توصل العلماء إلى أن تناول نظام غذائي يعتمد على الخضروات والفواكه والمكسرات والأسماك الدهنية يمكن أن يقلل من خطر الإصابة الشديدة بفيروس كورونا، وفقا لتحليل جديد.
فوائد نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي
لقد اشتهر نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي منذ فترة طويلة بأنه السر وراء حياة طويلة وصحية للإيطاليين والإسبان، وانخفاض معدلات السمنة والأمراض المتعلقة بالنظام الغذائي.
وقد أثبتت الدراسات أن هذا النظام يقلل من الالتهابات، ويحسن تنظيم الجسم للأنسولين، ويساعد في إدارة الوزن، مما يساهم في الحماية من أمراض القلب والخرف والسكري.
نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي وفيروس كورونا
ولكن الآن، يقول العلماء أن هذا النظام الغذائي الذي يتكون من كمية كبيرة من الفواكه والخضروات الطازجة والأسماك وزيت الزيتون، يمكن أن يحميك أيضا من الإصابة الشديدة بفيروس كورونا.
قام باحثون في جامعة بإندونيسيا بتحليل نتائج ست دراسات سابقة تبحث في تأثير نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي على نتائج الإصابة بكورونا، وشملت هذه الدراسات أكثر من 55,000 شخص.
تُعتبر الحمى والسعال والتهاب الحلق وسيلان الأنف من الأعراض المميزة للإصابة بفيروس كورونا.
أظهرت أربع من الدراسات أن الأشخاص الذين يتبعون نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي كانوا أقل عرضة لتطوير أعراض شديدة لكورونا.
على الرغم من أن بعض الدراسات لم تجد أدلة قاطعة على أن من يتبعون هذا النظام الغذائي لديهم اختلافات في شدة المرض، إلا أن الباحثين يقولون أن هذا النظام يمكن أن يوفر بعض الحماية.
وقد استخدمت جميع الدراسات استبيانات لقياس مدى الالتزام بنظام البحر الأبيض المتوسط، مع اختلاف نظام التقييم بين دراسة وأخرى.
شملت الاستبيانات فئات مثل الخضروات، الفواكه والمكسرات، الحبوب، البقوليات، الأسماك، اللحوم الحمراء، الألبان، واستهلاك الكحول.
كانت نسبة الدهون الأحادية غير المشبعة إلى الدهون المشبعة جزءا أساسيا من نظام تقييم نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي.
وقد أُشير في عدة دراسات إلى كيفية حماية الجسم لنفسه من الإصابة الفيروسية التنفسية.
وجدت دراسة سابقة أن تناول الأطعمة النباتية الصحية كان مرتبطا بانخفاض احتمالات الإصابة وشدة أعراض كورونا.
وكان من بين النتائج ذات الصلة أن تناول نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي ساعد المرضى الذين يعانون من نزلات البرد المتكررة والمضاعفات الالتهابية المتكررة، وقلل بشكل كبير من عدد النوبات والأعراض.
درلسات سابقة عن فوائد نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي
وجدت مراجعة منهجية سابقة أن نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي كان مرتبطاً بتقليل مستويات العلامات الالتهابية لدى البالغين المصابين بالسمنة والوزن الزائد.
وبالمثل، أشارت تحليلات إضافية إلى أن الالتزام بنظام البحر الأبيض المتوسط يقلل من الإصابة بفيروس سارس كوفيد SARS-CoV-2 بنسبة 78٪.
ومع ذلك، لم يكشف مؤلفو الدراسة ما إذا كان المشاركون في الدراسة قد تلقوا أي لقاحات ضد الفيروس.
نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي يحسن الصحة العامة
ومع ذلك، يُعتقد أن هذا النظام الغذائي يحسن الصحة العامة بشكل كبير، وخاصة لأنه يساعد في إدارة الوزن، مما يساعد بدوره في الوقاية من أمراض القلب والسكري بين حالات أخرى.
وأظهرت دراسة منفصلة نُشرت في وقت سابق من هذا العام أن النظام الغذائي يقلل من خطر الوفاة من جميع الأسباب تقريبا بمقدار الربع لدى النساء.
وجدت الدراسة التي شملت أكثر من 25,000 امرأة أمريكية متوسطة العمر أن اتباع نظام غذائي غني بالأسماك والبقوليات والخضروات والمكسرات والحبوب الكاملة كان مرتبطاً بانخفاض خطر الوفاة بنسبة 23٪ بنهاية الدراسة التي استمرت 25 عامًا.
تم سؤال كل امرأة حول مدى التزامها بالنظام الغذائي سنويا، ووجد الباحثون أن النساء اللاتي التزمن بهذا النظام الغذائي على مدار 25 عاما تمتعن بانخفاض بنسبة 16٪ في خطر الوفاة من جميع الأسباب.
كما نُشرت دراسة أخرى هذا الشهر تقارن بين اتباع هذا النظام الغذائي والنظام الغذائي الغربي التقليدي، الذي يحتوي على نسبة عالية من الأطعمة المصنعة منخفضة الجودة والحلويات السكرية.
ومن بين 1,591 بالغا تم استطلاع آرائهم، أظهرت التحليلات أن أولئك الذين تناولوا مكونات نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي أفادوا بمستويات أقل من التوتر والضيق النفسي.