عبد الحميد كناكري خوجة : تكريما للمسجد الأقصى المبارك ” اليوم العالمي للمسجد“
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة : تكريما للمسجد الأقصى المبارك ” اليوم العالمي للمسجد“

لم تقتصر الجهود الإيرانية بتأسيس فيلق القدس للدفاع عن المسجد الأقصى وقدس الأقداس وتعين الشهيد القائد قاسم سليماني قائا له دفاعا عن حرمة الأماكن الإسلامية المقدسة وعن المسلمين المظلومين والمكلومين القابعين تحت نير المحتل الغاصب..

كما لم تكتفي بذلك بل كان لها الفضل بتأسيس يوم القدس العالمي سنة 1979 هذا اليوم الذي أطلق صيحته الإمام الراحل آية الله الخميني مفجر الثورة الإسلامية الإيرانية ضد نظام العمالة الشاهنشاهي.. والذي يصادف الجمعة الأخيرة من كل شهر رمضان والذي قال به قائد الثورة أنه يوم إحياء الإسلام وبنبغي فيه على كل المستضعفين أن يحضروا أنفسهم لمواجهة قوى الإستكبار و لمواجهة المحتل الإسرائيلي حيث لابد للقدس أن تعود إلى المسلمين.

كما لم يقتصر دعم إيران الإسلامية ومنذ بزوغ فجر ثورتها وانتصارها سنة 1979 بتقديم كافة أشكال الدعم المالي والتقني والعسكري والمعنوي والإعلامي لصالح القضية الفلسطينية ولجميع حركات المقاومة الفدائية الفلسطينية المطالبة بالإستقلال والتحرر من براثن المحتل لفلسطين والمدنس للحرمات الإسلامية والمسيحية على حد سواء كما لم تكتفي إيران الثورة بدعم حركة المقاومة الوطنية اللبنانية حزب الله المدافع عن الكرامة والنخوة العربية المفقودة بسبب بعض المطبعين المنبطحين من أعراب وصفهم الله في كتابه العزيز القرآن الكريم بالأشد كفرا ونفاقا وها هو العالم برمته يكتشف ويدرك تآمر حكومات دول الرجعية والعروشية ضد فلسطين وسكوتها عن الجرائم المروعة التي تقوم بها مليشيات وقطعان القوات الصهيونية ضد أصحاب الأرض الحقيقيين خصيصا في قطاع غزة العزة... وكذلك لم تكتفي جمهورية إيران الإسلامية بدعمها لحركة أنصار الله الحوثيين المدافعين والمساندين لأشقائهم الفلسطينيين وكذلك مايفعله أبطال الحشد الشعبي العراقي العظيم من مؤازرة وإسناد المستضعفين الفلسطينيين ومساعي لإخراج قوات المستعمر الأمريكي ونفض غباره عن أرض سوريا والعراق...

وها هي العطاءات الإيرانية تستمر وتطل علينا ومن خلال إعلان” اليوم العالمي للمسجد“ أيام قليلة وسنحتفل باليوم العالمي للمسجد هذا اليوم الذي أقرته وطالبت به منظمة الثقافة والإتصال الإيرانية في إجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية (جريمة إحراق المسجد الأقصى)

في الساعة السابعة صباحا بتاريخ 21 اغسطس آب سنة 1949 أضرم المستوطن الصهيوني دنيس مايكل وليم روهان النار في داخل المسجد الاقصى الشريف .. هذا العمل الإجرامي الشنيع الذي مس مشاعر مئات الملايين من مسلمي العالم ونتيجة لذلك وفي إطار غيرة جمهورية إيران على الإسلام والمقدسات الإسلامية وتماهيا مع الجهود التي تبذلها لإحياء قضايا الأمة الإسلامية باستمرار كان القائد والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية سماحة السيد علي أكبر خامنئي يقر فلسفة تعين هذا اليوم كيوم عالمي للمساجد موضحا أن ذلك كان خطة ثورية تمت بإصرار وطلب وإلحاح من إيران في داخل منظمة المؤتمر الإسلامي بسبب قيام الصهاينة بجريمة الإحراق للمسجد الأقصى الذي باركه الله وماحوله في كتابه الحكيم القرآن الكريم.. والهدف من تلك الخطوة التي أقرتها طهران يصب في قالب مقاومة الأمة الإسلامية للكيان المؤقت الورم السرطاني والكيان اللقيط حيث يجب النظر إلى هذه القضية من هذا المنظار ومنذ ذلك الحين إلى هذه اللحظة لم تتوقف تلك الجرائم بل كانت عبارة عن شوط من أشواط معركة يعلنها المحتل على المسجد بغية تقطيع أوصاله مكانيا وزمانيا قصد إعادة بناء هيكلهم

المزعوم فوق أنقاض ثالث الحرمين الشريفين.. لقد ادرك المحتل الغاصب أن المقاومة الجبارة التي يبديها الشعب الفلسطيني أو شعب الجبارين إن جاز التعبير يصب في خانة التصدي للمشروع التلمودي

الخبيث بل مسألة وجود مسجد الإسراء والمعراج المذكور في القرآن ليحتل المكانة الأولى عند

الفلسطينيين قبل إستعادة أراضيهم وأملاكهم وحقوقهم المسلوبة..

