كل الأصوات من اجل المعركة
مقالات
كل الأصوات من اجل المعركة
حليم خاتون
11 أيلول 2024 , 22:40 م


كتب الأستاذ حليم خاتون:

قد يبدو للوهلة الأولى أن الكلام الكبير حول الفساد في لبنان يبعدنا عن الحرب الدائرة دفاعا عن فلسطين...

قد يصرخ بعض الفاسدين من المحسوبين على محور المقاومة بأن "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"...

هذا ما حصل في مصر أيام العز والشرف؛ يوم كان جمال عبد الناصر يقود معركة الأمة لتحرير فلسطين...

سكت الشعب المصري يومها لأن لا صوت يجب أن يعلو فوق صوت المعركة؛ طارت المعركة، وطارت مصر...

صمت الشعب يومها، وعض شرفاء مصر على الجراح...
ماذا كانت النتيجة؟
 
انقلاب أميركي بقيادة محمد أنور السادات بعد وفاة غامضة لعبد الناصر...

ساد الفساد في مصر تحت عناوين "أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"؛ فانتهينا بخسارة المعركة وخسارة مصر نفسها التي يتباهى صعاليك السياسة اليوم فيها بدور الوسيط بينما يخنق النظام اي صوت آخر حفاظا ليس فقط على العمالة والعملاء؛ بل على  مستوى من الفساد يفوق بآلاف المرات كل ما عرفته مصر في الحقبة الناصرية...

كل ما في الأمر، ان الفساد في مصر بات مقوننا؛ صار شعب مصر مجرد "ملطشة" لطبقة الواحد في المئة اياها التي تمثل القطط السمان في نظام الرأسمالية الليبيرالية...

لماذا هذه المقدمة؟
لأن نظاما رأسماليا متوحشا قام في لبنان بأهم خدمة يمكن تقديمها للعدو الصهيوني...

الوزير المحسوب على محور المقاومة وئام وهاب يحصر المافيا بخمسة زعماء، ويبارك لنفسه سد قرض ما، لا نعرف عنه الكثير، بدولار ال ١٥٠٠ بحجة أن هذا القرض لم يكن تجاريا...

كأن في لبنان فرق بين التجار وأهل السياسة وأهل الحكم...

في لبنان هناك طبقة من كل الطوائف والمذاهب لا يزيد تعدادها على خمسين ألف شخص اذا تم تبني معيار طبقة ال١%...

لا يريد وئام وهاب ولا الإعلام ولا اهل السياسة ولا حتى المناضلون من اليسار تسمية هؤلاء اللصوص...

في لبنان يجب أن تسري قرينة مغايرة تماما لقرينة البراءة حتى ثبوت العكس...

في لبنان كل مسؤول، مذنب حتى ثبوت العكس؛ 
كل رئيس جمهورية بما في ذلك رؤساء الجمهورية من أمين الجميل حتى ميشال عون؛ 
رئيس مجلس النواب نبيه بري بما انه الوحيد الذي رأس المجلس منذ اكثر من ثلاثة عقود واستطاع دفن الآخرين حتى حين كانوا على قيد الحياة؛ 
كل رؤساء الحكومات من السنيورة الزفت، إلى نجيب ميقاتي مرورا بالباقين؛ كل وزير؛ كل نائب؛ كل رئيس حزب بما في ذلك سمير جعجع ومحمد رعد...

كل مدير عام وزارة؛ 
كل أصحاب المصارف،ومدراء المصارف، وعلى رأس هؤلاء، كل حكام مصرف لبنان وكل نوابهم؛
والأهم من ذلك، كل رؤساء الهيئات الاقتصادية والمالية والنقابات...

باختصار لا يجب استثناء أحد...
كل واحد من هؤلاء جميعا مذنب حتى إثبات العكس؛ 
إثبات العكس أصعب من إدخال جمل في "خرم" إبرة وفقا لمقولة السيد المسيح...

لا نعيش زمن العصمة...
لم نعد نعيش زمن العصمة...

الكل مذنب مباشرة او غير مباشرة...
بالحد الأدنى: بذنب الصمت عن الفساد...

هناك من يقول أن الرئيس بري لم يكن على علم بأمر استدعاء سلامة...

تخريف بتخريف... 
الدليل أن القاضي علي ابراهيم شارك في الادعاء بعد سنين من العمى والطرش السياسي، وان الحاكم وسيم منصوري هو من قدم الادلة إلى القاضي جمال الحجار بعد طول حجب عن القاضية غادة عون والقاضية هيلينا إسكندر...

إذا، الرئيس بري والرئيس ميقاتي مشاركان في القرار...

هما قررا أن الأمور لم تعد تسير كما يجب...
منهم من يتحدث عن لبنان في اللون الرمادي وما يستتبع ذلك من مشاكل مع مصارف المراسلة؛ ومنهم من يتحدث عن تهديد دولي...

