عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
قال المثل "سكت دهراً ونطق كفرًا" ؛ فبعد غياب طويل عن الساحة السياسية؛ فجَّر النائب مروان حمادة قنبلة من العيار الثقيل حينما كشف في حديث خاص لـmtv أن لديه معلومات من مصادر رفيعة عن أن الحرب ستقعُ خلال أيام قليلة أو ساعات"‼️‼️‼️‼️‼️.
غقد وضع حمادة نفسه ليس في موضع الشبهة فقط، بل في قفص الإتهام؛ فلا يلومنّ إلّا نفسه.
فالنائب في البرلمان اللبناني بدلًا من تهدئة روع اللبنانيين، نقل بصراحة وجهة نظر اليمين المتطرف في حكمة العدو الصهيوني.
والمقدمة التي سردها لإعطاء ذاته هالة من مروحة علاقاته الدولية لا تحسب له بل عليه، ولم تكن موفقة. وإخراجها ضعيف جدًا، والحبكة لا يمكن ان تقنع حتى الطفل الصغير؛ لأن القول المأثور والمشهور والمتواتر عنه بأنه "رجل السفارات الأول في لبنان".
وهذه هي مقدمة القنبلة التي فجرّها النائب اللبناني : "آخر معلومات عندي ياها من دبلوماسبين غربيين لهم علاقة مباشرة بالمفاوضات وأيضًا بالتحضيرات عند الفرقاء، أكان عند العدو او عند جماعتنا وعند الحزب…".
"الحرب واقعة… واقعة خلال أيام قليلة أو خلال ساعات".
فإذا دققنا في المقدمة نجد أنها غير دقيقة ولا تمت للحقائق بأية صلة، وتجمع التناقضات. فالمفاوض الوحيد كان نتنياهو؛ وبلينكن بدلًا من فرض الشروط على نتنياهو، فإنه كان يذعن لإملاءات مجرم الحرب وسفاح العصر ويكذب على بايدن والجميع.
ولا علاقة للمفاوضين ومعرفتهم بالتحضيرات. وقمة التناقض هي معرفتهم بالتحضيرات أيضًا.
ونظرًا لحجم الغضب وردود الفعل الهائلة على تصريح النائب حمادة، حاول ان يكحلها فعماها، وأصدر أمس التوضيح التالي :-
"سبق لي اليوم وأثناء مقابلة متلفزة ان قلت كلامًا مستوحًا من التطورات الراهنة ودقتها وخطورتها، ولكن الموضوع أخذ حيزًا في غير محله نتيجة التطورات الدراماتيكية ميدانيًا".
وأضاف، "فكل ما نتمناه هو الخير وعدم حصول أي مكروه للبنان، لذلك يهمني التأكيد أن ما سبق وذكرته إنما هو في إطار سرد الوقائع ربطًا بما يجري في غزة والجنوب والتهديدات الإسرائيلية واعتداءاتها".
وأكّد البيان أنّ، "كل ذلك اخذ أبعادًا خارجة عن السياق الذي تحدثت عنه".
وختم، "راجيًا للبنان السلام والازدهار، وأن يخرج من أزماته وكبواته".
وأما لماذا تم إختيار النائب اللبناني مروان حمادة دون غيره في التماهي مع العدو الصهيوني ونقل تهديده، وحتى قبوله بهذا الدور فعليه علامات إستفهام كبيرة جدًا؟؟؟ ‼️‼️‼️‼️‼️‼️
فحمادة كان من صقور جماعة 14 آذار، وكان رأس حربة في توجيه الإتهام ضد سوريا وضد حزب الله في قضية إغتيال الرئيس الشهيد الحريري.
وإحدى تغريدات النائب جميل السيد /مدير عام الأمن العام السابق بتاريخ 30 نيسان/أبريل 2011 توضح دور حمادة في إعتقال رؤساء الأجهزة الأمنية في عهد الرئيس الشهيد :-
"شاهد الزور محمد زهير الصدّيق الذي إستقدمه مروان حمادة ووسام الحسن وتبنّاه ميرزا وسعد الحريري لتزوير التحقيق بإغتيال والده رفيق وإعتقالنا زوراً" .
وقد تمرد حمادة سابقًا على ولي نعمته في إيصاله للمقعد النيابي؛ فهو لا يتورع عن فعل أي شيء. ويبدو أنه جاء الوقت المناسب لدفع الدين في تسفير شاهد الزور زهير الصديق ووضعه في الإقامة الجبرية في فرنسا وحراسته.
فالعدو كان باستطاعته أن يهدد مباشرة؛ ولكن إختيار حمادة كان لزرع الفتنة والشقاق حين غمز حمادة بحادثة مجدل شمس.
فقبول النائب حمادة بنقل رسالة العدو الصهيوني إلى الشعب اللبناني كان خطيئة لا تغتفر؛ وهذا رابط الفيديو لتحكموا بأنفسكم عليه.
http://www.mtv.com.lb/News/1474200
فالمطلوب الوعي والبصيرة تجاه مؤامرات العدو؛ فالعدوان هي من طبيعة الصهاينة وجيناته الوراثية.
فنجاة نتنياهو من المحاسبة بإرتكاب عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة ورفح والتي بلغت حتى اليوم أكثر من 40.000 شهيد و 94.000 جريح و 20.000مفقود أعطته الشعور بنشوة الإنتصار والغطرسة والإستكبار والتجبر والتكبر بأنه لا يمكن المس به. وهذا الأمر زاد من تعقيد الأمر لأن نتنياهو ألبس عدوانه على الفلسطينيين الطابع الديني وأنه يخوض حربًا توراتية للقضاء على العماليق. وتكمن خطورة هذا الإعتقاد ككبأن نتنياهو أصبح يظن نفسه رب الجنود يهوه وليس شاؤول أو يشوع بن نون؛وبالتالي فإن نتنياهو باتويعتبر أن ذات اليهود مقدسة ولا يكمن لأحد التطاول عليها او المس بها.
وأما على الصعيد قرار الحرب والسلم؛ فالأمور يقيمها نتنياهو وغالانت سويًا حسب تفويض الكنيست لهما ؛ واستفاد نتنياهو من الدعم الأمريكي غير المحدود عسكريًا وسياسيًا، واستطاع بخبثه ودهائهشروع جر أمريكا وحلفائها إلى مخططاته بتطبيق الشرق الأوسط الجديد الذي رفع خريطته بتاريخ 22 أيلول/ سبتمبر 2023 وهي بدون أي ذكر لفلسطين أو غزة أو الضفة الغربية. وهذه أول إشارة من الدولة العميقة في أمريكا بإبادة الفلسطينيين
وقد تنبهت القيادة الفلسطينية لخطورة المشروع، فنفذوا 7 آكتوبر. وقد تبين أن الدولة العميقة فى أمريكا والصهيونية المسيحية في الدول السبع قرروا إبادة الفلسطينيين وتسطيح غزة ورفح.
فإحتمال نقل وجهة العدوان واردة ولكن بإتجاهين :-
1- بإتجاه الضفة الغربية للسيطرة على (يهودا والسامرة) لتكملة إنشاء الوطن القومي لليهود.
2- توسيع العدوان على لبنان وخرق كافة بنود المعاهدات والمواثيق.
وبالتالي إذا حاول العدو بالإستمرار في محاولات تغيير قواعد الإشتباك فإن قادة الَمقاومة سيتخذون القرار المناسب بما فيها خيار إجتياز الجليل.
وإن غدًا لناظره قريب.
22 آب/أغسطس 2024