كتب الأستاذ حليم خاتون:
"اختلط الحابل بالنابل"...
ما يحصل في الشرق الأوسط هو مخاض فعلي دون ضوابط...
لولا وجود نواة محور مقاومة إقليمية، كانت مرت الإبادة في فلسطين تماما كما حصل مع السكان الأصليين في القارة الأميركية وأستراليا... والعرب بين نوم وخيانة..
أميركا اليوم ليست فقط دون رأس...
أميركا اليوم في حالة مرحلة جنون العظمة والهلع معا...
هتلر هُزم عندما دخل هكذا مرحلة مع فتح الجبهة الثانية مع الاتحاد السوفياتي وجبهة ثالثة مع ارسال رومل إلى إفريقيا...
لكن هتلر لم يكن يملك سلاحا نوويا...
المجنون الأميركي الذي يملك ترسانة نووية تمكنه من تدمير الكرة الأرضية اكثر من مرة فتح جبهة روسيا على مصراعيها...
المجنون الأميركي يجهز لغزو فنزويلا وربما كوبا...
متى يصل الجنون الأميركي إلى بحر الصين؟
على ما يبدو،
مستقبل الكوكب يتحدد في الشرق الأوسط...
على الأقل هذا ما تقوله غزة...
المجنون الأميركي يكاد يرتكب الحماقة في الشرق الأوسط...
المجنون الأميركي هو من ضرب الضاحية...
المجنون الأميركي هو من اغتال هنية...
غزة تعيش اليوم الحالة الفيتنامية...
قتل وموت ومجازر في كل مكان...
مقاومة غزة هي فيتكونغ القرن الواحد والعشرين...
الضفة هي سايغون...
هانوي الامامية هي الضاحية، وطهران هي هانوي الخلفية...
أثناء الحرب الفيتنامية، كاد جونسون يتخذ قرار قصف هانوي بالقنبلة الذرية...
في ذلك الزمن تصدت موسكو لهذا التهديد بتهديد الرد بالمثل...
يومها ابتلعت أميركا تهديدها وانتهى الأمر بالهروب الكبير من على سطح السفارة الأميركية...
اليوم، روسيا نفسها يتم غزوها...
اليوم تقف أميركا على قاب قوسين من حلم توجيه ضربة قاصمة تأخرت أربعة عقود للثورة الإسلامية في إيران...
هي تريد؛ لكنها تخشى العاقبة...
العالم يقف فعلا على مفترق طرق...
جنون أميركي متخبط مع كلب اسرائيلي مسعور...
في المقابل، وحدها القيادة المركزية لمحور المقاومة تعرف ماهية الإمكانيات التي لديها...
المحور الذي اثبت تطورا تكنولوجيا عالي المستوى في السلاح التقليدي يقف أمام تهديد نووي مبطن دون الكشف عن كل أوراقه...
منذ سنين واميركا والغرب والكلب الاسرائيلي المسعور يقول أن طهران على بعد أشهر أو أسابيع أو حتى ايام من امتلاك القنبلة...
يومها كانت طهران تصر عل فتوى فات عليها الزمن...
هل ظلت طهران على هذا الإصرار الظاهر؟
اليوم تقف طهران على مفترق طرق...
الحشد الأطلسي الضخم له معنى واحدا فقط...
هناك من يتحين الفرصة لتوجيه ضربة قاصمة لطهران...
ما يقوم به حزب الله على الحدود مع فلسطين المحتلة يبعث برسالة ثقة عالية...
الكشف المتدرج لمقومات قوة المقاومة في لبنان يترك جانبا كبيرا من هذه المقومات بعيدا عن الأنظار...
كل هذا يؤدي إلى إجابات ملتبسة حول ماهية الرد...
إيران أعلنت بوضوح انها سوف تدخل الحرب في حالة مهاجمة لبنان...
قامت أميركا وكلبها المسعور بهجوم مزدوج على بيروت وطهران معا...
كأن محور الشر الأميركي يعيش أزمة العيش في الغموض وعدم اليقين من إمكانيات طهران...
هل بقي مستوى تخصيب اليورانيوم عند٦٠% كما تعلن طهران، أم وصل هذا التخصيب إلى ٨٠ أو ٩٠%؟
هل حصلت طهران على مساعدة تقنية روسية أو صينية أو كورية شمالية من اجل بناء رأس نووي من هذا اليوارنيوم عالي التخصيب؟
أميركا في حيرة من أمرها...
يجري استفزاز إيران لكي تخرج عن "طورها" وتكشف أوراقها...
بغض النظر عن تصريحات نتنياهو أو الغرب، يجمع العلماء على أن الانتقال من ٦٠% إلى ٨٠ أو ٩٠% يستلزم ما بين ٣ إلى ستة أشهر وان الانتقال بهذا اليورانيوم المخصب إلى امتلاك فعلي لرأس نووي يستلزم حوالي عام كامل...
هل لا تزال إيران في تلك المرحلة، أم انها مشت في ذلك الدرب منذ زمن بعيد...
على هذا الأمر يعتمد نوع ومستوى الرد الإيراني القادم...
إذا تبين لاميركا أن طهران تملك القنبلة وهي تملك فعلا الصاروخ القادر على حمل هذه القنبلة، سوف تبلع أميركا لسانها وتسحب أساطيلها...
انتقلت طهران من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة منذ وقت طويل...
هل حملت معها القنبلة؟
هل تبقى طهران تحت جنح الغموض الايجابي؟
يقول الكثيرون إن طهران ليست مجبرة على كشف كل أوراقها...
يقول هؤلاء إن فلسطين قضية عربية في المقام الاول وإن إيران لن تجازف بتعريض كل منجزاتها للخطر من اجل قضية باعها اهلها من الأعراب، خاصة وان في إيران، كما في روسيا، مشكلة أقليات يتلاعب بها الغرب وعرب الردة...
هناك الأكراد والعرب والأذريون والبلوش وغيرهم...
صحيح ان فلسطين تمثل بعدا إسلاميا يفرض على الثورة الإسلامية عدم القبول بما يجري...
لكن الصحيح أيضا هو أن إيران لا تستطيع أن تكون عظيمة دون أن تقف مع نفسها...
الوقوف مع فلسطين هو وقوف إيران مع نفسها...
نعود إلى السؤال،
متى الرد؟
كيف الرد؟
هناك ثلاث احتمالات:
١- إما رد محدود وفق تفاهم مع أميركا كما جرى في نيسان...
هذا يحتاج إلى أميركا عاقلة وإيران غير حاسمة مع استمرار الكيان بحرب الإبادة...
٢- رد شامل صاعق يضع العالم أمام أمر واقع، Fait accomplis,
Mission accomplished
يقوم المحور بهجوم شامل صاعق لا يتوقف من كل الجبهات يتم خلاله تدمير الكيان بشكل شبه كامل في مدى زمن قياسي لا يسمح للغرب بالتدخل...
يفيق الغرب من الصدمة ويجد إسرائيل قد اختفت، فيرضى بإقامة دولة منزوعة السلاح مع مساواة في الحقوق والواجبات لكل السكان...
هذا الأمر شبه مستحيل لأكثر من سبب:
أولا الكيان نفسه يملك ترسانة نووية يتوجب إما السيطرة عليها فورا أو تحييدها وهذا يستوجب عمليات خاصة عالية التقنية يبدو واضحا أن المحور لم يصل اليها بعد...
كما أن من المؤكد ان أميركا والغرب ودول عربية تابعة لها سوف تقوم بكل ما تستطيع لمنع القضاء المبرم على الكيان...
أضف إلى ذلك أن هذا يستوجب ضرب الصهيونية العالمية التي تسيطر على اقتصاد الكوكب، وهذا ما لا يريدالمحور ولا الصين ولا روسيا القيام به مع انه في متناول اليد...
كما أنه ليس مؤكدا أن تدخل روسيا التي تتعرض هي نفسها للغزو الآن إلى حرب نووية...
كذاك الأمر بالنسبة للصين التي يبدو واضحا انها هي الوحيدة التي تعول على مرور الزمن لقطف تايوان في الوقت المناسب...
٣- الاستمرار في حرب الإسناد كما يجري الأمر اليوم والبدء فورا بتنفيذ المراحل الأخيرة من البرنامج النووي، والوصول إلى نفس مستوى كوريا الشمالية...
ربما بعد ذلك يضطر الغرب إلى قبول قيام تسوية تنهي النظام الكولونيالي في المنطقة مع ما يعنيه ذلك من انهيار النظام الرسمي العربي وما يشابهه من دول إسلامية ناقصة دين وناقصه إيمان...