الحتمية التاريخية تحتاج إلى بطولة
مقالات
الحتمية التاريخية تحتاج إلى بطولة
حليم خاتون
5 تشرين الأول 2024 , 18:34 م
كتب الأستاذ حليم خاتون: 

ما قيل للشعب الفلسطيني يصح أيضا لكل الشعوب الأخرى...

ما قام به الفلسطينيون في السابع من أكتوبر، كان يجب القيام به...
كان يجب فعل شيء... أي شيء...

يلمح الإعلامي نضال السبع ان يحي السنوار ورط حزب الله في معركة غير متكافئة مع الكيان في عملية طوفان الأقصى...

يقول آخرون أن محور المقاومة كان في كل الأحوال ينوي القيام بهجوم منسق سنة ٢٠٢٥ وان السنوار استبق كل هذا!!!...

يجيب البعض الآخر ان الكيان كان سوف يهاجم حزب الله في كل الأحوال، سواء مع طوفان الأقصى او بدون هذا الطوفان... 

لا يملك أي منا ما يكفي من المعطيات لمعرفة ما جرى، وكيف جرى كل هذا...

لكن الأكيد أن السنوار كان يعرف ان لا حزب الله ولا إيران ولا محور المقاومة يستطيع التخلي عن فلسطين وعن القضية الفلسطينية...

كان لا بد من بدء هذه الحرب قبل أن يكتمل إغلاق الحلقة الإبراهيمية حول عنق حركة التحرر العربية...

هل أخطأ السنوار؟
هلى أخطأ المحور؟
كل هذا نتركه للتاريخ...

اليوم نحن في معركة طاحنة نقف شبه عراة أمام وحش كاسر تقف على رأسه أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من دول طوق الناتو...

بعد الضربات الأمنية التي فاجأت المحور، فقدنا معادلة الردع التي كانت تحمي مجتمعنا...

سقطت معادلة تل أبيب مقابل بيروت؛ كما سقطت معادلة المدني بالمدني...

يخرج الإعلامي رفيق تصر الله غاضبا لأن حزب الله لا يستعمل مخزونه الاستراتيجي...

يبدو للوهلة الأولى أن حزب الله يحاول الحفاظ على وتيرة تصعيد مدروسة...

لكن العدو دخل بكل قوته، وكذلك فعلت أميركا ومحور الشر الغربي...

يبدو أن المعادلة صارت اليوم، الضاحية مقابل صفد وجزء من حيفا...

ربما يتجنب حزب الله قصف تل أبيب لمحاولة رفع الضرر عن بيروت والجبل...
هذه المرة تدفع بيئة المقاومة من دمها لإنقاذ باقي الوطن...

هل ينجح في ذلك؟

يبدو أن أميركا قررت السير بالحرب إلى النهاية بينما لا يزال محور المقاومة يتابع بكل أسف الرهانات الخاسرة...

صحيح ان حزب الله يحقق إنجازات كبيرة في الحرب البرية...

لكن العدو يقوم بارتكاب نفس المذابح والمجازر التي ارتكبها في غزة، في الضاحية والجنوب والبقاع...

ينتقم لهزيمته في البر بقتل المدنيين والأطفال...

يرد عل عجزه في الميدان عبر قصف المشافي والتطهير القسري للسكان...

الامبريالية لم تعد تهتم للمحافظة على ورقة التين المسماة حقوق الإنسان...

القوانين الدولية وجدت ضد ميلوسوفيتش وبوتين وعمر البشير...

لقد تأكدت الامبريالية من الضعف الروسي والصيني، وصارت مستعدة حتى لضرب إيران...

من الغريب ان وزير خارجية إيران لا يزال يتعلق بحبال الهواء عبر التصريح من دمشق عن وجود آفاق هدنة في غزة ولبنان...

خديعة هوكشتاين اطاحت بالقائد فؤاد شكر...

حيلة مشروع بايدن ماكرون تسببت باغتيال السيد نصرالله ولا يزال الوزير عراقجي يتحدث عن اوهام بانتظار مصيبة أخرى تقع...

لا يوجد حتمية لانتصار المظلوم...

ما حصل للشعوب الأصلية في أميركا وأستراليا ونيوزيلند خير برهان...
في معركة البقاء، يجب أن يقاتل المرء بلا اسقف، بلا حدود وبلا ضوابط...

يخوض حزب الله اليوم حربا تعجز عنها جيوش...

هذا صحيح...

لكن لا مجال للتراجع... 
لا مجال للوقوف على الحياد...
تكثر التحليلات من مختلف الجهات...

منهم من يتهم حزب الله بأنه جر لبنان إلى حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، رغم ان المشروع الصهيوني يمتد من الفرات إلى النيل، ويجرف معه مساحات من الأرض والمياه العربية تزيد بأضعاف عن مساحة فلسطين...

الحقيقة يجب أن تقال...
حزب الله لا يطمئن إلى الكثير من قوى الداخل في لبنان...

القوى المفروض ان تكون إلى جانبه في الحرب الوطنية الكبرى هي إما عاجزة او تقف على الحياد بينما يقف البعض خلف الستائر يشحذ السكاكين لذبح بيئة المقاومة...

هل الأمور سيئة إلى هذه الدرجة؟
بالطبع لا...
لكن بكل أسف، لا يزال محور المقاومة عاجز عن اتخاذ القرارات الحاسمة...

حتى الرد الإيراني الأخير رغم اهميته، تأخر كثيرا وكان يجب ان يأتي قبل شهور...

لكن من الأفضل أن تأتي متأخرا على ان لا تأتي أبدا...

هل استعادت إيران ميزان الردع؟
نعم ولا...

في الإقليم نعم...
ولكن على الساحة اللبنانية يبدو اننا سوف نستمر في تلقي الضربات إلى أن تنجح إسرائيل في جعل لبنان مكان غير قابل للحياة، كما فعلت في غزة...
إسرائيل لم تضرب الجنوب والبقاع فقط بالفوسفور...
وصل هذا إلى الضاحية...

أما لماذا لا يرد كل المحور على الكيان بالقوة نفسها التي قامت بها إيران...

يبدو أن المحور يخاف أن يتقدم خطوة واحدة أمام الكيان...

هل هُزمنا؟
بالتأكيد لا...

لكن الهزيمة سوف تحل بنا اذا استمرينا في إهمال ما يقع على الناس...
الناس لا تحتاج إلى مواعظ...
ولا تحتاج إلى براهين على وحشية الأميركي وأتباعه...

كما لا تحتاج إلى براهين على ندرة الرجال الرجال عند العرب...

الناس سوف تتقبل الألم حين ترى نفس الألم يقع على الأعداء...

عدم وقوع هذا الألم على الغرب والكيان يعود فقط إلى فقدان القدرة على اتخاذ قرار هدم الهيكل على رؤوس الجميع والرد على الإرهاب الدولي الامبريالي بعنف ثوري يحطم كل البنيان الاقتصادي والمالي لهذا النظام العالمي، وهذا أمر ليس صعبا على الإطلاق...
                           حليم خاتون
المصدر: موقع إضاءءات الإخباري