السر وراء ولاء أنصار ترامب.. سحر الشخصية أم تأثيرات أعمق
منوعات
السر وراء ولاء أنصار ترامب.. سحر الشخصية أم تأثيرات أعمق
8 أيلول 2024 , 12:48 م

من بين جميع الأسئلة التي تواجه الناخبين في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024، يبقى ولاء أنصار دونالد ترامب المتواصل واحدا من أكثرها إرباكا، رغم الفضائح الجنسية المتكررة والممارسات التجارية غير القانونية التي طالته، سلوك ترامب الذي من شأنه أن يقضي على مسيرة معظم المرشحين الأمريكيين، لم يؤثر كثيراً على دعمه بين مؤيديه المتحمسين.

تأثير الفضائح على المسؤولين الأمريكيين سابقا

على سبيل المثال، في الثمانينيات، أدت اتهامات بتورط الديمقراطي جاري هارت في علاقات خارج الزواج على متن قارب يُدعى "المصالح القذرة" إلى إنهاء طموحاته الرئاسية. وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، استقال حاكمان لولاية نيويورك، أندرو كومو وإليوت سبيتزر، وكلاهما من الحزب الديمقراطي، بسبب اتهامات بسوء السلوك الجنسي. كما انتهت مسيرة السيناتور الديمقراطي آل فرانكن بسبب اتهامات بالتجاوزات خلال جولة مع منظمة "يو إس أو".

ومع ذلك، لا تزال الإدانات المتعلقة بالاحتيال المالي واتهامات سوء السلوك الجنسي ضد ترامب غير قادرة على تقويض الحماس الذي يحيط بحملته وحركته "اجعل أمريكا عظيمة مجدداً".

سر الكاريزما لدى ترامب

يُفسر عالم الاجتماع الألماني في القرن العشرين ماكس فيبر هذا التأييد عبر مفهوم "الكاريزما". وفقاً لفيبر، يتمتع القادة الكاريزميون بقدرات خاصة تجعلهم يظهرون كوسطاء بين المجتمع وقوة عُليا، سواء كانت روحية أو اجتماعية. تُفهم "الكاريزما" بشكل خاطئ في العصر الحديث، حيث أصبحت تعني الجاذبية الشخصية فقط، بينما وفقًا لفيبر، تشير إلى القوة الروحية التي تمنح القائد سلطة غير تقليدية على أتباعه.

تجعل الكاريزما القائد يظهر كمُخلص ومصلح يتحدى النظام القائم، ويحث أتباعه على الولاء والانتماء القوي. وفي حالة ترامب، يتصور أنصاره بأنه الزعيم الذي يمكن أن ينقذهم من الفساد السياسي ويعيد النظام الصحيح.

الجانب الديني في الكاريزما

الأمر المثير للاهتمام هو أن هذه الكاريزما لها جذور دينية. يرى المؤرخون أن ترامب يستخدم نوعاً من الخطاب الديني لجذب أنصاره، حيث يتم تصويره في وسائل التواصل الاجتماعي أحيانا مع المسيح أو حتى كشهيد. وأكد ترامب نفسه أنه يعتقد أن التدخل الإلهي أنقذه من محاولة اغتيال، قائلاً: "أحب أن أعتقد أن الله يريدني أن أصحح مسار بلدنا."

إخفاقات القادة الكاريزميين

مع ذلك، يشير فيبر إلى أن القادة الكاريزميين يعتمدون بشكل كبير على النجاح المستمر للحفاظ على شرعيتهم. في حالة هتلر، على سبيل المثال، أدى فشله العسكري في دونكيرك وستالينغراد إلى بداية نهاية سلطته الكاريزمية. وبالمثل، قد يشهد ترامب تآكلاً في سحره مع الهزائم السياسية وفقدانه الانتخابات أمام هاريس.

في النهاية، قد يجد ترامب نفسه في مواجهة مصير جميع القادة الكاريزميين الفاشلين، حيث يصبح محروماً من الوصول إلى السلطة التي يطمح إليها.

الأكثر قراءة تفجير أجهزة
تفجير أجهزة" البيجر"،ضربة تحت الحزام ولكن..؟؟؟
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً