الأخ عبدالله رشدي لكي يدافع عن الأحاديث المضروبة راح طعن في القرآن الكريم نفسه..
مقالات
الأخ عبدالله رشدي لكي يدافع عن الأحاديث المضروبة راح طعن في القرآن الكريم نفسه..
سامح عسكر
21 آب 2024 , 19:27 م


قال أن القرآن نقله إلينا رواة مثل الأحاديث، وبالتالي لو مش مصدق الحديث يجب أن لا تصدق القرآن..

أولا: هذا القول تسبب في خروج آلاف الشباب من الإسلام للإلحاد في السنوات الأخيرة بعد سقوط هيبة القرآن في نفوسهم ومساواته بكلام البشر..

ثانيا: القرآن لم يصل إلينا بالرواية هذا كذب عمد، بل وصل إلينا بالتواتر الذي عرفه الإمام أبو حامد الغزالي في كتاب المستصفى بأن المتواتر هو ( ما سبق العلم به الرواية)

يعني حضرتك مش محتاج رواية عشان تصدق بالقران، زي ما حضرتك مش محتاج رواية عشان تصدق إن فيه دولة اسمها فرنسا عمرك ما سافرتها، لكن العلم بها أصبح لا يحتاج رواي يقول لك حدثنا فلان عن علان إن فيه بلد اسمها فرنسا..

ثالثا: القرآن كله قطعي الثبوت، بينما الأحاديث فيها صحيح وضعيف وحسن ومنكر ومدرج ومقيد ...إلخ..

هذه التوصيفات بشرية بحتة من طرف علماء الحديث، وعليها ضرب نار واختلافات عظيمة بين المشايخ، ويكفي العلم إن البخاري نفسه كان مطعون في صدقيته من علماء عصره كالإمام الدهلوي وأبو زرعة الرازي..

رابعا: الأحاديث كُتبت بعد موت الرسول ب 200 عام، والمسلمين كانوا عايشين بالقران عادي والسنة النبوية التي كان يعرفها الفقهاء بشكل مختلف على إنها اجتهاد يجمع بين عدة طرق في التفكير..

فالإمام مالك قال مع القرآن عمل أهل المدينة وسمى ذلك بالسنة، وأبو حنيفة النعمان قال مع القرآن العقل و المتواتر من الرواية وسمى ذلك بالسنة... وهكذا..

يعني مفهوم السنة نفسه مكانش واحد بل اختلف فيه الفقهاء لطرق، قبل أن يستقر على يد الوهابية في العصر الحديث على أن السنة هي كلام علماء نجد حتى لو خالف القرآن والحديث المتواتر..

خامساً: كثير من علماء السلف وضع شرطا لقبول الحديث هو أن لا يخالف قرآنا، حتى لو كان صحيح السند يجب أن يُرد فورا لتعارضه مع كتاب الله ، ومن هؤلاء فخر الدين الرازي والشاطبي وابن حجر العسقلاني..ومئات غيرهم..

اخيرا: كان ممكن تصديق هذا الكلام لعبدالله قبل 20 عاما أو حتى 10 سنوات، الآن لم يعد هذا مقنعا بعد ثورة العلوم والإنترنت والسوشيال ميديا التي فتحت أبواب العلم على مصراعيها ، ولم يعد لأحد القدرة على غلق باب الاجتهاد..

بيك أو بغيرك...سواء بإرادتك أو غصب عنك الناس هتفكر، وهتبحث وهتوصل للحقيقة، والتعامل معهم بعقلية العصر المملوكي أصبح مسارا للسخرية ومادة خصبة للميمز...