كتب الأستاذ حليم خاتون
تقريبا، ٤٥٠ مليون هو عدد العرب من المحيط إلى الخليج...
تقريبا، ١،٨ مليار هو عدد المسلمين في بلدان منظمة التعاون الإسلامي...
من أصل ٤٥٠ مليون عربي، بالكاد، وبالمجهر، يستطيع المرء التنقيب عن بضعة ملايين ولا يزيد على ١٠% من هؤلاء من الذين يتعاطفون مع قضية فلسطين بشيء من الفعالية وعدم الخوف من السلطات الحاكمة التابعة بشكل مباشر أو غير مباشر للصهيونية العالمية لأن اي تمييز بين الصهيونيةالإنجيلية الاميركية والأوروبية والصهيونية اليهودية فيه ما هو اكثر بكثير من مجرد الغباء والحماقة...
أما إذا حسبنا الذين يقاتلون من اجل فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ورغم عدم وجود إحصائيات؛ فقد تسقط هذه النسبة إلى أقل من واحد في المئة...
كل يوم تتضاءل إمكانية أن يتم قمع من يرتدي الكوفية الفلسطينية او يحمل علم فلسطين في الغرب، بينما في السعودية أو الإمارات أو البحرين أو مملكة محمد السادس؛ لا ضرورة لأي قمع...
من يقف مع فلسطين هو مخالف لسلطة ولي الأمر وفقا لشريعة البخاري، وقد يزيد عقابه على كل فتاوى إبن تيمية في التخريف الإسلامي...
تتحسن هذه النسب بعض الشيء في العالم الإسلامي...
من حسن حظ الفلسطينيين أن إيران ليست دولة عربية، والا كانت ضاعت فلسطين منذ زمن بعيد...
بينما يدافع المؤرخ الإسرائيلي المولد إيلان بابيه عن دولة فلسطينية من النهر إلى البحر، يطلع علينا زبانية محمود عباس ينظفون طرق الضفة من كمائن المقاومة لكي يدخل الصهاينة دون خسائر لقتل الشعب الذي يدعي هؤلاء حمايته...
يطلق الصهاينة على أمثال إيلان بابيه، ونورمان فينكيلشتاين، ونعوم تشومسكي تسمية اليهودي الذي يكره نفسه لأنهم لا يستطيعون وسمهم بمعاداة السامية...
بينما يصر جزء مهم من الشعب الفلسطيني على إطلاق صفة السلطة الفلسطينية على عهرة رام الله...
قد يطول الكلام عن الشعوب العربية الخائبة، او عن الشعوب الإسلامية المبتلية بوباء التبعية والعبودية للإستعمار...
لقد استطاع هذا الاستعمار كي الوعي القومي حتى حمل بعض السوريين علم الانتداب الفرنسي لسوريا نكاية ببشار الأسد...
وقام هؤلاء الاغبياء بتدمير مقدرات الدفاع الجوي عند الجيش السوري باسم "الثورة!"...
ووصل تكفير حركة حماس عند بعض حركات الإسلام الموبوء حد الوقوف إلى جانب الصهاينة واتباعهم...
المشكلة مع الشعوب العربية النائمة، ومع المسلمين الذين لم يكتشفوا بعد أنهم ليسوا اكثر من عبيد في نظام أميركا العالمي؛ المشكلة مع هؤلاء تعتبر ثانوية بالمقارنة مع من يخرج اليوم ليخبرك أن أميركا تضغط على نتنياهو من اجل تهدئة في غزة!!!...
بصراحة، لا شأن للغباء بهذه الخراف...
أو أن يخرج محلل سياسي لم يقرأ كتابا منذ سنين يتحدث عن أن الأميركيين لا يريدون نشوب حرب في المنطقة، رغم كل الأساطيل، ورغم كل تلك الجسور الجوية من كل بقاع الأرض بما في ذلك، من أراضي "دول موز عربية" ...
بعد أربعة عشر مليار دولار غداة السابع من أكتوبر وحوالي أربعة مليارات منذ أقل من شهر، ها هي أميركا تعلن عن صفقات سلاح للكيان تزيد على عشرين مليار دولار...
ثم يخرج علينا محللون درسوا وتعلموا في مراحيض الغرب المنتشرة هناك وهنا يخبرنا أن نتنياهو يجر أميركا إلى حرب لا تريدها!!!...
الاميركيون، البريطانيون، الفرنسيون، الألمان الذين مرت أمام أعينهم لطف الله ٢ تحمل الأسلحة والذخائر إلى خونة ما سمي زورا "ثورة سورية"؛ هم أنفسهم الألمان الذين لم يكتشفوا سفينة النيترات الا بعد تفجير مرفأ بيروت...
كل هؤلاء ومعهم حلف الناتو والاتحاد الأوروبي...
كل هؤلاء يحيطون بنا من كل النواحي،
جاؤوا الى بلادنا فقط للاستجمام...
أميركا لا تعتقد أن "إسرائيل" ترتكب مجازر في غزة او أن فعلها يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية...
القنابل التي يزيد وزنها التفجيري على نصف طن أو طن والتي لا يمكن وصفها بأقل من قنابل الإبادة الجماعية تتدفق الى الكيان بالآلاف وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ...
كل هؤلاء يريدون السلام، والدليل أن الفلسطينيين يتساقطون كما العصافير فقط لأن نتنياهو عنيد ولا يفهم مصلحته...
لذلك يهرع كل أولاد الكلب هؤلاء؟ ومعهم أولاد كلب من العرب أيضا يهددون بعظائم الأمور اذا نحن ردينا عل الصفعات التي انهالت وتنهال علينا...
هؤلاء الذين يجتمعون من كل حدب وصوب...
هؤلاء الذين دمروا العراق وسرقوا الأموال والذهب الذي كان صدام يكتنزه بعيدا عن بناء دولة حقيقية في بلاد ما بين النهرين...
هؤلاء الذين تآمروا على سوريا في حرب كونية شارك فيها كل كلاب العرب والمسلمين...
هؤلاء لا يتجرؤون على لمس شعرة واحدة في رأس كيم جون إيل...
هل تعرفون لماذا؟
لأن أحدا لم يصدر فتوى بعدم شرعية بناء قنبلة نووية...
عندما تعيش في غابة، عليك أن تكون أسدا حتى لا تأكلك الضباع...
أما إذا صممت أن تظل ارنبا...
تستطيع قراءة الفاتحة على روحك سلفا لأن الوحوش صارت على باب الدار...