في تطور خطير يكشف عن مدى التغلغل الصيني في الداخل الأمريكي، اعتقلت السلطات الفيدرالية الأميركية، يوم الثلاثاء، مساعدة سابقة لحاكم ولاية نيويورك، كاثي هوشول، بتهمة العمل كعميلة تأثير للحزب الشيوعي الصيني. وكشفت لائحة الاتهام الفيدرالية التي تم الإفراج عنها عن عملية تأثير واسعة النطاق تستهدف حكومة الولاية.
ليندا صن، البالغة من العمر 41 عاما، وزوجها كريس هو، البالغ من العمر 40 عاما، تم اعتقالهما في منزلهما الفخم الذي تبلغ قيمته 3.6 مليون دولار في لونغ آيلاند. ووجهت إليهما تهم متعددة من بينها العمل كعملاء غير مسجلين للحكومة الصينية والحزب الشيوعي الصيني، وغسل الأموال، وفقاً لما ورد في لائحة الاتهام التي جاءت في 64 صفحة. تشير الاتهامات إلى أن الزوجين حصلا على "ملايين الدولارات" من خلال شركات مرتبطة بالحكومة الصينية
تغلغل صيني في قلب الإدارة الأمريكية
وجاء في لائحة الاتهام أن صن وزوجها استخدما الأموال التي حصلا عليها من الحكومة الصينية لشراء عقارات فاخرة من بينها منزل في مانهست بنيويورك وشقة بقيمة 1.9 مليون دولار في هونولولو، بالإضافة إلى سيارة فيراري موديل 2024. وقد صرّح المدعي العام الأمريكي بريون بيس في بيان قائلاً: "بينما كانت المتهمة تُظهر ولاءها للناس كموظفة في إدارة ولاية نيويورك، كانت في الحقيقة تعمل على تعزيز مصالح الحكومة الصينية والحزب الشيوعي الصيني".
إذا تم إثبات هذه الاتهامات في المحكمة، فإن هذه القضية ستُعد واحدة من أنجح عمليات التأثير للحكومة الصينية التي تستهدف حكومة ولاية أمريكية.
التلاعب بسياسات نيويورك لخدمة الصين
ووفقا للائحة الاتهام، قامت صن، بناءً على طلب من المسؤولين الصينيين، بمنع ممثلي الحكومة التايوانية من الوصول إلى مكتب الحاكم، كما عملت على تغيير مواقف كلاً من الحاكمين السابقين، أندرو كومو وكاثي هوشول، في الرسائل الرسمية لدعم المواقف الصينية. كما حصلت على تصريحات رسمية من مكتب الحاكم لصالح الحكومة الصينية دون الحصول على إذن مسبق.
وأكدت لائحة الاتهام أن العمليات التأثيرية استهدفت تغيير تصريحات المسؤولين الحكوميين في نيويورك "لتتوافق مع الأولويات السياسية للحكومة الصينية". وكشفت الوثائق أن صن تواصلت مع مسؤول في القنصلية الصينية في يونيو 2016 لتكشف له كيفية منعها لحضور هوشول لحدث حكومي تايواني، وحضورها بدلاً من ذلك حفل استقبال في السفارة الصينية.
أنشطة مشبوهة ومخططات سرية
تضمن النشاط التأثيري أيضا محاولات لترتيب زيارة لهوشول إلى الصين وتنظيم لقاءات بين المسؤولين الصينيين الزائرين ومسؤولي الولاية، حسبما ورد في لائحة الاتهام. وصن، المعروفة أيضًا باسم وين صن، هي أمريكية متجنسة ولدت في الصين وعملت في حكومة ولاية نيويورك من 2012 إلى 2023.
ووفقاً للائحة الاتهام، واصلت صن حضور فعاليات المجتمع الآسيوي وزعمت كذباً أنها لا تزال تعمل كمسؤولة في وزارة العمل بعد تركها للمنصب في مارس 2023، حتى تلقت رسالة وقف وكف من الوزارة في أغسطس 2023.
ردود فعل غاضبة وتحقيقات متوقعة
أثارت هذه الأخبار ردود فعل غاضبة من الجمهوريين في نيويورك الذين دعوا إلى إجراء تحقيقات في إدارة هوشول وتهديدات الأمن القومي العامة. وقالت النائبة إليز ستيفانيك: "من السماح بمحطات الشرطة الصينية، إلى الحفاظ على شراكة مدينة نيويورك مع بكين، هذا مثال آخر على تسهيل الديمقراطيين في نيويورك لحملة التأثير التي يقودها الحزب الشيوعي الصيني".
دعا حزب المحافظين في ولاية نيويورك إلى "تحقيق فوري وشامل من قبل السلطات الفيدرالية والولائية لتحديد مدى الضرر الذي ألحقته شبكة التجسس هذه".
تكشف هذه القضية عن مستوى غير مسبوق من التسلل الصيني إلى الحكومات الأمريكية، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول الاستراتيجيات الدفاعية والأمنية التي يجب اتخاذها لمواجهة مثل هذه التهديدات. التحقيقات الجارية والمتوقعة ستكشف عن المزيد من التفاصيل حول هذا الاختراق الخطير والتأثير الصيني المتزايد على السياسة الأمريكية.