ماذا حققت حماس غير تهجير الشعب وتدمير...!
مقالات
ماذا حققت حماس غير تهجير الشعب وتدمير...!
حليم خاتون
1 أيلول 2024 , 18:57 م

كتب الأستاذ حليم خاتون:

هذا سؤال وتساؤل وصلني من صديق بعثي قديم ربما أثر به ما فعله الاميركيون بصدام...

كان بالإمكان الإجابة بتساؤل مضاد حول مسؤولية صدام حسين عما حل بالعراق والمنطقة بسبب حربه على إيران أولا، وغزو الكويت ثانيا، وهناك طبعا ثالثا ورابعا وأكثر...

بغض النظر عن هفوات صدام حسين التي لا تعد ولا تحصى، جاء الجواب يومها على لسان وزير الدفاع الفرنسي شوفينمان بتصريح يتهم دول الاستعمار بالعمل على عدم السماح لهذه المنطقة بأي نهوض وأي تقدم؛

استشهد شوفينمان بتدخل دول الاستعمار على مدى التاريخ لمنع حركة التطور التاريخي من الوصول إلى هذه المنطقة...

ذكر الوزير الفرنسي محمد علي باشا وأحمد عرابي، مرورا بجمال عبد الناصر في مصر وصولا إلى يومنا هذا...

ربما يجب إعادة تنشيط ذاكرة صاحبنا البعثي بأسباب نشوء فكر البعث من الأساس، وقضايا القومية العربية التي لا يتذكرها بعض العرب الا حين التحدث عن إيران...

لماذا علينا دائما تنشيط الذاكرة العربية؟

مرة بالحديث عن مؤتمر كامبل لدول الاستعمار في أوائل القرن العشرين؛ ومرة أخرى برسائل مكماهون ولورنس العرب وسذاجة الشريف حسين في الجزيرة العربية؛ ومرات أخرى وأخرى، وكل شيء يثبت ان النكبة لم تكن صدفة بل نتيجة تخطيط يريد البعض تسخيفه عبر التهكم على نظرية المؤامرة...

هناك عدة فئات في المجتمع العربي تردد هذا الاتهام للفلسطينيين عموما ولحركات المقاومة المسلحة خصوصا...

اتهام حماس وصل حتى إلى داخل المجتمع الفلسطيني الذي تحمل لواءه سلطة محمود (أبو كرش) صاحب نظرية المقاومة السلمية التي لم نعرف متى سوف يلجأ اليها مع كل ما يجري من عمليات إبادة ثبت بكل الظواهر الطبيعية وغير الطبيعية أن الاستعمار الغربي والامبريالية الأميركية يقومون مباشرة وغير مباشرة بتنفيذها على أرض فلسطين وان اختلفت المعايير والقياسات بين ما حدث في غزة، وما يحدث اليوم في الضفة وما سوف يحدث غدا في اراضي ال ٤٨...

يكفي للدلالة على مدى انحطاط بعض أجزاء المجتمع العربي او الفلسطيني أنه بعد طوفان الأقصى حتى وليد جنبلاط لم يستطع تحمل "أبو كرش"، فاتصل بالمسؤول الروسي بغدانوف وطلب منه ابقاء محمود عباس في موسكو لانه بات خارج التاريخ وخارج المرحلة بعد مواقفه المشابهة لما ذكره صاحبنا البعثي...

كما اسلفنا، هناك عدة فئات تتناول المسألة من منطلق اتهام حماس بالمسؤولية عما حدث إلى درجة دفع الناس إلى وهم أن كل شيء كان عال العال لو لم تقم حماس بطوفان الأقصى...

هناك الامبريالية...

هناك الرجعية العربية العميلة لهذه الامبريالية...

هنالك الخونة من كل الأصناف والأجناس...

هناك الاغبياء، ونسبة هؤلاء عالية جدا في العالم عامة، وعند العرب خصوصا...

هناك البسطاء والسذج...

