الكشف عن دور السكر والدهون في صحة الدماغ والأمراض الأيضية
منوعات
الكشف عن دور السكر والدهون في صحة الدماغ والأمراض الأيضية
9 تشرين الأول 2024 , 17:28 م

تؤدي الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون إلى الإصابة بالأمراض الأيضية وقد تؤثر على منطقة "الهايبوثالاموس" في الدماغ، لكن دراسة حديثة تشير إلى أن الدهون وحدها قد لا تكون السبب الرئيسي، إذ أن السكر وغيره من العناصر الغذائية قد تلعب دورا أكبر في هذه التغيرات. أظهرت الأبحاث التي أُجريت على الفئران عدم وجود تأثير كبير للدهون على خلايا الدماغ العصبية، مما يشير إلى أن المكونات الغذائية الأخرى قد تكون ذات تأثير أقوى.

تأثير النظام الغذائي الغني بالدهون على الدماغ

أظهرت الأبحاث أن النظام الغذائي الغني بالدهون قد يساهم في السمنة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض الأيضية، بما في ذلك السكري. وأكد الباحثون من معهد التغذية البشرية الألماني في بوتسدام-ريبرك (DIfE) والمركز الألماني لأبحاث السكري (DZD) أن مثل هذه الأنظمة الغذائية تسبب تغييرات واضحة في منطقة الهايبوثالاموس في أدمغة الفئران. ومع ذلك، ليست الدهون وحدها المسؤولة عن هذه التغيرات، وفقًا للدراسة المنشورة في مجلة "Scientific Reports".

كيفية تأثير الغذاء على الروابط العصبية

تتغير الروابط بين الخلايا العصبية في الدماغ باستمرار، ويؤثر النظام الغذائي بشكل كبير على هذه الروابط. تشير الأبحاث الحديثة إلى أن النظام الغذائي الغني بالدهون يمكن أن يتسبب في تغيرات في الهايبوثالاموس، مما يؤدي إلى اضطرابات في توازن الطاقة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض الأيضية.

دور الخلايا العصبية AgRP وPOMC في تنظيم الشهية

يتحكم في تناول الطعام نوعان من الخلايا العصبية في الدماغ: خلايا AgRP (التي تعزز الشهية) وخلايا POMC (التي تقلل الشهية). يتمركز كلا النوعين بشكل رئيسي في منطقة النواة المجاورة للبطين في الهايبوثالاموس. يؤدي النظام الغذائي الغني بالدهون إلى تقليل نشاط خلايا AgRP، لكن هذا التأثير قد لا يكون بسبب الدهون وحدها.

الدهون أم السكر؟ البحث في تأثير المغذيات

أظهرت الأبحاث السابقة أن نشاط خلايا AgRP يقل في الفئران التي تتغذى على نظام غذائي غني بالدهون. لكن لم يكن من الممكن التأكيد على أن الدهون هي السبب الرئيسي، لأن الطعام الذي تم تقديمه للفئران احتوى أيضًا على السكر وغيره من المغذيات.

الدهون ليست العامل الوحيد المؤثر بالدماغ

قام الباحثون في معهد DIfE والمركز الألماني لأبحاث السكري بتغذية الفئران الذكور والإناث بنظام غذائي غني بالدهون وقليل السكر لمدة 48 ساعة، واهتموا بدراسة كلا الجنسين لتحديد ما إذا كان هناك فرق في الاستجابة بينهما. كانت النتائج غير متوقعة، حيث لم يظهر أي تأثير كبير للنظام الغذائي الغني بالدهون على الروابط العصبية لخلايا AgRP، سواء في الذكور أو الإناث.

دور العناصر الغذائية الأخرى

تشير هذه النتائج إلى أن الدهون قد لا تكون العنصر الغذائي الرئيسي المسؤول عن التغيرات المرصودة سابقا في الهايبوثالاموس. يعتقد الباحثون أن المغذيات الأخرى، مثل السكر، قد تكون لها تأثيرات أعمق على خلايا AgRP العصبية. يخطط الباحثون لإجراء المزيد من الدراسات لاستكشاف دور كل من المغذيات الفردية في التغيرات العصبية والوظيفية في الدماغ.

تشير هذه الدراسة إلى أن النظام الغذائي ليس مجرد مزيج من الدهون والسكريات، بل أن لكل مكون تأثيره الخاص على صحة الدماغ والأمراض الأيضية.