مقالات
عفوا... تايم أوت
حليم خاتون 3 تشرين الأول 2024 , 20:20 م
كتب الأستاذ حليم خاتون:
أين العرب؟
أين المسلمون؟
أين المسيحيون؟
أين الإنسانية؟
كل هذا الصراخ يجري في الشارع العربي...
حتى المخبول محمود عباس يطلب من أوروبا معاملتنا على اساس الرفق بالحيوان...
حتى النظام الرسمي لعربي الذي يشبه النعامة التي تدفن رأسها في الرمل قبل أن تتم الاطاحة به ليس غبيا ويعرف ما ينتظره... لكنه يأمل أن يكون عبدا زعيما على عبيد...
كل هذا اللوم الذي قد يوجه إلى كل من تم ذكرهم أعلاه لا يعني شيئا إذا لم ننظر في المرآة ونرى إلى أي درك نحن وصلنا...
اقصد نحن، محور المقاومة...
حتى متى ندفن رؤوسنا في الرمل وننتظر الدبس من "طيز" النمس...
"إذا اردت السلم، اسعى إلى الحرب"؛
إذا اردت فعلا وقف النار، إضرب بيد من حديد و"لا تذبح بالقطن"؛ فلتذهب سياسة الصبر الاستراتيجي إلى الجحيم...
توقفوا عن "سياسة تفخيت الحيطان"...
لست خائنا... وليس عندي ادنى شك بالروح البطولية للمقاومين في غزة وفي لبنان...
ليس عندي ادنى شك أن الروح البطولية التي ظهرت في غزة قبلا، والتي ظهرت امس مع بدء المعارك البرية في جنوب لبنان؛ إن تلك الروح تسمو على أي شيء آخر...
قد لا أكون خبيرا عسكريا، لكن الناس تحتاج إلى موجة معنويات وليس إلى تحليلات فرويد...
استمعت امس إلى الجنرال عمر معربوني يتحدث بثقة ويقول إن عدم إطلاق آلاف الصواريخ ردا على اغتيال السيد حسن نصرالله واستمرار المعارك بنفس الوتيرة، ونفس النهج اراحه لأن معنى ذلك أن المقاومة لا تزال تتمتع بالسيطرة على منظومة التسلسل والقيادة...
أعود وأكرر؛ لست خبيرا عسكريا وقد يكون ما قاله العميد معربوني صحيحا؛ وهو رجل محبوب من قبلي واحاول أن لا أفوت المقابلات التي يظهر فيها... لكن عفوا حتى متى يمكن الاستمرار في تلقي الصفعات على الضاحية والقرى والمدن والبلدات ثم نقول كما قال الجنرال أن أخلاقنا الإسلامية والمسيحية لا تسمح لنا باستهداف المدنيين...
هذا هو الفهم الخاطئ لقول السيد المسيح المشهور، "من ضربك على خدك الأيمن، در له الأيسر"...
كان المسيح يتحدث عن علاقات الناس مع بعضها، ولم يكن يتحدث عن الوحوش البشرية من صهاينة وغربيين...
لقد فعلها أبو عمار، وتمادى في ذلك أبو مازن...
مع كل صفعة على خد، يديرون الخد الآخر...
أين وصل الشعب الفلسطيني؟
عفوا، نقطة اعتراض...
رغم كل البطولات على الأرض؛ تتحمل القيادات سقوط الردع الذي بتنا نعيش فيه...
بدل العسكري بالعسكري والمدني بالمدني، صار الصهاينة يزيلون مربعات سكنية بأمها وأبيها، ونحن لا نصل حتى إلى "تفخيت حيطان"...
ما قاله الرئيس الإيراني أمس حول الخداع الذي تعرضت له إيران حول عدم الرد على اغتيال الشهيد اسماعيل هنية مقابل وعد بوقف النار في غزة، يذكر بنفس النهج في لبنان...
جاء الضابط الصهيوني هوكشتاين الذي ما كان يجب القبول به مبعوثا من الأصل، ومرر "خبرية أن الضاحية وبيروت لن تستهدفا" وقت لعبة مجدل شمس؛
تراخت الإجراءات الأمنية إلى أن وقع المحظور باغتيال القائد فؤاد شكر...
نفس الأمر حصل حين مرر بايدن وماكرون تلفيقة أن نتنياهو قبل بوقف مؤقت لاطلاق النار وإنه يتوجه إلى نيويورك من اجل ذلك...
مرة أخرى تراخت الإجراءات الأمنية واجتمعت قيادات مركزية في مقر حزب الله مع السيد حسن حتى وقعت المأساة...
حتى لو كان الاجتماع يعقد ثمان طبقات تحت الارض، أي ما يقارب ٢٠ إلى ٣٠متر؛ هذا لا يعني شيئا لاننا نعرف نوعية القنابل والصواريخ التي سلمتها أميركا لإسرائيل والتي هي مخصصة تحديدا لقصف الضاحية...
أما لماذا فشلت إسرائيل في اغتيال السنوار بينما نجحت مع السيد نصرالله كما حاول الإعلامي نضال السبع التلميح في مقابلة على الجديد فهذا مرده إلى أن السنوار اختفى في نفق ما تحت الأرض في غزة ولم يبقى فوق الأرض كما السيد فؤاد شكر او يذهب إلى اجتماع مع مجموعة قيادات إلى مكان وسط انتشار كل أنواع الكاميرات المربوطة بالإنترنت في الشوارع كما فعل الشهيد عقيل...
مع عدم استبعاد الخرق البشري، إلا أن ما حصل في موضوع تفجيرات ال pagers وال walky talky وكثافة الطيران الاستخباري الاسرائيلي الأميركي البريطاني على طول الساحل اللبناني كان يفرض أن يكون المسؤولون عن أمن السيد نصرالله اكثر ذكاء من الموافقة على اجتماع في مقر حزب الله الرئيسي، حتى لو كان ذلك تحت الأرض...
