نحن داخل الحرب. كيف ننتصر؟
مقالات
نحن داخل الحرب. كيف ننتصر؟
حليم خاتون
24 آب 2024 , 08:04 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون:

"لا تستطيع أية قوة، مهما عظم شأنها؛ لا تستطيع الانتصار في حرب طويلة الأمد، يخوضها شعب لا يعرف حدودا للتضحيات"...

"ماو تسي تونغ"

"لا توجد حالة واحدة لأمة استفادت من حرب طويلة الأمد"

"صن تسو"

بالإذن من الدكتورة ليلى نقولا،

أميركا هي من ليست استثناء، وليس إسرائيل...

إسرائيل ليست اكثر من أداة للامبريالية الأميركية...

نحن نحارب الاستعمار الغربي بكل مكوناته...

الأساطيل التي تحيط بنا تنتمي الى هذا الاستعمار الغربي...

"سوف ننتصر حتما، ليس حكما بفضل وطنية الأمة العربية"،

(وقد رأينا من هذا النظام الرسمي العربي ما رآه السيد المسيح وهو مكبل بالاغلال وسط جموع كافرة تطالب بصلبه)؛

سوف ننتصر...،

"لكن بفضل "وطنية!" إسرائيل التي لن تتخلى ابدا عن الحلم الصهيوني في استعمار كل ما يقع بين الفرات والنيل"...

"الدكتور جورج حبش"

صدق "حكيم" الثورة الفلسطينية جورج حبش...

لو عاد القرار إلى الأمة العربية؛

لو لم يركب الصهيوني رأسه، ويصر على الاستفادة من "طوفان الأقصى" وتحويل الكارثة على الكيان يوم السابع من أكتوبر إلى فرصة لتحقيق التهجير القسري وتطهير قطاع غزة من الوجود الفلسطيني؛

لكانت تمت عملية تبادل أسرى قد لا تصل حتى إلى تبييض السجون، ولكُنا عدنا إلى مربع الكيان الأول القائم على خطة "جز العشب" كل فترة بانتظار اللحظة المناسبة للتطهير العرقي لكامل التراب الفلسطيني...

سوف يبول اليهود على قبر نتنياهو وبن غفير وسموتريتش كما يقول نتنياهو نفسه...

بعض اليهود سوف يفعل ذلك من منطلق إنساني ولأن هؤلاء أصبغوا على اليهود لعنة ارتكاب جرائم الإبادة في أربع جهات الكوكب...

لكن يهودا آخرين سوف يبولون على قبور هؤلاء لأن الحركة الصهيونية سوف تلعنهم لأنهم كانوا من الغباء بحيث لم يقوموا بدفع ثمن زهيد هو بضعة آلاف من الأسرى يمكن دوما إعادة اعتقالهم؛ وتسببوا بدل ذلك بهزيمة سياسية كبرى للصهيونية سوف تنتهي بإزالة هذا الكيان الاستعماري الاستيطاني من الوجود...

تماما كما سوف يذكر الفلسطينيون واللبنانيون أن حكيما عظيما خرج من اللد وأسس إحدى أوائل حركات التحرر القومي العربي( حركة القوميين العرب) في العصر الحديث؛ كما أسس إحدى أوائل فصائل المقاومة الفلسطينية ( الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، هو الدكتور جورج حبش؛

بينما استقر (حكيم!) حمار، وغبي، وحاقد في معراب هو سمير جعجع... كانت كل همومه تنحصر في العمالة لمن يموت تشبها بهم وهم في سرهم يضحكون عليه وعلى أمثاله...

الكل يتحدث عن الحرب الشاملة؛ الحرب الكبرى...

تختلف التحليلات باختلاف النتائج المرجوة...

مروان حمادة يتجاوز ما يحصل الآن؛ ويتحدث عن حرب خلال أيام أو ساعات على أمل انتصار الغرب ليعود هو وفارس سعيد وشارل جبور وبقية حثالة النظام الرسمي العربي للتحكم بهذه الأمة، وهذا البلد...

هذه الحثالة خسرت سلفا، محليا، عربيا وعالميا...

الدكتورة ليلى نقولا خائفة من آلة الحرب الغربية وتطلب من إيران وحزب الله ومحور المقاومة العقلانية بانتظار ظروف أفضل...

الدكتورة نقولا تنظر إلى التحول الجذري الذي طرأ على الرأي العام العالمي وتؤمن بأن الفسحة بين قوة المحور وقوة الغرب الشرير تضيق كل يوم أكثر...

قد تملك الدكتورة نقولا جزءا من الحقيقة...

لكنها هي نفسها تجيب على خوفها عندما تستشهد بما قاله الحكيم الصيني صن تسو...

الحرب فُرضت علينا...

الحرب لن تنتهي غدا.. ولا بعد غد...

انها الحرب الشعبية طويلة الأمد...

الانتصار في هذه الحرب يقوم على إطالتها إلى المدى المطلوب لسقوط امبراطوريات الشر...

إيران تعرف...

كما حزب الله، كما الحوثيون والعراقيون وشرفاء الأمة...

الكل يعرف ان الانتصار يعتمد بشكل اساسي على الصمود ثم الصمود ثم الصمود إلى ما شاء الله...

البديل هو نظام عربي اكثر سوءا حتى من النظام الرسمي العربي القائم الآن...

هل رأيتم كيف يرقص أولاد الكلب من الأعراب في مهرجانات الترفيه او في أعياد بني صهيون في بلدان التطبيع الرخيص؟

يرقصون كما ترقص الماعز والبعير...

هل سمعتم ملوك ورؤساء التطبيع يتكلمون لغة الضاد بلكنة العجم و"طعجة" الفكر الموبوء؟

نعم نحن نتعرض لحرب إرهابية دولية تقودها دول الاستعمار الغربي...

يُعيب علينا البعض قولنا أن دم الأطفال في فلسطين هو من يعبد طريق حرية الأمة...

على الأقل هذا ما عابه جان عزيز على يحي السنوار...

نعم محورنا هو محور انتصار الدم على السيف...

دماء شهداء فلسطين ولبنان واليمن وسوريا والعراق وفي مقدمة هؤلاء دماء الإيرانيين الذين يلف وليد عبود ويدور لإلحاق الإثم بهم دون جدوى...

دماء كل هؤلاء جميعا أقوى من آلة البطش الأميركية...

ليست الدكتورة نقولا وحدها من يخاف على مستقبل هذه الامة من قوة الفتك الغربية معززة بأحدث انواع التكنولوجيا التدميرية...

لقد سبقها الكثير من الوطنيين...

حتى من داخل المحور كما فعل الإعلامي عمرو ناصيف الذي ترك القرار للسيد لنعبر الموج معا حربا أو انتظارا! ...

صحيح ان قوة المحور دفاعية بشكل أساسي، وإن حصل بعض التطوير في القوة الهجومية لزوم التكتيك والاستراتيحيا في تحديد مكمن قوة الأعداء...

لهذا تم اعتماد الصواريخ...

لهذا تم تطوير المسيرات...

لهذا تم تدريب قوات خاصة مثل الرضوان والعباس...

نحن نتعلم أيضا...

اليوم نعرف ان طوفان الأقصى كان يجب أن لا يقتصر على الف مقاتل، وانه كان يجب نقل آلاف المقاتلين إلى قلب المدن والبلدات التي يتحدرون منها مثل عسقلان وبئرالسبع وحتى ام الرشراش... وغيرها...

كان يجب البقاء والقتال من الداخل وليقم العدو بتطبيق عقيدة هنيبعل ويقوم هو نفسه بتدمير تلك المدن وتلك البلدات...

كما أن لدينا قوة (سرية) كامنة اسمها عبقرية الرد على الإرهاب الدولي بالعمل الثوري...

بيدنا مفاتيح الانترنت العالمي،

كما بيدنا حرية الملاحة عبر المضائق والممرات البحرية...

لقد وضَعَنا الدعي ابن الدعي بين السلة والذلة...

هل يريد هؤلاء منا أن نعطي إعطاء الذليل؟

هل هذا ما فعله السيد المسيح؟

هل هذا ما فعله الحسين بن علي؟

نحن اليوم في وضع ربما يحسدنا عليه أصحاب الحسين في كربلاء...

يومها، ومع كل الأهوال صرخ سيدهم، سيد شباب اهل الجنة قائلا:

"هيهات منا الذلة".

اليوم نحن قادرون في حرب طويلة الأمد سوف يسقط فيها ربما مئات آلاف الضحايا؛ ربما الملايين...

سوف يرتقي عشرات الآلاف من الشهداء؛

لكننا قادرون عل إيقاف الحياة العادية عن كامل الكوكب...

حتى اليوم لم يلجأ اليمنيون إلى السلاح الأكثر فتكا ضد كل تلك الأساطيل...

حتى الآن لم نرى القوة الحقيقية لحزب الله في اقتحام المستوطنات...

ماذا لو تم نشر ملايين الألغام البحرية الذكية في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي؟

ماذا لو بدأت العمليات الاستشهادية برا وبحرا وجوا في المتوسط؟

سوف نألم...

لكنهم هم أيضا سوف يألمون اكثر مما نألم...

أما نحن

فإننا نرجو من الله ما لا يرجون...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري