية العامة: "الزيادة الحالية في حالات جدري القردة في أجزاء من أفريقيا، إلى جانب انتشار سلالة جديدة تنتقل جنسياً من فيروس جدري القردة، تمثل حالة طوارئ ليس فقط لأفريقيا ولكن للعالم بأسره، وقد تم إهمال جدري القردة الذي نشأ في أفريقيا، وتسبب فيما بعد في تفشي عالمي عام 2022، والآن، حان الوقت لاتخاذ إجراءات حاسمة لمنع تكرار التاريخ".