إنَّ مُحاولات ذوي الفِكر الشيطانيّ، مستمرّة، وستستمرُّ يُنهيها المُسلِمون، بأسبابِ نهايتها الطبيعيّة، بما أعَدُّوه ويُعِدُّونهُ من القوّةِ لِحفظِ هذا الإسلام العظيم، لأنّ به حفظُهم، وحفظُ الإنسانيّة جمعاء.
إنَّ نهايةَ الشياطين، ونهايةَ فكرهم الشيطانيّ الشّادّ، أمرٌ محتوم، وموعود من الله، وإنَّ وعدَهُ كان مفعولا، كما يقول تعالى ذِكرُه: {السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً}.
وإن فعلُ هذا الوعدِ ، سيكونُ مُتوّجاً، بأمرِ الله إلى بقيّته في الأرض، المُخلّصِ المنتظر الإمامُ الثاني عشر مُحّمّدِ بنِ الحسن العسكريّ ، بالظّهور، ليَملأ الأرضَ قِسطاً وعَدْلاً، بعدما ملأها الشياطينُ ظُلماً وجَوْرا، ويومَ إذٍ يفرحُ المُؤمنونَ بنصرِ الله، و يَعُمُّ السّلامُ الذي تطمحُ إليه البشريّة، ويمنعُ شياطينُ الأرضِ حصوله.
تبقى مُلاحظةٌ جِدُّ مهمّة، ألا وهي: أ يّ أمّةٍ هي هذه الذي يقتُلُ أبناؤها أهلَ بيتِ نبيّهم الذي أخرجهم ، بأمرِ الله من الظلمات إلى النُّور، وكأنّها ترفُضُ الخروجَ من ظُلُمات الجهل والبداوةِ، إلى نورالسُّمُوِّ والكمال الذي أراده اللهُ بهم، وجعلَهُ واجباً على الناسِ كُلِّ الناس، وفرض عليهم عبادتهُ وحدهُ، وألّا يعبدوا من دونه أحدا، وألّا يتّخذ بعضُهم بعضاً أرباباً من دونه، كما هو حاصلٌ اليوم.