الكيتامين يعطل الدماغ بشكل مؤقت
منوعات
الكيتامين يعطل الدماغ بشكل مؤقت
18 آب 2024 , 11:46 ص

اكتشفت دراسة حديثة أجراها علماء في جامعة كامبريدج كيف يؤثر عقار الكيتامين على نشاط الدماغ.

يُستخدم الكيتامين عادة كمخدر ولتخفيف الألم، لكنه معروف بتأثيراته الجانبية القوية، بما في ذلك تجارب الانفصال عن الجسم وحالة من النسيان العميق.

ومن خلال دراسة نشاط الدماغ لدى الأغنام تحت تأثير الكيتامين، اكتشف الباحثون ظاهرتين رئيسيتين في الدماغ قد تساعدان في تفسير هذه التأثيرات الغريبة.

شملت الدراسة مراقبة موجات دماغ الأغنام باستخدام تقنية تسمى تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، مما أتاح للباحثين متابعة التغيرات في نشاط الدماغ في الوقت الفعلي مع تخدير الأغنام بالكيتامين.

وكانت النتائج مذهلة، فعند إعطاء العقار، سيطرت على موجات دماغ الأغنام المخدرة نشاطات منخفضة التردد، وهي حالة نموذجية للحالة العميقة للنوم.

ومع بدء زوال تأثير الكيتامين وعودة الأغنام إلى وعيها، أصبح نشاط الدماغ غير منتظم للغاية.

وأظهرت قراءات التخطيط الكهربائي الدماغي تبدلاً مفاجئاً بين تذبذبات عالية ومنخفضة التردد، والتي بدت في البداية فوضوية ولكنها بدأت في الانتظام تدريجياً خلال دقائق.

تزامن هذا النمط غير المعتاد من موجات الدماغ مع الفترة التي يشعر فيها مستخدمو الكيتامين وكأن عقولهم قد انفصلت عن أجسادهم.

تشير هذه النتائج إلى أن التذبذبات الدماغية التي يسببها الكيتامين قد تعيق معالجة الدماغ للمعلومات من العالم الخارجي.

قد تكون هذه الاضطرابات مسؤولة عن الهلوسة والشعور العميق بالانفصال الذي غالباً ما يبلغه مستخدمو العقار.

كانت هذه الدراسة جزءًا من مشروع أوسع لفهم مرض هنتنغتون، وهو حالة وراثية تؤدي إلى تلف الدماغ تدريجياً.

اختار الباحثون دراسة الأغنام لأنها تمثل نموذجاً جيداً لدراسة اضطرابات الدماغ لدى البشر، بما في ذلك مرض هنتنغتون، حيث تتمتع الأغنام ببُنى دماغية ووظائف مشابهة للإنسان، مما يجعلها موردًا قيمًا للبحث ما قبل السريري.

وخلال الدراسة، تم إعطاء ستة من الأغنام جرعة عالية من الكيتامين، تعادل 24 ملليغراماً لكل كيلوغرام من وزن الجسم، وتعتبر هذه الجرعة عند الحد الأعلى من الجرعات المستخدمة في التخدير.

ومن المثير للاهتمام، أن الباحثين لاحظوا أنماطاً مشابهة في نشاط الدماغ حتى عند الجرعات المنخفضة، لكن ما أدهش الفريق حقًا هو أنه في غضون دقيقتين فقط من تلقي الجرعة العالية، توقف نشاط الدماغ تمامًا لدى خمس من الأغنام الستة لفترة وجيزة.

توقفت موجات دماغ إحدى الأغنام لعدة دقائق - وهي ظاهرة لم يتم توثيقها من قبل في أبحاث الكيتامين.

يعتقد الباحثون أن هذا التوقف الكامل في نشاط الدماغ قد يتوافق مع حالة يصفها متعاطو الكيتامين باسم "ثقب الكيتامين" (K-hole).

يشير هذا المصطلح إلى تجربة عميقة شبيهة بالموت، تتسم بشعور بالنسيان الكامل، يليها إحساس عميق بالهدوء والصفاء.

في الاستخدام الترفيهي، غالبًا ما يتم تناول الكيتامين بجرعات أعلى بكثير مما تم إعطاؤه للأغنام في هذه الدراسة، مما يؤدي إلى تأثيرات ومخاطر أكبر.

وحذر الفريق أيضاً من أن هذه الجرعات العالية، التي يسعى إليها البعض بحثاً عن تجربة أقوى، يمكن أن تكون خطيرة للغاية، فقد أشاروا إلى أن مثل هذه الجرعات قد تسبب أضراراً جسيمة، بما في ذلك تلف الكبد، وفشل القلب، وحتى الموت.

ورغم هذه المخاطر، لا يزال الكيتامين يستخدم في بيئات طبية خاضعة للرقابة، خاصة لتخفيف الألم في حالات مثل إصابات الحروب أو الحوادث الخطيرة.

المصدر: جامعة كامبريدج