أظهرت مراجعة منهجية وتحليل تلوي حديث أن الشباب الذين يعانون من الألم المزمن لديهم معدلات أعلى من القلق والاكتئاب مقارنة بأقرانهم الذين لا يعانون من هذا الألم.
ووفقا للبيانات التي شملت 79 دراسة شارك فيها حوالي 23,000 شاب، فإن نسبة انتشار القلق لدى هؤلاء الشباب بلغت 34.6%، في حين بلغت نسبة انتشار الاكتئاب 12.2%، وفقًا لما أشار إليه الباحثون بقيادة الدكتورة جوان دودني من جامعة ماكواري في سيدني، أستراليا، ونشرت النتائج في مجلة *JAMA Pediatrics*.
توضح النتائج أن هذه المعدلات تفوق بأكثر من ثلاثة أضعاف المعدلات التي تم رصدها في عموم المجتمع، ما يشير إلى وجود علاقة قوية بين الألم المزمن وتدهور الحالة النفسية.
اكتشاف أعراض أشد من القلق والاكتئاب بين المصابين بالألم المزمن
تشير النتائج أيضا إلى أن هؤلاء الشباب يظهرون أعراضا أكثر شدة من الاكتئاب والقلق مقارنة بأقرانهم الذين لا يعانون من الألم المزمن. يصف الباحثون هذا الوضع بأنه "جمود علاجي"، حيث يفشل النظام الصحي في التعامل بشكل فعّال مع الحالات النفسية المرافقة للألم المزمن.
تشدد الدكتورة راشيل آرون، أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، على أن هذه النتائج تعكس الحاجة الماسة لتحسين أدوات الفحص والعلاج النفسي لهؤلاء الشباب. وتضيف: "بينما يعاني العديد من الشباب من الألم المزمن دون ظهور أعراض نفسية ملحوظة، إلا أن هؤلاء الذين تظهر لديهم الأعراض يواجهون خطرًا أكبر لعدم السيطرة على الألم وزيادة الأعراض النفسية."
دراسة شاملة لأكثر من 22,000 شاب وشابة
شملت الدراسة 22,956 شابًا تتراوح أعمارهم بين 4 و24 عاما، وكان معظمهم من الإناث. أظهرت النتائج أن 23.9% من المصابين بالألم المزمن يعانون من مستويات قلق تتجاوز المعايير السريرية، بينما 23.5% منهم يعانون من اكتئاب يتجاوز هذه المعايير.
تضمنت الدراسة قياسات متعددة للتشخيص باستخدام سبع طرق تشخيصية مختلفة و24 استبيانا لتقييم الأعراض النفسية. وأشارت النتائج إلى أن جنس المريض، وعمره، وموقع الألم قد تكون عوامل تؤثر على شدة الأعراض النفسية.