دعا محلل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس العبرية، عاموس هارئيل الجيش "الإسرائيلي" إلى الخروج عن صمته وإبلاغ "الإسرائيليين" برأيه الصريح في صفقة تبادل للأسرى. وقال هارئيل، إن "الحديث يدور منذ زمن طويل عن صفقة أسرى تشمل وقف إطلاق النار، لكنه يدور أيضًا عن احتمال حرب طويلة الأمد تتوسع إلى نزاع إقليمي أكبر". وأشار إلى أن نتنياهو رفض إبداء أي مرونة في المفاوضات عندما كرر اعتزام "إسرائيل" الاحتفاظ بمحوري فيلادلفيا ونتساريم بعد 4 أيام فقط من اختتام مفاوضات في الدوحة. واستغرب المحلل "الإسرائيلي" عدم إقدام الجيش والكابينت الأمني على اتخاذ قرار بخصوص جبهة الشمال رغم ازدياد التوتر هناك، واحتمالات شن حزب الله وإيران ردًا قد يؤدي إلى اشتعال فتيل نزاع إقليمي أوسع. وقال إن "أسماك القرش تشتم رائحة الدم في الماء ولم يشف غليلها كل الخراب الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بغزة". وأوضح هارئيل أن عائلات الأسرى ترى منعطفًا خطيرًا بعد استعادة جثث 6 محتجزين، فنتنياهو عاجز عن هزيمة حماس لكنه عرف كيف يستفيد من ملف الأسرى داخليا بإثارة حالة التباس حول هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول وإلقاء اللوم في ما حدث على المنظومة الأمنية، وتحويل قضية الأسرى إلى ملف سياسي مثير للانقسام، وإقناع أنصاره بأن فقدان السيطرة على محوري فيلادلفيا ونتساريم يؤثر على وجود "إسرائيل" ذاتها، حتى لو كان ثمن هذا التصلب مزيدا من الأسرى القتلى. وذكّر كيف كان أقارب الأسرى الستة الذين عادوا قتلى يسمعون أصوات الطلقات في القطاع المجاور وهم يدفنون الجثث في غلاف غزة، وكان ذلك تذكيرا بالمسافة القصيرة بين بيوت القتلى وبين الأنفاق التي احتجزوا فيها، ورغم ذلك لم تجد "إسرائيل" حيلة لإنقاذهم. وأضاف هارئيل أن قيادة الأركان في وضع صعب بسبب شعور الإخفاق إثر فشل الجيش في التصدي لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وبسبب قناعة تحدوها بأن إسرائيل تواجه فشلا إستراتيجيا يتعمق على جبهات عديدة. ولفت إلى أن القيادة العليا في الجيش في خلاف عميق مع نتنياهو، وقيادة الأركان -مثلها في ذلك مثل قادة المنظومة الأمنية- مقتنعة أن الحل سيكون -ولو مؤقتا- صفقة أسرى فورية، وإلا سيقتل المزيد من الأسرى. ويرى المحلل العسكري أن هذا الحل المؤقت سيسمح للجيش بالتعافي جنوبا، ويتيح له أيضا إيجاد حل دبلوماسي مرحلي في الشمال يحول دون حرب شاملة تدفع فيها "إسرائيل" أثمانًا غير مسبوقة. وقد أبلغ قادة المنظومة الأمنية نتنياهو وجهة نظرهم هذه في الجلسات المغلقة، لكن نتنياهو يرفض حتى الإقرار صراحة بمسؤوليته عن إخفاق 7 أكتوبر/تشرين الأول كما فعل قائد الاستخبارات العسكرية اهارون هاليفي في خطاب استقالته. واستدلّ بما جاء على لسان ضابط في غزة أقرّ بأن الأنفاق فاجأت الجيش بتشعبها الشديد في كل غزة، لكن نتنياهو يريد التمسك بممر نتساريم بزعم منع تنقل مقاتلي حماس إلى شمال غزة، مشيرًا إلى أن هذه السيطرة لن تمنع تسللهم إلى المناطق الشمالية تحت الأرض. ودعا هارئيل قادة المنظومة الأمنية إلى الخروج عن صمتهم ومخاطبة "الإسرائيليين" صراحة وعلنًا بالإفصاح عن رأيهم المهني في صفقة الأسرى.