استراتيجية جديدة لمكافحة السرطان عن طريق إيقاف قدرة الخلايا السرطانية على تعديل الجينات
منوعات
استراتيجية جديدة لمكافحة السرطان عن طريق إيقاف قدرة الخلايا السرطانية على تعديل الجينات
22 آب 2024 , 11:56 ص

تتميز الأورام السرطانية بقدرتها على التفوق على الجهاز المناعي للجسم من خلال التلاعب بجيناتها، مما يجعل من الصعب القضاء عليها، وبالرغم من أن العلاجات المناعية مثل خلايا CAR-T ومثبطات نقاط التفتيش المناعية تعمل على تعزيز هجوم الجهاز المناعي لعلاج السرطان، إلا أن هذه العلاجات لا تكون فعالة في معظم الأورام الصلبة.

الأورام السرطانية تعدل جيناتها

لكننا الآن ندرك أن الأورام يمكنها تعديل جيناتها للهروب من التحكم المناعي، وفي دراسة جديدة، تم لأول مرة إجراء مسح شامل للجينات التي تقوم الأورام بتعديلها، مما يوفر خارطة طريق لتصميم علاجات مناعية أفضل.

تقول الدكتورة جودي ليبرمان، أستاذة الطب في برنامج الطب الخلوي والجزيئي (PCMM) في مستشفى بوسطن للأطفال: "لم يقم أحد من قبل بدراسة غير متحيزة لهذا الأمر، لأن الورم يكون قد أكمل تعديل الجينات بحلول الوقت الذي يتم اكتشافه فيه".

تشير النتائج التي نشرت في مجلة "Nature Immunology" إلى أن الأورام تعدل عدة جينات لتجنب التعرف عليها من قبل الجهاز المناعي، ولكنها تشير أيضاً إلى إمكانية تجاوز هذه التعديلات والحد من نمو الورم في نموذج الفأر المصاب بسرطان الثدي، الذي يعتبر من الأورام المقاومة للعلاج المناعي .

كيف تتهرب الأورام من الجهاز المناعي

لتحديد كيفية تعديل الأورام لجيناتها، تابع الباحثون أورام الثدي من بداية نشأتها، وبعد تفعيل الجين المسبب للورم Her2 في نموذج الفأر، استخدموا تسلسل الحمض النووي الريبي على نطاق واسع وعلى مستوى الخلية الواحدة لتحديد الجينات التي يقوم الورم الجديد بتعديلها، وتم إجراء هذه الدراسة مرتين، مرة بعد أسبوع وأخرى بعد شهر من تفعيل جين Her2.

وتبين أن العديد من الجينات التي تم تعديلها من قبل الأورام تشارك في الاستجابة المناعية الفطرية، لا سيما الجينات التي يتم تنشيطها بواسطة الإنترفيرون وتمكن الخلايا المناعية من التعرف على إشارات الخطر الصادرة عن الورم، حيث قامت الأورام بإسكات هذه الجينات من خلال التعديلات اللاجينية، وخاصة عن طريق تعديل تسلسلات المحفزات الجينية بواسطة المثيلة، مما يؤدي فعليا إلى قمع النشاط المناعي.

من الجدير بالذكر أن الأورام قامت بتعديل عدد قليل نسبيا من الجينات المرتبطة بتعزيز التكاثر، وكتب الباحثون: "بينما يتحور الورم ليصبح أكثر خباثة، كانت التغييرات السائدة مناعية".

استخدام مثبط المثيلة لتنشيط الاستجابة المناعية

ولعكس تعديل الورم، استخدمت ليبرمان وزملاؤها مثبط المثيلة المعتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء، ديسيتيبين، وعند استخدامه بجرعات منخفضة، أعاد ديسيتيبين تنشيط الاستجابة المناعية، مستعيدا عدة جوانب من التحكم المناعي على الورم. وكانت النتيجة النهائية: تقليل نمو الورم.

ولاحظ الباحثون: "كان هناك تداخل كبير بين الجينات التي قام الورم بتعديلها في وقت مبكر والجينات التي تم تنشيطها بواسطة الدواء".

لاحظ الباحثون زيادة في الخلايا التائية والخلايا القاتلة الطبيعية والخلايا التغصنية وانخفاضاً حاداً في الخلايا المشتقة من النخاع المثبطة للمناعة، ومن خلال دراسة أورام الثدي والورم الميلاني المزروعة، وجدوا أن ديسيتيبين استعاد وظيفة الجينات المشاركة في مسارات إشارات الخطر الخاصة بالجهاز المناعي الفطري، وشملت هذه المسارات تلك التي تشمل الإنترفيرونات أو مسار موت الخلية الالتهابي المعروف باسم "بيروبتوسيس".

المصدر: مجلة nature