الرد الإيراني متى وكيف يأتي؛ إذا أتى، وكيف
مقالات
الرد الإيراني متى وكيف يأتي؛ إذا أتى، وكيف
حليم خاتون
4 أيلول 2024 , 15:01 م

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

إيران واحدة لا إيرانان...

هذا هو المطلوب...

لكن الواقع هو غير ذلك...

في محور المقاومة، هناك من سوف يستنكر هكذا رؤية...

ولكن هناك من يعرف هذه الحقيقة...

في محور الشر الغربي يعرفون جيدا هذه المسألة وعلى أساسها جاءت الأساطيل...

في إيران، هناك إيران الثورة التي أصرت على الرد على اغتيال الشهيد قاسم سليماني؛ ولكن، هناك أيضا إيران الدولة التي وضعت سقفا لهذا الرد...

رد لم يتجاوز دزينتين من الصواريخ بعدما تم تسريب القرار إلى رئيس وزراء العراق يومها عادل عبد المهدي ليقوم بدوره بإخبار الأميركيين عن موعد هذا الرد وسقفه...

في إيران صراع بين هاتين القوتين...

ذهب روحاني، وجاء رئيسي...

اغتيل رئيسي، ليعود طاقم روحاني...

ليس هناك اتهام للتيار "الإصلاحي"؛

بل هناك شبه يقين أن هذا التيار يظن أن لإيران حظوظ في موقع تحت الشمس الأميركية...

لهؤلاء نقول:

قبلكم كان محمد أنور السادات؛ كان معمر القذافي؛ كان ياسر عرفات...

حتى عرفات، لم تتحمله الامبريالية رغم السقوط الكبير في بيروت ٨٢، ثم في الجزائر قبل السقوط الأكبر في كامب ديفيد الفلسطينية...

نهاية عرفات تتجسد في محمود "أبو كرش"...

بل حتى محمود عباس لا يساوي البنطلون الذي يخفي عورات ظاهرة لكل من له عينان...

لماذا جاءت الاساطيل ولم تبدأ بالضرب فورا...

أولا، هناك رهان على إيران الدولة؛ إيران "العاقلة"!!...

العقلاء هم من يصدقون كذب الاميريالية...

وثانيا هناك شائعات...

شائعات كانت تحدثت عن اختفاء عدة رؤوس نووية مع سقوط الاتحاد السوفياتي...

شائعات ليست بلا اساس بالمطلق...

مع سقوط الاتحاد السوفياتي، هرع اغنياء العرب لاصطياد جميلات الجمهوريات التي لم تعد تستطيع إطعام شعوبها...

رأس ملوك وامراء ورؤساء العرب يتواجد دائما بين فخذي امرأة...

المفتش الأممي عن أسلحة الدمار الشامل سكوت ريتر يقول ما لا يعجب الأميركيين بخصوص الكيان ولكن أيضا بخصوص إيران...

سكوت ريتر يتحدث بشكل موارب ولكن دقيق عن نهاية غير سعيدة للكيان إذا ما هوجمت إيران...

تدمير إيران قد يحتاج إلى الكثير من الرؤوس النووية مع تدخل أميركي مباشر...

حتى هذا الأمر غير مضمون...

غزا الاميركيون العراق واحتلوه وأعدموا صدام؛ لكنهم خسروا حرب العراق...

غزو إيران سوف ينهي النظام العالمي بكل تأكيد...

عند غزو إيران سوف يستلم تيار إيران الثورة القيادة، وهذا خبر سيء للأميركيين...

تدمير الكيان لا يحتاج الى أكثر من رأس نووي واحد، وفي أقصى الحالات إلى ثلاثة رؤوس نووية...

ما يؤخر الأميركيين والكيان هو خوف من الغموض البناء حتى اليوم في ما تمتلكه إيران...

إذا كان الوضع كذلك، ما الخوف؟

الخوف بكل صراحة هو من إيران الدولة...

الخوف هو تحديدا من أوهام في رأس إيران الدولة...

عندما اغتال الأميركيون الشهيد سليماني، اغتالوا رأس إيران الثورة؛ ساد بعض الضياع لفترة غير قصيرة...

هل عادت الأمور إلى نصابها؟

لا احد يدري...

الكيان ماض في مشروع إزالة فلسطين من التاريخ...

تدمير غزة كان نزعا لأسنان الفلسطينيين...

الضفة تقاتل اليوم كما كاز يفعل الهنود الحمر مع المستوطنين من رعاة البقر البيض...

سكين في مقابل بندقية، وبضعة بنادق في مقابل جيوش مجهزة بالمدفعية والرشاشات...

حتى متى تستمر المجزرة؟

لا يحدثني احد عن النظام الرسمي العربي...

لا يحدثني احد عن شعوب خاضعة، خانعة مصيرها مناطق "بانتو" حول مركز أبيض في مستقبل السادة والعبيد...

ما سقط في جنوب أفريقيا، يحققه الغرب في فلسطين...

هل هناك أمل؟

سواء وجد هذا الأمل، أم لم يوجد...

هناك طريق واحد فقط...

القتال والقتال والقتال إلى أن ترتقي حرب الاستنزاف إلى مستوى أكبر لا يطال فقط الكيان بل يصل الى عمق النظام العالمي...

عندما يسود العالم إرهاب الدولة الامبريالية، يحق للضعفاء نسف الهيكل على رؤوس الجميع...

ليس لدى الفلسطيني ما يخسره اكثر مما يخسر اليوم...

وإذا خسر الفلسطيني لن تقوم لمحور المقاومة قيامة...

واذا خسر محور المقاومة، لن يكون مستبعدا أن تتحول إيران إلى جمهورية موز...

إيران الدولة تنظر الى روسيا وتأمل ببعض الدبس من ... نمس الحزب الديمقراطي...

ترامب لم يأت صدفة...

ترامب جاء ليفعل ما أرادت الدولة العميقة في أميركا فعله...

روسيا ايضا تنتظر ترامب...

ترامب لن يفعل الا ما تريده الدولة العميقة في أميركا...

في نظر هذه الدولة العميقة يجب أن لا تكون هناك فلسطين حتى لو تم اي شيء آخر...

لأن في فلسطين يكتب مستقبل اي نظام عالمي سوف يسود...

أقصى ما يمكن أن يحصل هو حرب كبرى سوف تنهي بالتأكيد كل النظام القائم...

من الخاسر...

بالتأكيد ليس نحن ولا فلسطين...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري