كتب د. عصام شعيتو,,
رسالة مفتوحة إلى كامِلا هارِس:
ماذا ينفعُ الأمريكيين أن تكوني محامية، وأنتِ لستِ عادلة، ولا تدافعين عنِ الحق، أمّا ما تُسمينهُ "حق إسرائيل في الدّفاع عن نفسها"
فكيف تُسمّينه حقاً، وهم احتلوا فلسطين وطردوا الفلسطينيين من بيوتهم، وإذ جاء من نجا مِمَّنْ هربَ منهم،خوفاً من عصابات هاغناه،
شتيرن، وإكسل اليهودية الصهيونية جاؤوا يُطالبون بأملاكهم، قامت إسرائيل بقتلِ من لم تقتلْهُ، يوم احتلّت أرضهُ وهرب من بيته، فاحتلّه الإسرائيليون.
سيّدة هارس: هل أنتِ حقاً مُحاميةٌ صِدقاً، أم أنتِ طالبةُ رئاسة؟
فكِّري قبلَ الإجابة، فعلى إجابِتِكِ يتوقّفُ مصيرُ أمريكا الّتي تدّعين حُبَّها.
عزيزتي كامِلا:
كيف يكون قتلُ الإسرائيليين لأصحاب الحق الفلسطينيين، دفاعاً عن أنفُسِهم ، وهم مُحتلّون وسارقون،وكذّابون، وهم، فوق كلِّ هذا، وكما تسمعينَ وتَرَيْن،مُجرمون، لا يرعون للمخلوقاتِ كُلِّها إلّاولاذِمّةً، ما لم تَكُن هذه المخلوقاتُ في خدمتهم، إذ هم يعتقدون أنّها ما خُلِقتْ إلّا لِخدمتهم.
سيّدة هارس:
كاتبُ هذه الرّسالة أمريكي من أصل لبناني، عاش في أمريكا، وعمل فيها، أحبّ الأمريكيين،لكنّهُ كرهَ إدارتهم، لأنّها غير عادلة، تعرِفُ الحقَّ وتقفُ ضِدّه، وتعرِفُ الباطِلَ وتدعمُه، فكيف يُحِبُّها الشعب الأمريكي؟!!
سيِّدة هارس:
إذا كنتِ، وإذا أصبحتِ رئيسةً لأمريكا،
وأنتِ تُحِبِّينَها، فلا تفعلي ماتفعلُه الإدارةُ الأمريكيّةُ الصهيونية، الّتي تسعى إلى تخريبِ العالمِ وإفساده، ومنهُ أمريكا، لأنّ الصهاينةَ يطمعونَ، ويُخطّطون لحُم هذا العالم، ليتّخِذوا غير َاليهودِ الصهاينةِ خدَماً لهم، إذا كًنتِ لا تعرفينَ هذه الحقيقة، ولا تُصدِّقين، فما عليكِ إلّا قراءة كتاب" بنود حكماء بني صهيون"،
الَّذي يُخفونهُ،حتّى لا يُفتضحَ أمرُهم.
سيّدة هارِس:
إنّ المعروفَ المشهورَ عن اليهود الصهاينةِ خاصّة أنّهم يُشكِّلون مُشكلةً للمُجتمعات التي يعيشون فيها، إذ يشكِّلون داخلَ البُلدان الّتي تؤويهم غيتواتٍ خاصَّةً بهم، لكنّ المُجتمعَ الذي يعيشون فيه، لا يسلَمُ من شُرورِهم، وما أكثرها، وأترُكُ لكِ البحثَ عنها ولو في عُجالة.
فإذا كُنتِ من المؤيّدين لِمَن يرون إقامةَ دولةٍ لهم، ونحنُ نؤيّدُ ذلك، ولكن ليس في فلسطين، لأنّ فلسطين لها أصحابُها وساكنوها ومُديروها، لكن ابحثوا لهم عن مكانٍ يُقيمون فيه هذه الدّولة، وليتركوا فلسطينَ لأصحابها، وافرضوا عليهم تعويضاً عن فترةِ احتِلالِهم للشّعبِ الفلسطيني الذي لم يكتفوا باحتِلالِ أرضه وقتلِ أبنائه،بل وأذاقوهُ صنوف العذاب.
سيّدة هارس:
بهذا تكونُ أمريكا جديرةً بِحُكمِ العالَمِ ورِعايته، والرّاعي مسؤولٌ عنِ الرّعية، وغير ذلك، فسيخسرُ الأمريكيون، ويخسرُ العالم، والسّلامُ على مَنِ اتّبعَ الهُدى(صوتَ العقلِ والضّمير وصوت المشاعر الإنسانية).