ففي الوقت التي تهتم به طهران منذ إعلانها جمهورية إسلامية ببناء وتشيد وتكريم المساجد من جهة يقوم المحتل الإسرائيلي الغاصب بتدنيس المساجد وهدمها فوق رؤوس المصلين وهذا ماشاهدناه ونشاهده خصيصا في قطاع غزة

حيث تم تدمير واستهداف عشرات المساجد من قبل

قوات المحتل الغاصب المدعوم من الشيطان الأمريكي الأكبر... حقا أنها مفارقة غريبة عجيبة..

وفي الوقت الذي يهتم به كلا البلدين الصديقين والشقيقين الجزائر وإيران بتشيد وبناء وتكريم المساجد ووجود القواسم المشتركة بين البلدين والرؤى الواحدة تجاه المسجد الأقصى يقوم العدو الإسرائيلي بتدنيس هذا المسجد والإعتداء على حرمة المصلين

منذ وقت إلى آخر وعلى مرأى ومسمع العديد من حكومات الإنبطاح والعمالة والتخاذل دون أن تحرك تلك الحكومات

ساكنا على الرغم من إدعاء أحدها لخدمة الإسلام وشؤون المسلمين وديار المسلمين وادعاء الآخر بنتمائه لعائلة الرسول الأعظم ص وبنفس الوقت قيامه بردء وصد الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها

الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الأهداف الصهيونية ردا على جريمة الإحتلال بقصف مبنى السفارة الإيرانية في العاصمة دمشق منذ أشهر منصرمة وجهوزية أولائك لصد أي مقذوفات أو مسيرات أو صواريخ ستنطلق من طهران أو أجنحتها المقاومة ضد الكيان المارق...

يزداد التكالب في وقتنا الراهن

من قبل عدة أطراف دولية معادية للقضايا المحقة على المسلمين بأساليب متعددة منها العسكرية والغزو

الفكري الثقافي وغسيل الأدمغة والعقول والحرب الناعمة والحرب الصادرة عن الأبواق الإعلامية الممولة من بعض حكومات الأعراب الرجعية بغية القضاء على الرسالة الإسلامية وتشتيت وتفريق وحدة صفوف المسلمين دون التفريق بين مسلم شيعي أو مسلم سني حيث تعد المساجد المكان الأمثل والقاعدة الأفضل والأنسب للأخوة والتحابب

والتعاضد والإعتصام بحبل الله والإتحاد والتبصر والصمود والتصدي للعدو الواحد وهو العدو الصهيوني فقط المحتل للأرض والمدنس والسارق

والمزور والقاتل المجرم... فهنا تبرز مكانة المسجد وأهميته...

(دور المساجد في المجتمع)

لقد كانت المساجد ومنذ عهد الرسول محمد (ص) تتخذ لأغراض دينية وسياسية ودنيوية كما تعد أماكن لإقامة الطقوس والشعائر الدينية والصلوات

المفروضة كما تعتبر المدرسة الأولى لتلقين ثقافة التعاليم الدينية السمحة والأماكن الجامعة لنخبة المجتمعات ومنابر لتلقين الفضائل والتحابب وكل الخصال الحسنة وتدريس وتحفيظ كتاب الله القرآن الكريم..

(المساجد والزوايا في الجزائر)

لقد كان للمساجد والزوايا القرآنية دورا مهما في تحرير الجزائر حيث ساهم الكثير من الأئمة في درء الفتن بين أبناء الشعب الواحد ونشر الوعي والتحفيز

على مقاومة المستدمر الفرنسي حيث كان

للمسجد الجزائري دورا بارزا في المقاومة وإشعال فتيل

الثورات ضد مغتصب الأرض.. وقد سجل التاريخ ذلك وعبر مختلف التراب الوطني للجزائر الشقيقة

فمنذ عهد مقاومة المستعمر الإسباني إلى غاية الثورة النوفمبرية المظفرة التي انتصرت من خلالها الجزائر ونالت إستقلالها.. ومن أولائك المناضلين الأمير عبد القادر الجزائري الذي كان طالبا يتعلم القرآن في إحدى الزوايا القرآنية والتي كانت كثيرة أنذاك إضافة للشهيد الشيخ نوار بوعمامة والعربي التبسي وصالح الفريحي ومحمد العدوى جمعاوي والشيخ المجاهد الراحل محمد الطاهر آيات علجت وغيرهم وبالعودة بعجلة التاريخ إلى الوراء قليلا نذكر من خلالها كيف إحتفلت العديد من مساجد جمهورية إيران بانتصار الثورة التحررية النوفمبرية الجزائرية حيث أخذ الكثير من أبناء الشعب الإيراني

يردد صيحات” الجزائر بيروز “ والتي تعني الجزائر تنتصر من خلال عدة مساجد ومنها مسجد هدايات الذي كان السيد محمود طالقاني إماما له ( الرجل الثاني بعد الإمام الخميني رحمهما الله..

لايوجد أدنى خلاف على صحة مااستنتجه الصهاينة

لحقيقة أن من يعرف الدين الإسلامي الحنيف وتاريخه يعلم بأن المسجد كان مكانا ومركز ومقرا للحكم الإسلامي الذي أقامه الرسول الأعطم فقد كان مركزا تشع منه أنوار الخطب الدينية والسياسية وتصدر من رحابه القرارات الهامة.. فكيف اذا كان هذا المسجد هو مسجد ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين فكل مسلم على وجه الأرض يجب أن يكون

على أهبة الإستعداد مضحيا بماله ونفسه وأولاده وبكل مايملك في سبيل الدفاع والزود عنه لقد أدرك الأشقاء الفلسطينيون أبعاد المخطط الشيطاني الصهيوأمريكي لتدمير الأقصى في بلدهم واستبداله

بهيكلهم المزعوم.. وذلك من خلال قيام قوات الكيان اللقيط وقطعان مستوطنيه بحرقه تارة وبحفر الأنفاق تحته تارة أخرى حيث أضحى الفلسطينيين يتحدون ويرصون الصفوف ويضحون بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الذكية في سبيل هذا المسجد الخاص بملياري مسلم في العالم..

لقد أوصى بكل ذلك القائد المؤسس لجمهورية إيران الإسلامية الخميني المرتحل إلى العلا ورفع راية ذلك سماحة السيد علي خامنئي دام ظله... حيث اعتبر سماحته أن المقاومة وخصيصا الثقافية هي سور ونبراس ثقافي وإن لم يكن ذلك فسنخسر كل شيء

إن المسجد قاعدة للتجمع والشورى والمقاومة والحركة الإجتماعية والثقافية مؤكدا على تعزيز الإيمان الديني كركيزة أساسية للثورة ضد المحتل الإسرائيلي الغاصب مضيفا أن اليوم العالمي للمسجد

يمثل فرصة للتفكير وتكريم الأمة الإسلامية ووحدتها

حيث أن للمسجد مكانة قدسية... حيث يجب أن تكرس الخطب لتوحيد أبناء الأمة والتوعية من مخططات العدو الغاصب لنشر التفرقة...

لقد دأبت العديد من حكومات الغرب المتصهين على

تدريب وتأسيس وتمويل الجماعات الدموية الإرهابية

التي باتت ترتكب أشنع وأبشع وأفظع الجرائم بحق المساجد

في العراق وسورية تلك التنظيمات التي صنعتها حكومة الكيان اللقيط والشيطان الأكبر وبعض حكومات الدول الغربية المنافقة التي تدور في فلك الصهيوإمبريالية حيث أن الإسلام الحنيف بريء من جميع تلك

التنظيمات الدموية الإرهابية التي تحارب دول الصمود والتصدي والممانعة خدمة لأسيادها دون أن تطلق قذيفة أو صاروخا ضد المحتل الإسرائيلي الغاصب والمدنس للمسجد الأقصى..

وبكلمة أخيرة أضحى كل شيء مكشوفا وواضحا حيث بات السواد الأعظم من الشعوب العربية والإسلامية يدرك ويعي ويعرف من هو المدافع الإساسي عن القدس

والمسجد الأقصى ومن هو المتخاذل المنافق والذي يدعي حرصه على حرمات المسلمين وبنفس الوقت يقوم بتزويد قوات المحتل بالفاكهة والخضار الطازجة ويعقد الإجتماعات السرية مع قادة العدو مخططا لردء ورد مسيرات وصواريخ الأبابيل ضد المغتصب المعتدي المحتل الإسرائيلي...

كاتب ومحلل سياسي سوري  

المصدر: موقع إضاءات الإخباري