هنالك غيرهم وغيرهم حتى وصل الأمر إلى داخل محور المقاومة الذي ينبري بعضهم إلى لوم نزعة المغامرة عند يحي السنوار ورفاقه تارة، والحديث عن خطة كانت تجهز لقيام حرب شاملة لتحرير فلسطين سنة ٢٠٢٥ وكأن الحال كان سوف يكون غير ما هو اليوم...

أميركا سوف تكون هي نفسها...

بريطانيا وفرنسا والمانيا سوف تكون هي نفسها...

عرب التطبيع سوف يكونون أكثر تطبيعا وأكثر انبطاحا وأكثر عددا واكبر تأثيرا...

كل شيء يشي بأن التهديدات التي وجهت إلى إيران والى محور المقاومة منذ اللحظة التالية للسابع من أكتوبر كانت سوف تكون هي نفسها...

وان الذي سوف يجري سوف يكون مزيدا من المجازر ومزيدا من الابادة ومزيدا من الصمت العربي والدولي...

منذ أكثر من ثمانية عقود ونفس هذه الفئات تتفلسف على الشعب الفلسطيني؛ لم نرهم يوما واحدا يتخذون موقفا شجاعا ويقفون خلفه كما الرجال وهم ليسوا الا أشباه رجال...

هل وضع هؤلاء انفسهم يوما في نفس وضعية الشعب الفلسطيني؟

في علم الرياضيات هناك نظرية الانطلاق من صحة فرضية ما، ثم التسلسل من النهاية إلى البداية للوصول إلى نقض هذه الفرضية...

لنفترض أن حماس لم تقم بهذه العملية...

ماذا سوف كان يتغير؟

عندما سأل الصحفي جدعون ليفي إيهودا باراك،

ماذا كنت سوف تفعل لو كانت الاقدار خلقتك فلسطينيا؟

أجاب باراك بلا تردد،

"كنت سوف احمل السلاح وأقاوم"...

في مناظرة حامية بين الإعلامي الأميركي من أصل باكستاني مهدي حسن والمؤرخ الصهيوني بني موريس الذي هدد الولايات المتحدة الأميركية في السابق بأن إسرائيل سوف تقصف إيران بسلاح غير تقليدي اذا لم تشارك أميركا الكيان في الهجوم على طهران لأن لا سبيل آخر أمام إسرائيل؛ في هذه المناظرة تم توجيه نفس السؤال إلى بني موريس حول موقفه لو كان ولد فلسطينيا...

كانت نفس الإجابة التي أعطاها باراك...

" كنت سوف احمل السلاح وأقاتل"...

كل واحد يستطيع التنظير كما يشاء.

لكن نفس هذا الواحد يجلس على كنبة أو في مكتب ولا يفعل شيئا في عالم يقوم على الإرهاب والوحشية وعدم احترام القانون الدولي...

ما فعلته أميركا وإسرائيل والغرب وحلفاؤهم من اعراب الذل وقلة الشرف لا يقاس بكل ما فعلته داعش والنصرة وغيرها من منظمات الإرهاب...

نحن نعيش إرهاب الدول الكبرى بحق الشعوب المستضعفة...

نحن نعيش في عالم لم يقف بشكل فعلي وفعال مع المظلوم فيه اي قوة نظامية...

حتى محور الإسناد لم يصل بعد إلى نقطة اللاعودة وهو قادر ليس فقط على تخريب ديكور هذا العالم؛ بل على تخريب هذا النظام العالمي كله عبر هدم الهيكل على رؤوس الجميع...

في لحظة ما، في مواجهة قلة الأخلاق وقلة الإنسانية والإبادة، فليذهب كل النظام العالمي إلى الجحيم...

لهذا رجاء وقف "الهتر"...

على كل...

الميدان سوف يصل إلى نفس تلك النتيجة ولكن مع كم أكبر من الضحايا التي تسقط كل يوم نتيجة ظلم هذا النظام الدولي الذي يجب نسفه من الأساس...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري