مقالات
كتب المحامي عبد الحسين الظالمي: "ضربة البيجر ستؤلم أمريكا والغرب وستُفرِحُ اعداءهم".
22 أيلول 2024 , 22:12 م
*ان جريمة الصهاينة بِاستخدام أجهزة البيجر هي جريمة إبادة جماعية، وهي ايضاً ضربة غير مدروسة النتائج والتداعيات.
و رغم انها ضربة موجعة لجناحٍ من أجنحةِ المقاومة،إلا إنها فتحت الباب على مصراعيه للصناعات الصينية واليابانية والروسية والايرانية، من خلال الآثار والتداعيات التي ستترتب عليها،والتي وجهت ضربة للصناعة الأوروبية والامريكية، سواء كانت في مجال الإلكترونيات أو الصناعات الميكانيكية، بعد تفجير أجهزة الِاتِّصال التايلندية.
حيث لم يعد أحد يثق ويطمئن بما يصنع في أمريكا أو في أوروبا، ومن وجهة نظري فإنَّ عملية التفجير كانت اكثر إيلاما لشركة آپل، قبل أن تكون مؤلمة لحزب الله، حيث تشير التقارير إلى أنّ الشركةَ المُصنِّعةَ لجهاز البيجر قد خسرت خلال يوم واحد ثلاث مليارات دولار، وأمامها قائمة طويلة من التعويضات لمن تضرر من هذه الاجهزة.
كذلك شركة apple التي اِهتزّت مبيعاتُها من الهواتف الذكية، وخصوصاً الآيفون وكذلك شركات السيارات الحديثة فمن اليوم وصاعد لا أحد ذا عقل يستطيع أن يطمئن للسيارة"التاهو"أوأيِّ سيارة حديثة من الصناعة الأمريكية، بالدرجة الأولى،فهو يعلم أنه يتحرك في تابوت متحرك قد يُعْبَثُ في أي ِّجزءٍ منها الكترونياً، في لحظة ما عن طريق ضغط زِرٍّ من طائرة درون، أو باتصالٍ من هاتف نقال.
وهنا تجد الصناعاتُ الأُخرى، وخصوصاً اليابانيةَ والصينيةَ فرصتها في السوق العالمي الذي أخذت تزحف إليه بشكلٍ هادىء، حتى جاءت هذه العمليةُ التي سرَّعَتْ من عجلة الهيمنة، حيث ارتفعت مبيعاتُ هاتف هواوي الصيني إلى أضعاف، خلال أربعٍ وعشرينَ ساعةً، حسب أحدث التقارير.
أمَّا روسيّا وإيران، فأصبحَ لِزماً عليها إعادةُ النظرِ بكل ما يمكن أن يشكِّلَ خطراً مُحْدِقاً على مواطِنيهم، وعلى صناعاتهم، وعلى مواقفهم، وعلى جميعِ من يقفُ في صفِّ مُناهضةِالاستكبارِالأمريكي الأوروبيِّ،وعليها ان تُعِيدَالنظرَ ألفَ مرّةٍ، بكل ما في يدها من أدواتٍ تُصْنَعُ في الدولِ التي تعادي محاورَ الرفض، سواء كانت في منطقتنا أو في أيِّ مكان آخر في المعمورة.
فالحرب أصبحت حرباً قذرة، والصراعُ أخذ مشاربَ، أقلُّ ما يُقالُ عنها: إنَّها (غير اخلاقية) إذ لا تُراعي حرمةً لحياةِ البشر.
وهنا يُطرَحُ سؤالٌ:
ماذالوكان حاملُ هذا الجهاز يستقلُّ طائرةَ نقلِ، على متنها أكثر من ثلاثمائة راكب وهم بين السماء والأرض ؟
وسؤالٌ آخرُ يفرضُ نفسَه:
ماذا لوكان حاملُ هذا الجهازيستقلُّ عجلةَ نقلِ رُكّابٍ، او يستقلُّ قطاراً، او يستخدمُ مترو في أحد الأنفاق ؟
*ثُمَّ، ماذا لو كان حاملُ هذا الجهاز معلماً في مدرسةٍ ابتدائيةٍ أوو في روضةِ أطفال، أوكانفي متجرٍ أو مدينةِ ألعاب،كما شاهدنا في بعض المقاطع، كيف يمكن أنْ نتصور حجم الفاجعة ؟
ما حدث له دلالاتٌ كبيرةٌ جداً، ربما اللُّطفُ الإلٰهيُّ قد حجَّم الكارثة.
خمسة آلافِ جهاز، ٍمَن ْفجَّرَها يعلم أنّ أغلبَها بيد عناصر َمن حزب الله، ولكن يقيناً انه لا يعلمُ أين يكون هولاء؟،
والكارثةُالأكبر ُهيَ أنَّ هكذاعمليات ٍهمجيةٍ تسلبُ الأمْنَ والاِطمئنانَ من عيون الناس، في بقاع المعمورة، فلا أحدَ بعدَ اليومِ في مَأمنٍ من أن ْيكونَ هدفاً لِعِصابةٍ أو مُنظّمةٍ أو أيِّ دولةٍ إرهابيَّةٍ ،تُريدُ أن تحكُمَ العالَمَ بالإرهاب، بعد أن تتمكّنَ من اِتِّباعِ الاسلوب نفسه.
صحيحٌ أنَّ الكِيانَ الصهيونيَّ(إسرائيل) قد سجّلَ نقطةَ تفوُّقٍ في الجريمةِ، بهذه الضربة، ولكنَّه، ُفي الوقت نفسهِ، خسرَ الكثيرَ،لأنهُ أصبحَ مصدرَ قلقٍ، لكلِّ البشرية، فالطريقُ، والأُسلوبُ الذي سلكهُ،في غزةَ أو في لبنانَ، ليس حِكراً عليهِ، بل يمكنُ أنْ يكونَ سِلاحاً بِيَدِ كلِّ مَنْ يُرِيدُ الِانتِقام.
كُلُّ شخصٍ إسرائيليٍّ أصبحَ الآنَ مصدرَ قَلَقٍ ، في كُلِّ مكانٍ يَحُلُّ فيه، حتى وإنْ كان مُسالِماً،ولَسوف َيشربونَ من الكأس نفسِهِ، عاجلاً أم آجِلا.
إنَّ هذِهِ العمليةَ قد تَفتَحُ البابَ لِعودةِ كُلِّ الملفَّاتِ السابقة،خصوصاًفي الحوادثِ الغامضةِ،ومنهاحادثةُ إسقاطِ طائرةِالرئيسِ الإيرانيِّ، ومقتلِ الشهيد هنية، و عمليات استهدافِ عجلاتٍ، وربَّما حتى حوادثِ العجلاتِ التي تعملُ وِفْقَ تقنياتِ البرمجة، ومنها العجلاتُ الأمريكيةُ التي أتمنى على كل المسؤولين في العالم أنْ يعيدوا النظرَ في استخدامِهم لهكذا نوعٍ من العجلات.
وهُنا أخُصُّ مسؤولينا الذين أخذوا يتسابقونَ على "التاهو" السوداء التي أصبحت رمزاً يُمَيِّزُهُم عن أبناءِ جِلدَتِهِم.
الحربُ سجالٌ، وكما يُقال: الضربةُ التي لا تُنْهيكَ رُبَّما تَمْنَحُكَ القوَّةَ والصمود، وتُقَرِّبُكَ منَ النّصر: ( وَلَا تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا).
(ويمكرونَ ويمكرُ اللهُ والله ُخيرُالماكرين ).
20/9/2024
المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة
قصة الحلاج ونشيد والله ما طلعت شمس ولا غربت وموسيقى صوفية..
حرب أميركا الاستباقية
انشودة, أتظن أنك عندمـــا أحـــرقتنــي.. ورقصت كالشيطان فوق رفاتي
كتب :أ .د .نسيب حطيط - بيروت: المقاومة الثقافية, حتى لا تضيع التضحيات... بين التعويضات واعادة الإعمار!
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً