اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات لأكثر من 15,000 مشارك، وكشفت النتائج أن الذين تعرضوا لإصابات ارتجاج الدماغ خلال فترة دراستهم كانوا يتمتعون بنتائج معرفية أفضل مقارنة بأقرانهم الذين لم يتعرضوا لأي ارتجاج، ووفقاً لبيان صحفي من جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، أشارت الدراسة إلى أن ارتجاج الدماغ المرتبط بالرياضة قد يحمل فوائد غير متوقعة على المدى الطويل لصحة الدماغ.

فوائد محتملة وغير متوقعة لارتجاج الدماغ

استندت الدراسة إلى بيانات من دراسة "بروتكت" في المملكة المتحدة، والتي تتبع الصحة على المدى الطويل لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و 90 عاماً، حيث قام الباحثون من جامعات نيو ساوث ويلز وهارفارد وأكسفورد وإكستر في إنجلترا بدراسة تأثير الارتجاج ووجدوا أن هذه الإصابة قد توفر فوائد معرفية وقائية غير متوقعة.

قال مات لينون، الباحث في مجال العلوم المعرفية والمؤلف الرئيسي للدراسة: "تشير نتائجنا إلى أن هناك شيئاً في ممارسة الرياضة، حتى لو تعرض الشخص لارتجاج دماغ، قد يكون له تأثير إيجابي على النتائج المعرفية على المدى الطويل".

نتائج تحليلية لتأثير الارتجاج

من بين 15,214 مشاركاً في الدراسة، أفاد 39.5% منهم بأنهم تعرضوا لارتجاج في الدماغ مرة واحدة على الأقل، أي ما يعادل نحو 6,000 شخص، وقد قام الباحثون بتقسيم حالات الارتجاج إلى نوعين: ارتجاجات ناتجة عن إصابات رياضية وأخرى ناتجة عن حوادث غير رياضية مثل السقوط أو حوادث السيارات أو الاعتداءات.

وكشفت النتائج أن الذين تعرضوا لإصابات ارتجاج خلال ممارسة الرياضة أظهروا زيادة بنسبة 4.5% في الذاكرة العاملة مقارنة بالذين تعرضوا لإصابات ارتجاج من حوادث أخرى، كما أظهرت الدراسة زيادة بنسبة 7.9% في القدرة على التفكير المنطقي.

سبب الفوائد المعرفية لارتجاج الدماغ

لم يتمكن الباحثون من تحديد السبب الدقيق للفوائد الوقائية المحتملة المرتبطة بإصابات الارتجاج أثناء الرياضة، لكنهم أكدوا أن الفوائد ليست مرتبطة بتحصيل تعليمي أعلى، وأوضح لينون: "على الرغم من أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة قد يكون لديهم وصول أفضل للتعليم والموارد، إلا أننا أخذنا هذه العوامل في الحسبان أثناء التحليل، مما يشير إلى أن هناك عوامل أخرى تؤثر على هذه النتائج".