إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس من القدس المحتلة: بأن هنالك جريمة جديدة ارتكبت بحق ناشطة أمريكية متضامنة والتي قتلت بدم بارد وذنبها الوحيد أنها أتت إلى فلسطين لكي تكون مع الفلسطينيين في معاناتهم ولكي توصل رسالتهم إلى كل مكان في هذا العالم .
إن هذه الجريمة إنما تضاف إلى سلسلة الجرائم المرتكبة بحق أصدقاء شعبنا وبحق الفلسطينيين جميعاً الذين يعشقون الحياة وذنبهم أنهم فلسطينيون متعلقون بوطنهم ولذلك فإنهم يعاقبون من قبل هذه الآلة العسكرية التدميرية الهمجية سواء كان هذا في غزة أم في الضفة.
وأوضح سيادته: نقدر عالياً ما يقوم به المتضامنون الأجانب وليس فقط أولئك الذين أتوا إلى هذه الديار تضامناً مع شعبنا بل أصدقاء فلسطين في كل مكان في هذا العالم وهم يجولون في كافة الساحات والباحات رافعين شعار "الحرية لفلسطين" ومطالبين بأن تتوقف الحرب.
الفلسطينيون هم أوفياء لكل أصدقائهم المناصرين للقضية الفلسطينية وهم ينتمون لكل الأديان والمذاهب والخلفيات الثقافية وقد وحدتهم فلسطين ومعاناة شعبها المظلوم.
وكان سيادته قد قال: بأن اسرائيل تعمل على انهاء المشروع الوطني الفلسطيني ومن يتابع الخطاب العنصري التحريضي الذي يصدر عن المسؤولين الإسرائيليين وفي المقدمة منهم رئيس الحكومة لا بد له أن يصل إلى هذا الاستنتاج.
إن هدفهم هو تصفية القضية وشطبها بشكل كلي فهم لا يعترفون بفلسطين ولا يعترفون بحق الشعب الفلسطيني في أن يعيش حراً مستقلاً في وطنه.
وأكد سيادة المطران عطاالله حنا: وكل ما كنا نسمعه خلال الفترات المنصرمة عن مفاوضات واتفاقيات ودولتان لشعبان إنما كله كذب وافتراء هدفه التغطية على السياسة الحقيقية والموقف الحقيقي لإسرائيل وهو إنهاء القضية الفلسطينية و شطبها.
إن هذا الخطاب ليس حديث العهد فهذا هو الفكر الصهيوني المبني على إقصاء الفلسطينيين وابعادهم عن وطنهم والنيل من عدالة قضيتهم وصولاً إلى تصفية هذه القضية بشكل كلي.
ولكن هذه السياسة الاحتلالية فيها الكثير من الغباء ناهيك عن العنصرية والكراهية فلا يحق لأي جهة في هذا العالم أن تتجاهل وجود الشعب الفلسطيني والذي هو شعب موجود على الأرض ومنتشر في مخيمات اللجوء وفي سائر أرجاء العالم.
من يتجاهل وجود الشعب الفلسطيني إنما أعمت العنصرية والكراهية بصره وبصيرته وهو يشبه النعامة التي تدخل رأسها في الرمال فتظن أنها في مكان آخر .
صحيح أنهم دمروا غزة وقتلوا الكثيرين من أبنائها ومن أبناء فلسطين كلها ولكن كل هذا الدمار وكل هذه الدماء والآلام والأحزان ليس بمقدورها أن تلغي وجود شعبنا وحق هذا الشعب المشروع في أن يعيش بحرية وسلام في وطنه وفي أرضه المقدسة.
كان الله في عون شعبنا أمام هذا الإجرام المنظم وأمام هذا الصمت العالمي وحالة الوهن والضعف العربي على أمل أن يتغير واقعنا العربي وأن يكتشف الأشقاء العرب ما كان يجب أن يعرفونه من زمن بعيد وهو أن المتآمر على فلسطين هو متآمر عليهم وعدو فلسطين لا يمكن أن يكون صديقاً لهم.
كما ونتمنى ان تتسع رقعة أصدقاء الشعب الفلسطيني في سائر أرجاء العالم حتى نصل إلى مرحلة يكون فيه هؤلاء قادرون على التأثير على سياسات بلدانهم ولكن حتى تتحقق هذه الأمور نقول لشعبنا :" لايَحُك جلدك الا ظفرك ".
فكونوا ايها الفلسطينيين موحدين وعلى قدر كبير من الوعي والحكمة والرصانة لكي تكونوا أقوياء في مواجهة التحديات والمؤامرات الخبيثة التي تعصف بنا من كل حدب وصوب.