تدرج غير متكافئ بالتصعيد
مقالات
تدرج غير متكافئ بالتصعيد
حليم خاتون
26 أيلول 2024 , 05:08 ص
كتب الأستاذ حليم خاتون:
٢٥/٩/٢٤
من اغتال رئيسي؟
من دمر مرفأ بيروت؟

من كان وراء تسليم البلد إلى منظومة فاسدة عبر اتفاق سعودي سوري أميركي؟

من اغتال رفيق الحريري بعدما انتهى الدور المرسوم له؟

من أراد إشعال فتنة سنية شيعية نتيجة هذا الاغتيال؟

من أصر على تحقيق دولي ومحكمة دولية تم تمويلها من أموال المودعين المنهوبة، وكشف لبنان واللبنانيين لأجهزة المخابرات الغربية وبالتالي لاسرائيل؟

نحن نواجه منظومة دولية تسيطر عليها الماسونية والصهيونية...

نعم، نحن ضحية مسلسل من المؤامرات المحبوكة لأننا بسطاء إلى درجة الغباء بما في ذلك ما يسمى قيادات وطنية عندنا...

لنعد قليلا إلى الوراء...

سقط شاه إيران...
الاميركيون والبريطانيون الذين كانوا اسقطوا حكومة مصدق وأعادوا الشاه إلى السلطة في الخمسينيات، قرروا أن إعادة الشاه هذه المرة أصعب بكثير....
لكنهم لم يكونوا خائفين كثيرا من هذه الثورة...
كان عندهم رجال داخل النظام الجديد...

لم يكن ابو الحسن بني صدر سوى فرع الحمائم في تمثيل الثورة المضادة...
لم يمض وقت طويل حتى تبين أن منظمة مجاهدي خلق قد اخترقت النظام ووصلت إلى مراتب عليا في بنية الدولة وكاد كشميري ينجح في اغتيال الإمام الخميني لولا لطف الله... لكنه استطاع تفجير اجتماع أودى بقيادات مهمة في الثورة...

كم مرة تم تحريك الشارع الإيراني بسبب، وبدون سبب...
كم مرة ظهرت إشارات سلبية توحي بتحول الثورة إلى بيروقراطية...
هل انتقلنا من عصر تصدير الثورة إلى عصر الاندماج في النظام الرسمي العالمي؟

موضوعنا اليوم ليس إيران؟
لكن شئنا أم أبينا، موقف إيران اليوم هو من سوف يحدد كيف سوف يكون الشرق الأوسط الجديد...

هل الوضع مطمئن؟
ماذا بعد اغتيال سليماني؟

هل تم اغتيال رئيسي بتفجير ال pager أيضا، وتم التكتم على ذلك كما حدث مع تفجير المرفأ؟

لا نردد هنا تفاهات وليم نون وجوقة شارل جبور حول النيترات وسلاح المقاومة...
هؤلاء اسخف من أن تتم مناقشتهم...
هؤلاء موجودون أصلا لأننا نعيش في بلد نسبة الخونة فيه عالية نسبيا...
إبراهيم صقر مثل...

المهم؛
هل يخرج المرشد للحديث عن تجرع كأس سم أخرى؟

كل شيء سوف يتضح في الأيام  القليلة القادمة...

سنة ٥٦، اتفقت فرنسا وبريطانيا مع إسرائيل أن تقوم الأخيرة بغزو مصر واحتلال جزء من أراضيها...
كان الإتفاق أن تسارع فرنسا وبريطانيا بتهديد الطرفين بالتوقف عن القتال وفرض وقف لاطلاق النار بحيث تخسر مصر جزء من الأراضي التي تحتلها إسرائيل...

اذا وافق عبد الناصر تحل الهزيمة ويسقط نظام الثورة خلال بعض الوقت...
واذا رفض، تتدخل فرنسا وبريطانيا لاسقاط نظام ثورة يوليو ٥٢ بالقوة العسكرية...
رفض عبد الناصر وقرر متابعة حرب فدائيين في شوارع المدن المصرية...
يومها وقف الاتحاد السوفياتي إلى جانب ناصر فاضطرت اميركا أن تأمر كلابها الثلاثة؛ فرنسا، بريطانيا وإسرائيل بالإنسحاب...

فرنسا على وشك إعادة نفس السيناريو في مجلس الأمن غدا...

تحت يافطة الأم الحنون التي يلعبها ماكرون بجدارة سوف يصدر مجلس الأمن قرارا إلزاميا بوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية مع فلسطين المحتلة دون حل اي إشكالية بالنسبة للاحتلال سواء في فلسطين او في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والنقطة B1 في الناقورة...

اذا باعنا الروس والصينيون دون استخدام حق النقض، سوف تبتلع إيران الإهانة كما حصل مع اغتيال سليماني ومن بعد ذلك مع هنية...

ماذا سوف يكون موقف حزب الله؟

اي تراجع تكتيكي اليوم سوف يكون قاتلا...
الموقف الوحيد المقبول هو موقف التحدي...
هيهات منا الذلة...

لو كان الرئيس رئيسي على رأس الجمهورية، لما شعر المرشد بالعبئ الذي جعله يتحدث عن التراجع التكتيكي...

يقول السيد نصرالله إنه ليس مطلوبا من إيران القتال وهو محق تماما في هذا...
لا يطلب احد من إيران القتال...

دخول إيران الحرب سوف يعني دخول الناتو بكل قوى الشر التي يحتويها إلى جانب الكيان...
بالتأكيد، اكثر مما يفعل الآن...

لكن موقف حزب الله هو الذي سوف يحدد...
السيد نصرالله كان حازما جازما في القول:
لا إعادة للمستوطنين ونقطة على السطر...
هذا الموقف يستوجب التوقف عن تناول الحرب الشاملة وكانها تابو...

لقد سقط حوالي ٦٠٠ شهيد أغلبيتهم العظمى من المدنيين...

في الغرب لو مات كل الشعب الفلسطيني وكل الشعب اللبناني لن يعترفوا بأن هؤلاء مدنيون...
هم عادوا إلى نغمة حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها...

لو مهما فعلنا...
يقف هذا النظام الموبوء ضدنا...
لذلك أقل ما يمكن فعله هو أن نطبق ما تعهدنا به للجماهير...

البناء مقابل البناء...
المدني مقابل المدني...
التدمير الفعلي مقابل التدمير الفعلي...

العدو يتفوق في الجو والتكنولوجيا...
لكننا متساوون في القدرة على التدمير...

السيد يتجنب المدنيين في تل أبيب وحيفا من اجل حماية بيروت والضاحية...
هذا مفهوم...
في هذا منطق مؤقت؛ لكن يجب أن لا يستمر...
على الأقل يتوجب ضرب المنشآت المدنية والمستوطنين خارج هاتين المدينتين...
يجب أن يألموا كما نألم...

صحيح ان المقاومة تتدرج في التصعيد لكنها تتدرج ببطء مميت لا يتناسب مع ما يقوم به العدو من مجازر...

كل ما تقوله واشنطن عن عدم التصعيد، وعن وجوب منع الحرب الشاملة لا يعني شيئا...

هم سوف يستمرون في قول ذلك طالما نحن لا نرد على الصفعة بالصفعة...
لكن حين يتلقون الصفعة الأولى سوف يهرعون فعلا للجم كلابهم الداشرة...
هم فعلا لا يريدون الحرب الإقليمية الشاملة لكن استمرار قتلنا دون دفع الأثمان يريحهم جدا...

ألم يحن الوقت كي يدفعوا الثمن؟
                            
المصدر: موفع إضاءات الإخباري