سلوك سرقة الطعام عند الطيور البحرية يساهم في انتشار فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 القاتل
منوعات
سلوك سرقة الطعام عند الطيور البحرية يساهم في انتشار فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 القاتل
26 أيلول 2024 , 15:46 م

كشفت دراسة حديثة أن سلوك الطيور البحرية في سرقة الطعام، مثل طيور الفرقاط والسكونس، قد يسهم في انتشار فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 القاتل، مما قد يشكل تهديدا للطيور البحرية الأخرى والمناطق الجديدة أثناء الهجرة.

سلوك سرقة الطعام (التطفل الغذائي) ودوره في انتقال العدوى

تشير الدراسة المنشورة في مجلة *Conservation Letters* إلى أن التطفل الغذائي – السلوك الذي تقوم فيه بعض الطيور البحرية مثل الفرقاط والسكونس بإجبار الطيور الأخرى على تقيؤ فرائسها – قد يكون مسارا محتملا لانتقال فيروس إنفلونزا الطيور H5N1.

قاد هذه الدراسة علماء من مركز علوم النظام البيئي بجامعة نيو ساوث ويلز بالتعاون مع *BirdLife International* وجامعة ديكين وجامعة موناش. قام الباحثون بتحليل توزيع وسلوك وحركات الطيور البحرية، وخاصة طيور الفرقاط والسكونس، والبحث في قواعد بيانات عالمية لمعرفة ما إذا كانت هذه الطيور قد أصيبت بالفيروس.

انتشار الفيروس وتأثيره على الطيور البحرية

فيروس H5N1 ظهر لأول مرة في عام 1996، لكن السلالة الحالية 2.3.4.4b انتشرت بشكل أكبر وأكثر فتكا منذ اكتشافها في 2021. وقد أدى ذلك إلى مقتل مئات الآلاف من الطيور البحرية. كان انتشار الفيروس محصورا في السابق في أوراسيا وأفريقيا، لكنه وصل إلى أمريكا الشمالية في 2021، ثم إلى أمريكا الجنوبية في أواخر 2022، ووصل إلى القارة القطبية الجنوبية في أوائل 2024، مما جعله وباء حيوانيا عالميا.

الطيور البحرية المهددة بانتقال المرض

الطيور البحرية، التي تعد من أكثر الأنواع تعرضا للتهديد على وجه الأرض، تعتبر عرضة بشكل خاص للأمراض بسبب التجمعات الكبيرة في مواقع التعشيش. كما أن بعض سلوكياتها مثل الافتراس والنبش في الطيور المصابة تجعلها عرضة للعدوى.

أشار الباحثون إلى أن سرقة الطعام، أو التطفل الغذائي، قد تلعب دورا هاما في انتشار المرض. فعملية إجبار الطيور المستهدفة على تقيؤ طعامها قد يؤدي إلى انتقال الفيروس، إذا كان الطائر المصاب يحتوي على طعام مغطى باللعاب المصاب بكمية عالية من الفيروس.

المخاطر المحتملة أثناء الهجرة

الهجرة تلعب دورا مهما في انتشار المرض على نطاق واسع. العديد من الطيور البحرية المهاجرة تقطع آلاف الكيلومترات، وإذا أصيبت الطيور بالتطفل الغذائي أثناء هجرتها، يمكن أن تنتقل العدوى إلى مجموعات جديدة لم تتعرض للمرض من قبل.

أهمية الكشف المبكر والاستعداد

على الرغم من أن سلالة H5N1 2.3.4.4b لم تصل بعد إلى أستراليا، فإن العلماء يستعدون لمراقبة وصول المرض. وأكد الباحثون على أهمية البحث وإدارة مخاطر إنفلونزا الطيور عالميا، خاصة مع تهديد الطيور المهاجرة التي قد تكون من أوائل المصابين عند وصول الفيروس.

هذه النتائج ستساهم في إدارة أفضل لمرض إنفلونزا الطيور في أستراليا، بما في ذلك برامج المراقبة الوطنية للطيور البرية.