الأسباب العلمية التي تجعل كل شيء في الفضاء في حركة مستمرة
منوعات
الأسباب العلمية التي تجعل كل شيء في الفضاء في حركة مستمرة
31 آب 2024 , 21:08 م

منذ لحظة الانفجار العظيم، استمر كل شيء في الكون في الحركة، ولكن، لماذا تستمر الأجسام في الفضاء في التحرك بلا توقف؟

لا شيء في كوننا يبقى ثابتا: فالأرض تدور حول الشمس، والشمس تدور حول المجرة، وحتى المجرات نفسها في حركة دائمة، فما سبب حركة كل شيء في الفضاء؟

لماذا تستمر الأجسام في الفضاء بالتحرك ؟

تتعلق الأسباب بكيفية تكوين الكون والأجسام الموجودة فيه، كما أوضح إدوارد غوميز، عالم الفيزياء الفلكية ومدير التعليم في مرصد لاس كومبريس، حيث يعتقد العلماء أن الكون بدأ بالانفجار العظيم، وهو تمدد سريع للغاية من نقطة كثيفة لا نهائية أدت إلى تكوين كل ما نراه اليوم.

قال غوميز: "منذ بداية الكون، بدأ في التمدد نحو الخارج لأن قوة الانفجار العظيم دفعت كل شيء للتباعد."

وأضاف: "كان كل شيء يتحرك منذ البداية، ولذلك فإن الحركة جزء لا يتجزأ من طبيعة الكون."

إذن، أحد الأسباب التي تجعل كل شيء في الفضاء في حركة هو أن الكون في حالة توسع، لكن هذا التوسع يؤثر فقط على المقاييس الكبيرة جداً، وأوضح غوميز قائلاً: "نرى هذا التأثير فقط على الأجسام البعيدة جداً لأن المسافة بين الأجسام هي التي تتسع، وليس بالضرورة أن الأجسام نفسها تتحرك عبر الفضاء."

أسباب دوران الأجسام في الفضاء

على المقاييس الأصغر، يعد الدوران هو الحركة السائدة للأجسام في الفضاء، وقال كريستيان: "الدوران هو سمة أساسية في الكون، فلا يوجد شيء لا يدور".

يرجع ذلك إلى الزخم الزاوي: فعندما يقترب جسمان في الفضاء من بعضهما، تسحب جاذبيتهما المتبادلة كل منهما نحو الآخر، وإذا لم يتصادما أو ينفصلا في اتجاهات مختلفة، فإنهما يميلان إلى الدوران حول بعضهما، وهذه الظاهرة تؤثر على كل شيء، من أصغر حبيبات المعادن إلى أكبر المجرات.

قال غوميز: "تشكل النظام الشمسي بشكل يشبه إعداد البيتزا… إذا كنت تعد بيتزا إيطالية، ترفع العجينة، وأثناء دورانها، تتسطح إلى شكل قرص"، وأضاف: "وهذا هو أساس كيفية تكوين نظامنا الشمسي وتأثير الزخم الزاوي يجعل الأشياء تتمدد إلى شكل قرص."

لماذا تدور الكواكب في النظام الشمسي حول الشمس؟

لذلك، تدور الكواكب في النظام الشمسي حول الشمس لأن النظام الشمسي بدأ ككتلة دوارة من الغاز والغبار التي تكتلت في النهاية إلى نجم وكواكب، وعلى طول الطريق، ضمن الزخم الزاوي استمرار دورانها.

ومع ذلك، فإن تأثير الدوران في المجرة يحدث بشكل مختلف عما قد تتوقعه من المواد التي نراها فقط.

قال غوميز: "تدور المجرات كما لو كانت قاعدة بيتزا صلبة، بدلاً من أن تكون مكونة من نجوم فردية، كان من المتوقع أن تدور النجوم البعيدة ببطء مقارنة بالنجوم الموجودة في المركز، ولكنك لا ترى ذلك… وهذه واحدة من أولى العلامات على أن الكون يحتوي على شيء غير مرئي نسميه المادة المظلمة".