أجرى علماء هارفارد دراسة جديدة حول "البايز" – وهي مناطق مفتوحة شاسعة في غابات الكونغو المطيرة. توصلت الدراسة إلى أهمية هذه المناطق في حياة الحيوانات المهددة بالانقراض، مثل الغوريلا والفيلة، كما كشفت عن اختلافات كبيرة في النباتات الموجودة في هذه المناطق، مما يثير أسئلة جديدة حول دورها البيئي.

ما هي البايز؟

البايز هي فجوات ضخمة في مظلة الغابات المطيرة، وهي موجودة فقط في غابات الكونغو المطيرة في وسط غرب إفريقيا. يمكن أن تصل بعض البايز إلى حجم 40 ملعب كرة قدم، بينما تكون أخرى أصغر بمئات الأمتار، رغم حجمها الهائل لم يتم دراستها بشكل كافٍ حتى الآن. لذا، يسعى الباحثون إلى فهم دورها البيئي والكيفية التي تتفاعل بها مع الحيوانات والنباتات.

الرؤى الجديدة من علماء هارفارد

نشرت الدراسة الجديدة في مجلة "إيكولوجي" (Ecology)، ووفرت نظرة شاملة حول تصميم وتوزيع البيئات في أكثر من 5,000 ميل مربع من الغابات المحمية في حديقة أودزالا-كوكوا الوطنية، جمهورية الكونغو. قاد الدراسة إيفان هوكريدج، طالب بجامعة هارفارد، بالتعاون مع أندرو ديفيز، أستاذ مساعد في علم الأحياء التطوري.

الحيوانات المهددة بالانقراض ودورها في البيئة

أظهرت الدراسة أن الحيوانات الكبيرة مثل الغوريلا وفيلة الغابات تقضي جزءاً كبيراً من حياتها في التنقل بين البايز، هذه المساحات المفتوحة تعد مناطق جذب كبيرة لهذه الحيوانات، حيث تستفيد من النباتات والموارد المتوفرة فيها. مع ذلك، لم تتضح بعد الأسباب التي تجعل هذه الحيوانات تفضل بيئات معينة على أخرى.

تقنيات جديدة للكشف عن البايز

استخدم الباحثون تقنيات متقدمة مثل المسح عن بعد عبر الطائرات بدون طيار وأجهزة "ليدار" للكشف عن مناطق بايز جديدة. ووجدوا أن عدد البايز أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقا، حيث تم اكتشاف أكثر من 2,000 منطقة، مقارنةً بالتقديرات السابقة التي كانت تقارب 250.

رغم أن عدد البايز كبير إلا أن مساحتها الإجمالية تمثل أقل من 0.2% من مساحة الحديقة الوطنية. هذا يمكن أن يكون خبرًا جيدًا لجهود الحفاظ على البيئة، حيث أن هذه المناطق مركزة في جزء صغير من الغابة، مما يسهل حمايتها.

الاختلافات النباتية بين بيئات الغوريلا والفيلة

كشف التحليل البيئي للباحثين عن اختلافات واضحة في تكوين النباتات بين البايز التي تتردد عليها الغوريلا وتلك التي تتردد عليها الفيلة. ولكن لم يتمكن الباحثون من تحديد السبب وراء هذه الاختلافات، مما يفتح المجال لمزيد من الدراسات حول كيفية تفاعل الحيوانات مع هذه البيئات.

يعمل الفريق الآن على فهم كيف تتشكل هذه البيئات، وما إذا كانت الحيوانات تعتمد عليها بالكامل. هذه الأسئلة ستتم دراستها بشكل أعمق في البحوث المستقبلية، حيث يأمل الفريق في كشف المزيد من أسرار هذه الغابات الغامضة.

الغابات المطيرة أكثر من مجرد مستودع للكربون

أشار الباحثون إلى أن غابات الكونغو المطيرة تحتوي على تنوع بيولوجي هائل، ولا تزال أسرارها غير مكتشفة بالكامل. ومع تقدم الأبحاث، يأمل العلماء في فهم أفضل لهذه النظم البيئية الغنية، مما يمكن أن يسهم في جهود الحفاظ على البيئة عالميا.