كتب الخبير العسكري عمر معربوني: توضيح الضرورة
مقالات
كتب الخبير العسكري عمر معربوني: توضيح الضرورة". انظروا خاتمة التوضيح
21 أيلول 2024 , 10:54 ص

عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية:


"شو ناطر السيد؟ رح يمحونا، كل يوم بيقتلونا"، وغير هذه  من العبارات التي تتردد على السنة البعض، وهم في كل الأحوال،أهلُناوعُزوتنُا الطيبون والصادقون.

لهذه الاسباب،وجواباً على هذه التساؤلات، رأيت من واجبي أن أُوضِح مسارَ المواجهةِ ونتائجها الاستراتيجية، مبتعداً قليلاً عن التفاصيل، لأن َّالاثأهمَّ هو:ماذا انتجت هذه المعركةُ حتى اللحظة؟ ولماذا كل هذا التوحُّش الاسرائيليّ.

بدايةً، لا بُدَّ مِنْ ذِكْرِ تعريفِ العدوِّ، بأنَّ المعركةَ الدائرةَ هي  ( معركةُ وجود، وهو يتصرف على هذا الأساس - نتنياهو)، بما يؤكد أنّها معركتُهُ الاخيرةُ التي(إما أن ينتصرَ فيها،أو يموت -وزير الحرب يوآف غالنت):
( إذا هُزِمْنا في هذه المعركة، فلا مكان لنا في المنطقة- بني غانتس) وهم سَيُهزمون.

في الناتج الموضوعي والواقعي: 
لا
- هذا الكيانُ فَقَدَ أهَمَّ عُنصرَيْنِ من عناصرِ تأسيسه، وهما غيرُ قابِلَيْنِ لِلتَّرْميمِ، أوِِ الِاستعادة، هذانِ العنصرانِ هما : 

١ - التفوق العسكري، والمثال الأهَمُّ لِفُقدانِهِ هذا العُنصُر، هو عَجْزُهُ، بعد قُرابةِ السّنة عن تحقيقِ الهزيمةِفي مقاومةِ قطاعِ غزَّةَ المحاصرة والمحدودةِ الجغرافيا والامكانيات، فكيف لهُ أنْ يُحقِّقَ الهزيمةَ بالمقاومةِ في لبنان،ذاتِ الإمكانياتِ الهائلةِ والعُمقِ الواسع،: العمليَّاتي إلى سوريَّةَ، والِاستراتيجي إلى ايران.

٢ - " المظلومية "أو المحرقة التي تاجرت بها الصهيونيةُ، لثمانيةِ عقودٍ، لِاسْتِدرارِ عَطْفِ المجتمعاتِ الغربية،وهوماتَمَّ كشف زَيْفِهِ، عَبْرَ التَّوحُشِ الذي لا مثيلَ لهُ،الذي يمارسه هذا الكيان.

إضافةًإلى سقوطِ عُنصرَي التأسيسِ هٰذَيْن يتعرَّضُ العدُوُّلِأَذىً كبيرٍفي عناصرِالوظيفة، وعلى رأس هذه العناصر : 

١ - عجزُ الكِيانِ عن تنفيذِ الوظيفةِ المُوكَلَةِ إلَيْهِ من قِبَلِ أمريكاوالغربِ الجَماعي، وهي حمايةُ مصالحِ هؤلاءِ، وقَبْلَها حمايةُ نفسِهِ، ما استدعى مجيءَ أمريكا والغرب بكل قواهم، لحمايَتِه، وهذا انقلابٌ كبيرٌ في المشهدِ، سيؤدي الى وضعيةٍ كارثيةٍ في علاقةِ أمريكا والغرب بالكيان، تحت عنوان البراغماتيةِ الّتي يتبنَّونها في سياساتهم، ما سيؤدي الى تخلٍّ تدريجيٍّ عن الكيان، عند الوصولِ الى مرحلةِ اعتبارِهم هذا الكيان عبئاً استراتيجياً، وقدبدأتْ ملامحُ هذا الأمرِ بالظهور، ولوأنَّها في البدايات. وقناعتي إنَّها ستتراكم، ويصبحُ معها ضخُّ المالِ والسِّلاحِ غيرُ مجدٍ، ما يؤسِّسُ لِبِدايَةِ نهايةِ الكيان
.
٢ - فقدانُ الأمنِ، في كل جغرافيا فلسطين المحتلة، وهو ما بدأ يُنتِجُ حالةً واسعةً من استِعدادِ المستوطنينَ للهِجرةِ وهذا ما يتصاعدُ يوميا.

في هذه المعركةِ اختارَ مِحوَرُ المقاومةِ، مُجتمِعاً، أن يخوضَها بنمطِ الاستِنزاف،وهو ماتتمُّ ملاحظتُهُ في أنَّ جَهدَالعدوِّالعسكريَّ والِاقتصاديَّ أسَّسَ لِحالَةٍ من عدمِ اليقينِ، لدى المستوطنين، بعدمِ الرَّغبةِ في البقاءِ، والسّعيِ للهجرةِ، الى مكانٍ آمِنٍ للعيشِ والاستقرار.

-أمامَ هذهِ الوضعيَّةِ، ولِأنَّ النتائجَ السَّلبيَّةَ تتضاعفُ على العدوِّ،سيحرصُ المِحور ُعلى البقاءِ في نمطِ الِاستِنزاف، وعدمِ الِانْجِرارِ لِلمواجهةِ الكُبرى، بتوقيتِ العدوِّ ومخطّطاتِه.
- خاتمة: إذا كان كلُّ هذا الناتِجِ  قائماً،فمن الطبيعيِّ أن يفعلَ العدُوُّ ما يفعلُه، ومِنَ الطبيعيِّ أن نُدْرِجَ هذهِ المرحلةَ، طالما أنّ العدوَّ لم يستطِعِْ ،ولن يستطيعَ أن يُغيِّرَفي الواقعِ العملياتي والاستراتيجي، تحت عنوانِ معركةِ الوعي، كجُزءٍ منَ المعركةِ النفسيةِ للِتَّأثيرِ في معنوياتِنا؛ فكلُّ ضَرباتِ العدوّ، بما فيها ضرباتُ الأيّامِ الأخيرةِ، هي ضرباتٌ تكتيكيةٌ لا ناتِجَ استراتيجياً لها.

ثقوا تماماً بالمُقاومة، فهي سفينةُ النجاة في هذا بحرِ هذا العالمِ المُتلاطم ظُلماً، بالأطماع والجشعِ، والكُفرِ بالله، والنِّفاقِ والخِداع، واتركوا الخُبزَ لخبّازه، ولو أكلَ نصفَه، وهو لن يأكُلَ مِنه كسرةً، والسّلامُ على مَنِ اتّبعَ الهُدى.
المصدر: موقع إضاءات الإخباري