تؤثر صحة القلب والأوعية الدموية بشكل مباشر على وظائف الإدراك، حيث تزيد أمراض مثل فشل القلب ومرض الشريان التاجي من خطر الإصابة بالخرف. يمكن أن يساهم الحفاظ على صحة القلب في الوقاية من تدهور الإدراك بشكل كبير.
العلاقة بين صحة القلب وتدهور الإدراك
ترتبط الأمراض القلبية الوعائية، بما في ذلك فشل القلب والرجفان الأذيني ومرض الشريان التاجي، بزيادة خطر تدهور الإدراك والإصابة بالخرف، يساعد التعامل مع هذه الحالات من خلال الكشف المبكر وتعديلات نمط الحياة والعلاجات الموجهة على التخفيف من الاضطرابات الإدراكية والحفاظ على صحة الدماغ.
تشير الدراسات إلى أن ما بين 14% و81% من مرضى فشل القلب يعانون من نوع من الاضطرابات الإدراكية التي تؤثر على اللغة أو الذاكرة أو الوظائف التنفيذية. كما تُظهر الأدلة أن الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني يواجهون خطرا أكبر بنسبة 39% في حدوث مشاكل في الذاكرة أو التفكير، وأن البالغين المصابين بأمراض القلب لديهم خطر أعلى بنسبة 27% لتطوير الخرف، وأن 50% من الأفراد يواجهون تدهورا إدراكيا بعد الإصابة بنوبة قلبية.
أهمية الحفاظ على صحة القلب والدماغ
من المهم العناية بصحة القلب منذ سن مبكرة، ليس فقط للوقاية من أمراض القلب ولكن أيضا لحماية صحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالتدهور الإدراكي في المراحل اللاحقة من الحياة. ووفقا لتقرير علمي جديد صادر عن الجمعية الأمريكية للقلب، فإن ثلاثة من أمراض القلب الأكثر شيوعا بين البالغين - فشل القلب، الرجفان الأذيني، ومرض الشريان التاجي - ترتبط بضعف إدراكي وزيادة خطر الإصابة بالخرف.
تأثير صحة القلب على الوظائف الإدراكية
قال الدكتور فيرناندو د. تستاي، أستاذ علم الأعصاب وإعادة التأهيل في كلية الطب بجامعة إلينوي: "إن السكتة الدماغية وتدهور الإدراك، وكلاهما من المحددات الرئيسية لصحة الدماغ، هما حالتان مزمنتان ومعوقتان تؤثران بشدة على الأفراد والمجتمعات". وأضاف أن "العناية بصحة القلب في وقت مبكر من الحياة أمر ضروري لمنع الأمراض القلبية وحماية صحة الدماغ وتقليل خطر التدهور الإدراكي في المستقبل".
ضعف الإدراك المرتبط بفشل القلب
يعد فشل القلب مشكلة صحية عامة كبرى، وتشمل أسبابه الأساسية ارتفاع ضغط الدم والسمنة والسكري من النوع الثاني. يرتبط فشل القلب بتدهور إدراكي يؤثر على مهام مثل العناية الذاتية وإدارة الأدوية، خصوصًا لدى كبار السن. تظهر الأبحاث أن ما يقرب من 50% من الأشخاص المصابين بفشل القلب يعانون من نوع من التدهور الإدراكي، الذي قد يؤثر على اللغة أو الذاكرة أو الوظائف التنفيذية.
الرجفان الأذيني ومخاطر التدهور الإدراكي
الرجفان الأذيني هو أكثر اضطرابات نظم القلب شيوعا لدى البالغين، ومن المتوقع أن تزداد نسبة انتشاره في الولايات المتحدة من 2.7 مليون في عام 2020 إلى ما يقرب من 16 مليون بحلول عام 2050. تشير التحليلات إلى أن الرجفان الأذيني يزيد من خطر التدهور الإدراكي بنسبة 39%.
مرض الشريان التاجي والخرف
يزيد مرض الشريان التاجي بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف والتدهور الإدراكي. وجدت مراجعة منهجية شملت أكثر من مليون بالغ أن أولئك الذين يعانون من أمراض القلب لديهم خطر أعلى بنسبة 27% للإصابة بالخرف مقارنةً بالأشخاص غير المصابين بأمراض القلب. وأشارت الدراسات إلى أن النوبات القلبية ترتبط بتراجع حاد في الوظائف الإدراكية، بما في ذلك الذاكرة والوظائف التنفيذية.
بالرغم من أن هناك أدوية جديدة قيد التطوير لعلاج مرض الزهايمر، إلا أن الوقاية تظل أفضل من العلاج. يتطلب الحفاظ على صحة الدماغ المزيد من الأبحاث لتوضيح كيفية تحسين صحة القلب.