كتب الدكتور عصام شعيتو ‏
مقالات
كتب الدكتور عصام شعيتو ‏"إفراغ لبنان، من سُكّانه،تمهيداً لتوسُّعٍ صهيوني"
د. عصام شعيتو
5 تشرين الأول 2024 , 22:09 م


 بدأ تنفيذ المخطّط الأمريصهيوني، لتهجير الشيعة اللبنانيين،إلى العراق
 بمساعدةٍ وتمويلٍ من دُّوَلٍ عربيةٍ كرِهَ اللهُ انبعاثها، لردِّ العُدوان الموصوف على الأمّة، وهي الدولُ الخاضعةُ لأمريكا وإسرائيلَ،والسّائرةُ في ركابهما،ضمن مشروع الشّرق الأوسط الجديد، الذي كان قد بدأ تنفيذُه، مُنذُ الحرب الأهليّة اللبنانية في الثمانينات، واحتلال إسرائيل للبنان،في العام 1982.

لكنَّ الشيعةَ اللبنانيين، تنبّهوا لما يُرادُ بلُبنان،قبلَ غيرهم من إخوانهم اللبنانيين المشمولين بالمشروع، فتصدّوا له بما تيسّرَ،ودفعوا الدِّماءَ الطاهرةَ، دِفاعاً عن لبنان، بعدما تعبت الأحزابُ الأخرى من الحربِ الأهليّة اللبنانية، وتخلّى بعضُها، واستقال الفلسطينيون من مهمّة تحرير فلسطين، أو كادوا، بعدما تآمرَت عليهم مجموعة الدّول العربيةالتي كانوا قد وضعوا مُعظم بيضهم في سلالها.
المشروع، كما خطَّطت له الصهيونيةُ العالميةُ، باسمِ أمريكا، وعلى أساس المشاركة التّامة، التي ليست إلّاطُعماً للأمريكيين،ليسيروا 
في المشروع، ذلكَ أنَّ الصهيونية تُخطّطُ للتّوَسّع،لتُصبِحَ دولةًعُظمى تُخضِعُ أمريكا وأوروبّا، وبالتّالي كُلَّ العالم، بالسيطرة على المنافذ والممرّات البرّيّة والبحريّة والجوِّية للتجارة العالمية، وهذا، كان سبب رفض الصهيونية كلَّ العروض لإقامةِ وطنٍ قوميٍّ لليهود، وإصرارَها على أن تكونَ فلسطين، هي هذا الوطن.
نعود إلى مشروع الشّرقِ الأوسط الجديد، الذي يقضي بإفراغ لبنان من مواطنيه، لإحلال اليهود الصهاينة مكانهم، والّذي، بدأ كما ذكرنا، منذ الحرب الأهليَّة اللبنانية،
بمحاولة إجلاء الإخوة المسيحيين عن لبنان إلى أوروبّا، قد أحضروا لهم السُّفُن،بِحُجّة إنقاذهم من الحرب،
لكنَّ هذه المحاولةَ باءت بالفشل، وبقيت المُحاولاتُ قائمةً على قدَمٍ وساق، فيما لم يقُم اللبنانيون، باستثناء الشّيعة،بالتّصدّي لإفشاله، 
والِاستِعداد لمواجهته، وسطَ جوٍّ من عداء بعضِ اللبنانيين لهم، وتعاونه مع أميكا والصهيونية ضِدّهم،وتخلّي بعضِهم عنهم، وعدم مُبالاة البعضِ الآخر.
أمّا الشيعةُ، ومعَ صعودِ نجمِ إيران، ودعمِها للمُستضعفين في العالم، فقد استمرُّوا في الإعداد والِاستعداد ببناءٍ قُوّةٍ قادرةٍ على الصمود بوجهِ أصحاب المشروع، حتّى جاء طوفانُ الأقصى، حيثُ دعموا المُقاومةَ الفلسطينيّة،ضِدّا لصهاينة المُحتلّين 
وتمكّنوا، بالتعاون مع إيران، من إنشاء مِحوَرٍ للمُقاومة داعمٍ، وعلى استِعدادٍ لمواجهة هذا المشروع، مِمّا جعلَ الصهيونيّةَ تتيَقّنُ أنّها لن تتمكّن من تنفيذِ أهدافها، كذلك شعرت الإدارةُ الأمريكيّة المُهيمنةُ على العالم، بالخطر على هيمنتِها، أو أُشعِرت بذلك، فانساقت وراء الصهيونية، لعلّها تُحافظُ على تلك الهيمنة.
وبدأ التّفكيرُ بكيفيّةِ التّخلُّصِ من الشيعة، فنجحتِ الصهيونيةُ بتسويق فكرة إجلائهم إلى العِراق، لِيَصارُ، فيما بعدُ بإجلاء بقيّةِ الطوائف، إلى أماكن أخرى،  تمهيدا لتحقيق المشروع الصّهيونيّ الحلم الذي لن يتحقق.
وازداد الشيعةُ صلابةً في التصدّي لهذا المشروع، على أمَلِ أن يتنبّه الآخرون، ويُشاركوا في المحافظة على لبنان.
الُمشاركة لم تحصل، لكنّ التّعاون وإن بدا خجولا، فإنّه يتجلّى من خلال تعاونِ جميع الطوائف، باحتضان المُهجّرين الشّيعة، وعدم تركهم يواجهون التهجير منفردين ، وقد باتوا يشعرون أنّهم، في كُلِّ منطقة هُجِّروا إليها، وكأنّهُم في بيوتهم.
هذا الِاحتضان أعطى المُقاومة دفعاً قويّاً، وصلابةً في الدّفاع عن لبنان، في وجهِ مُحاولاتِ الِاجتياح، وأكّد تلاحُمَ اللبنانيين في مواجهةِ الأعداء الطامعين ببلدهم، مِمّا لن ينتهيَ إلّا بالنّصرِ الحاسم على إسرائيلَ، كما حصلَ في السابق،  وبالفشلِ النهائي لمُحاولاتِ إنشاء شرقٍ أوسطَ جديدٍ بإذنِ الله.
المصدر: موقع إضاءات الإخباري