منهم من يتحدث عن شجاعة مفاجئة وغير معروفة عن أهل القضاء في لبنان...

ربما قرر الرئيسان بري وميقاتي أن رياض سلامة " ما بيعرف مصلحته"...

لكن، منذ اليوم التالي تسير الأمور باتجاه إضاعة الحقيقة...

يتم حصر الأمور في القشور...

في أقصى حد، قد يحكم عل  رياض سلامة بالسجن بضع سنوات تكفل خروجه بريئا من اية تهمة أخرى؛  خلال هذه السنين يقوم اهل النظام المذكورين أعلاه بترتيب الأمور...

من يعرف، 
قد لا يكون نتنياهو هو الوحيد الذي يريد استمرار الحرب...

طالما الحرب دائرة، سوف يكون الكلام عما حدث في البلد من المحرمات؛ على الأقل في الظاهر...

يستشهد شباب حزب الله، ولا يعرف الناس لماذا لم يضرب حزب الله على الطاولة ويبني معمل كهرباء واحد حين أمسك بوزارة الطاقة...
او لماذا احترم النظام ولم يقم باستيراد مواد الطاقة من إيران، وكسر شركات الاحتكار...

يستشهد شباب الحزب القومي ولا يعرف الناس لماذا شارك حزب انطون سعادة في حكومات النصب والنهب والسطو على المال العام؛ بل كيف قبلوا بسوليدير؟

يستشهد شباب حركة أمل ولا يعرف الناس دور حسن خليل في التغطية على انهيار الإقتصاد منذ ٢٠١٥، ولا يعرفون لماذا رفض الرئيس نبيه بري فرض الكابيتال كونترول على أهل النظام السياسي الاجتماعي الديني بينما تم فرضه على بقية الشعب اللبناني...

بلغت السذاجة باللبنانيين درجة ان غلطة الشاطر كانت بالف وصارت بمليون...

لن ينتحر رياض سلامة...

لن يقوم رياض سلامة بفضح اي كان من اهل النظام...

ليس رياض سلامة من الذين يمكن أن يهدموا الهيكل على رؤوس الجميع...

باختصار سوف يمشي رياض سلامة بما خطط له الرئيسان بري وميقاتي، ثم يخرج ليتنعم بما سطا عليه هو وأهل النظام في لبنان...

صراخ منير يونس، " انا مش طائفي، بس البلد هيك"...
لا يعني شيئا...

الحديث حول الشيعية السياسية والشيعية المالية، ليس اكثر من ترداد لتهديد ما من الأميركيين إلى الرئيس بري لصرفه في الحرب الدائرة في الجنوب؛ 
اللبيب من الإشارة يفهم... الرئيس بري فهم...
لكن ليت غيره يفهم في اي قعر يتم دفع مفهوم المقاومة...

كل المحسوبين على محور المقاومة من الذين شاركوا بإسقاط بنية الدولة في لبنان عندهم حل واحد:
أن يتجهوا جنوبا ويقاتلوا حتى الشهادة؛ هكذا ننسى مدى السوء الذي قاموا بارتكابه او على الأقل، بالسكوت عن هذا السوء...

لو يقومون باقتياد سمير جعجع وسامي الجميل معهم، نكون من الشاكرين...

لأن البلد يجب ان يتم تنظيفه من جميع اللصوص والفاسدين، ونسبة الفساد عند عملاء أميركا أكبر...

رغم شهادة وئام وهاب المخيبة للآمال... الكل مذنب، ومعهم جبران باسيل...

يحسب الإعلام، المتهم هو بدوره بقبض الرشاوى من رياض سلامة؛ يحسب القاضي حلاوي على حزب الله...

إذا كان الأمر كذلك، على الحزب أن يوجه التحقيق باتجاه فتح كل الملفات التي أسقطت البلد...

واذا لم يكن كذلك، ليخرج الحزب وينفي بالقطع تبعية القاضي حلاوي له، ويقود حملة لفتح التحقيق على أوسع مدى...

حصر الملف بقضية او اثنتين ممنوع...

تم نهب اكثر من مئة مليار دولار...

تم هدر اكثر من مئة وخمس وسبعين مليار دولار...

في الكيان، استطاعوا بناء "سيليكون فالي" ثاني بأقل من خمسين مليار دولار...

بينما تقوم طبقة الواحد في المئة في لبنان بصرف ما نهبت على الملذات والتفاهة...

لن يكون جمال الحجار فالكوني لبنان كما يتوهم البعض...

هل تعرفون لماذا...؟

لأن المكتوب يعرف من العنوان...

كل اهل النظام في لبنان فاسدون...
المعارضة في لبنان جزء من النظام...

أما اهل التغيير...
كل واحد فيهم عنده "طعجة" وإن كان مارك ضو ووضاح الصادق هما الأسوأ في هذه المجموعة من الأقزام...
                            
المصدر: موقع إضاءات الإخباري