في نقاش مع أحدهم...
أصر الرجل أن حزب الله لا يرد على الاسرائيليين بالمثل حتى لا يقوم الكيان بتدمير بيروت...
هكذا حصل مع الضاحية منذ أول اغتيال مع صالح العاروري...
يومها ابتلع الحزب ضرب معادلة الردع...
رغم ان معادلة السيد نصرالله كانت واضحة تماما وتشمل كل من يعيش في لبنان او في الضاحية وليس فقط اللبنانيين...
ثم توالت التراجعات...
من وعد الصلاة في الأقصى إلى القول أن هذه المعركة ليست معركة إزالة الكيان في نفس الوقت الذي خرج فيه نتنياهو على الصهاينة يعلن هذه المعركة معركة مصير ووجود...
ناهيك عن نظرية القبول بالتراجع التكتيكي الصادرة عن المرشد، ثم تصريحات الرئيس الإيراني التي ارسلت اكثر من إشارة ضعف....
نتنياهو يخرج ويصرخ ليل نهار إنه سوف يطبق السماء على الأرض فوق رؤوسنا، بينما يجيب محور المقاومة إنه يسعى لوقف إطلاق النار وإنه لا يرغب بتوسيع الحرب...
بعد نكسة حزيران ٦٧، لام الرئيس عبد الناصر الجنرال ديغول لأن فرنسا لم تفعل شيئا لمنع العدوان...
سأله ديغول، " ولماذا وافقت على وقف إطلاق النار؟ وماذا لو احتلت إسرائيل القاهرة ودمشق وعمان؟
ليس المهم ان يحتل العدو أرضك؛ المهم ان لا تدعه يعيش فيها دون دفع الأثمان كل يوم...
لقد احتل النازيون باريس؛ لكننا لم نقبل وقمنا بالمقاومة حتى انتصرنا"
نحن نريد مواجهة إسرائيل دون أن نجعلها تدفع الثمن...
المقاومة الفلسطينية لا تملك القدرة على استهداف تل أبيب...
أما حزب الله، فهو يمتلك قدرات معتبرة للقيام بذلك...
إيران تضرب نصف ضربة من جهة؛
الحشد الشعبي يضرب ربع ضربة من جهة ثانية؛
الحوثيون يطلقون صاروخا واحدا قد يصل، وقد لا يصل إلى تل أبيب او قد يصل، ولا يصيب...
لا إسرائيل تدفع ثمن قتل المدنيين، ولا أميركا ولا بريطانيا رغم الدور القاتل الذي يقومون به...
صحيح ان الحوثي حاصر إيلات...
لكن ميناء حيفا يعمل...
ميناء اشدود أيضا...
الخطوط البحرية بين مصر والكيان تضاعفت منذ السابع من اكتوبر...
لم يخرج احد ضد هذا...
خط دبي السعودية الأردن إلى الكيان واجه بطلا واحد فقط خلال سنة، بينما اكتفى الآخرون بالتصفيق لهذا البطل...
يقف نائب حزب الله محمد عفيفي يبرهن للصحافيين أن المباني المدمرة في الضاحية مدنية...
يذكر هذا الأمر بإحدى السفارات الإيرانية في احد بلدان أفريقيا...
ايام الحرب مع صدام حسين كان الايرانيون يضعون صور قصف صدام الوحشي للمدن الإيرانية لاستدرار عطف الناس، بينما كان الأفارقة البسطاء "مأخوذين" بقوة وجبروت صدام...
كل كلام محمد عفيفي لا يعني شيئا، لا للغرب، ولا حتى للرأي العام العالمي...
كل الاحتجاجات من اجل غزة لم تمنع مجزرة واحدة...
لكن لو خرج من يرد على كل مجزرة في غزة بمجزرة في الكيان، لكان ذلك ردع إسرائيل...
نفس الأمر في لبنان...
لو نرد على تدمير كل بناء في الضاحية بتدمير بناء في تل أبيب لقامت معادلة الردع:
مدني مقابل مدني بالفعل، وليس بالشعارات...
الآن، ومع كل فشل لاسرائيل في الحرب البرية، سوف يتم تدمير البنايات على رؤوس الناس عندنا انتقاما...
بل حتى هناك من الاميركيين من يقول للاسرائيليين إنه من الأفضل الاستمرار بسياسة الحرب الجوية وتدمير الضاحية وبيروت حتى تركيع المقاومة بدلا من المجابهة البرية الخطرة...
يا أخي..
حتى لو لم يكن عندنا القوة الكافية لقتل مدني مقابل مدني، على الأقل قتل مدني واحد مقابل عدة مدنيين مع العلم ان المستوطنين ليسوا مدنيين، بل جنود احتياط، بما في ذلك المجندات...
المعروف تاريخيا أن الطرف الأضعف يلجأ إلى العمل الإرهابي لعدم قدرته على النيل من الطرف الأقوى...
لكن عندنا المعادلة معاكسة...
أمام أميركا والغرب، نحن الطرف الأضعف...
ولكن هم من يلجأ إلى الإرهاب في قتلنا...
مع اني لست معجبا بفيصل سلمان، لكن استعير عنوان برنامجه، " فكّر فيها"...
المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة
انشودة, أتظن أنك عندمـــا أحـــرقتنــي.. ورقصت كالشيطان فوق رفاتي
الشرق الأوسط بين الفوضى الغربية وصمود الشعوب
بطولات الميدان، نقطة أم فاصلة
كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني الجديد والحرب على الإسلام
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً